23 ديسمبر، 2024 5:56 ص

أعينوا البارزاني في انفصاله ج1

أعينوا البارزاني في انفصاله ج1

تباينت الآراء بين رافض ومؤيد ومساند ومتوعد في حال مضي القيادة الكردية واصرارها على اجراء الأستفتاء في توقيته المحدد في 25 من سبتمبر لهذا العام .

والشعب العراقي بكرده وعربه وشيعته وسنته وباقي ملله واطيافه يعيشوا حالة من الترقب مشوبا بالريبة والتخوف مما ستؤول اليه الامور في حال خروجها عن السيطرة خصوصا ان من يتحكم بالملف السياسي والأمني في العراق تحركهم الحزبية والطائفية والقومية والمصالح الشخصية واجندات عالمية واقليمية وسط ندرة للعقول المتفتحة التي تدرك مآلات الأمور كذلك وسط غياب تام لاي مشروع وطني يلتف حوله الجميع …

ومن حيث المبدأ فموضوع تقرير الشعوب لمصيرها هو حق مشروع والشعب الكردي حاله كحال شعوب العالم التي تنشد الاستقرار والحياة الكريمة ويجب على المنظمات والهيئات الدولية والحكومات ان تسانده وتتفاعل معه لا أن تعارضه وتضع العراقيل امامه, لكن وفق السياقات واالوائح الأممية وعدم التجاوز على مكتسبات الغير واحترام الاقليات واعطائها حقوقها غير منقوصة وبما لا يحدث شرخا او اضطرابا داخل المجتمع المعني نفسه او الأخلال بأمن الدول المجاورة ودون ان يفضي الى نزاعات حدودية تمتدد لعقود خصوصا انه موضوع انفصال لا اتحاد مما قد يحيل فرحة الاستفتاء والانفصال الى مقتلة عظيمة تقضي على الحلم المنشود وتعود بالشعب قهقريا الى التشضي والتخلف والركود..

ابتداءا فمعروف مسبقا نتائج أي استفتاء في عالمنا الثالث الذي يفتقر الى النزاهة والمصداقية وتأتي نتائجه لصالح الحزب والقائد الملهم والسلطة الحاكمة وقد اعتادت الشعوب سواءا أزحفت الى صناديق الاقتراع ام التزمت بيوتها بان تظهر النتائج بالرقم المعهود 99,99%!!

فمقدما فان نتيجة الأستفتاء على انفصال كردستان العراق محسومة باغلبية ساحقة وليس في ذلك ادنى شك!!.

دعونا سادتي ننتقل بكم الى لب الحدث :

فلقد كتب ونظر وصرح الكثير عن حيثيات هذا الموضوع الذي طغى على وسائل الاعلام العالمية والمحلية واحتل المرتبة الاولى وطغى في اهميته الاعلامية حتى على موضوع الارهاب والقضاء على داعش..

وسنتناول باختصار ماهي الاسباب التي دفعت بالسيد البارزاني وفي هذا التوقيت الحرج ان يجيش الشعب الكردي ويذهب به الى مصير مجهول دون حصوله على موافقة دولية واقليمية الى العمل على الانفصال وتشكيل دولته وسط كل هذه التحديات والمخاطر …

ثم سنعرج بعدها الى المكتسبات التي سيجنيها من وراء ذلك بالمقابل مع حجم الخسائر التي من الممكن ان تطيح به وبتجربته ان اتحد العالم ضده !!

كذلك سنولي في نهاية المطاف موقف الحكومة العراقية ولماذا يقفوا بالضد من حلم الأكراد بالانفصال وتشكيل دولتهم ومالذي سيفرق لهم ؟؟

فالدولة لكردية اساسا قائمة منذ سقوط العراق لكن دون اعلانها ولا سلطة للعبادي في نقل شرطي فيها من شارع لآخر داخل اربيل !!

فهل حكومة العبادي حريصة فعلا على وحدة العراق ام ان هنالك امورا خفية لايتجرأ احد على ان يصرح بها ؟؟

دعونا سادتي نفصل لحضراتكم اولا الاسباب الكامنة وراء اصرار البارزاني في خوض هذه التجربة الفريدة الخطيرة…

فاقول لو لم يفعلها اليوم السيد مسعود البارزاني اليوم فسيكون قد فوت عليه وعلى قومه فرصة لن تتكرر للاكراد بعد عقود من الزمان,, فالعراق اليوم كحكومة وشعبا في اسواء حالته من التفكك والوهن!

فمعروف انه متى ما ضعف المركز خرجت الاطراف عن السيطرة .خصوصا انه قد اكتملت في الاقليم كل مقومات الدولة بفضل الضغط الامريكي بعد احتلال العراق وفرض ميزانية ضخمة تستقطع سنويا من الميزانية الاتحادية ساعدت في نموه واخذه شكل الدولة بمؤسساته وقواته الامنية التي انتعشت وتثبتت دعائمها بالوفرة الأقتصادية.. كذلك عمل اسرائيل وامريكا وحلفائها بتجنيب الاقليم كل اشكال الارهاب الذي مزق العراق تمزيقا دون ان يكن لهم نصيبا منه مما اهله ان يكون اكبر قوة ضاربة بين باقي المكونات يحسب لها الف حساب !!..

كذلك من الأسباب التي دفعت بالسيد البارزاني المضي في هذا التوجه هو ضمانه السيطرة الفعلية على آبار النفط في كركوك وهو العصب الرئيسي لاقتصاد دولته المرتقبة وهو فعليا يتحكم بمقدراتها ولم تستطع الحكومة الاتحادية ثنيه عنها وقد اتبع خطة محكمة في تكريدها والسيطرة على ادارتها,, وما الوجود العربي والتركماني كقوة مشاركة في ادارة المحافظة الا شكليا والكثير منهم يدور في فلكه وينطبق نفس الشيء على المناطق المتنازع عليها وفي حقيقة الامر لايوجد اي نزاع بل هو تواجد وسيطرة كاملة لقواته على ادارتها ومقدراتها ..

حيث بات من الصعب ازاحته وقواته عن المحافظات المحاذيه لاقليميه والتي يصر بشمولها بالاستفتاء ليتسنى له بعد ذلك ضمها لدولته وهنا يكمن الخطر ..

ولعل من اهم الأسباب السياسية التي دفعت بالبارزاني الى المضي قدما في تحديه الجميع هو انه يعلم يقينا ان شراكته مع الاحزاب الشيعية شارفت على الانتهاء وان الطرف السني اخرج تماما من معادلة التحدي للنفوذ والمشروع الايراني ولن تقبل ايران بوجود طرف كردي منافس لها على الساحة العراقية وانه هو العدو المرتقب لدوامة العنف في العراق وعلمه كذلك يقينا ان جميع التطمينات الأمريكية والدولية بالمحافظة على كرسيه هي حبر على ورق والطرف الوحيد الذي يطمئن له اليوم هو اسرائيل التي لها اليد الطولى في رسم سياسة العالم لذا فهو غير آبه تماما لكل التحذيرات و التحالفات ضده !! لكن المخاطرة واللعب في اوراق السياسة اليوم لا يتقنه الكثير وقد تكون التطمينات الاسرائيلة كمقلب كبير وطعم امريكي كالذي ابتلعه صدام حسين عند غزوه للكويت !!

وللحديث بقية