22 ديسمبر، 2024 2:22 م

مقتدى الصدر الرابح الاكبر

مقتدى الصدر الرابح الاكبر

يثار او يشاع بأن السيد مقتدى الصدر قد خسر معركة تشكيل الحكومة بعد اعلان استقالة نوابه من البرلمان العراقي وكل ما يثار هنا وهناك في الحقيقة يفتح شهية الصدر لمكتسبات سياسية اكبر ويشجع التعاطف من قبل انصاره مع اي قرار صدري يصدر قريبا.

ان الصدر يعرف جيدا كيف يصل لمبتغاه وكيف لا وهو صاحب القاعدة الجماهيرية الاوسع على الاطلاق بين جمهوور الاحزاب المتكالبة على السلطة وان الجماهير الصدريه تكن له طاعة عمياء .
من يظن ان السيد مقتدى قد خسر فهو واهم جدا بل على العكس تماما فقد تحول الموقف الصدري الى حالة سياسية شعبيه يصعب تجاوزها واذا نظرنا لجميع الاحتمالات سنجد فيها مقتدى الصدر هو الرابح الاكبر.

لو فرضنا ان الاطار التنسيقي سيمضي قدما بمجازفة سياسية لتشكيل الحكومة (وهذا لن يحدث اطلاقا) فعليه مواجهة غضب شعبي يقوده الصدر للنيل من الحكومة القادمة وان حدث فسيكون الصدر هو الرابح الاكبر وسينتهي اثر الاطار التنسيقي .
ولو فرضنا ان الامر سيسير بأتجاه حكومة تصريف الاعمال لاجراء انتخابات جديدة بزعامة الكاظمي المدلل عند الصدر فلن نحتاج الى جهد لتحليل النتائج المقبلة.

واذا طرحنا السؤال التالي: لماذا استقال نواب الصدر بعد اقرار قانون الامن الغذائي وليس قبله؟ سنجد ان الخطوات محسوبة جيدا ومدروسة والنية مبيتة في خوض هذه المناورة السياسية والتي تعزز من ضرورة وجود الصدر سياسيا وتمنحه مساحة اكبر وحرية في تشكيل الحكومة اذا ما رهنت الكتل السياسية مشاركتها بعودة مقتدى الصدر وهنا ايضا يعتبر الصدر هو الرابح الاكبر .
حتى دوليا سيكون هناك ضغط اتجاه عودة الصدر اذ ليس من مصلحة ايران خروج الكتلة الصدرية فالنتائج ستكون وخيمه. حقيقة لااعرف من اين يستمد الصدر هذه الحيل السياسية ولكن ما اعرفه انها ناجحة تماما.