18 ديسمبر، 2024 6:24 م

مقبوليّة الخنجر وإطفاء فتنة كركوك

مقبوليّة الخنجر وإطفاء فتنة كركوك

قبل أن يبدأ زعيم تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر جولته بين أربيل وكركوك في جهود الوساطة؛ لوأد الفتنة التي أطلّت برأسها في كركوك، أطلق تغريدة له ( 2/9) جاء فيها “كركوك واحة التعايش والتسامح، وأيّ اضطراب فيها يؤثّر سلبًا على استقرار البلاد. ثقتنا كبيرة في تجاوز الأزمة وضبط الأمن. كركوك بحاجة إلى عقد وطنيّ جديد، بين جميع مكوّناتها، يرسّخ الشراكة الوطنيّة في بناء المحافظة وخدمة أهلها، وسنبذل كلّ الجهود مع الحكومة المركزيّة وحكومة الإقليم من أجل وقف التصعيد”، لكن الأزمة انفتحت- للأسف الشديد- على مواجهات وضحايا، وكادت أن تذهب إلى أبعد من ذلك لكن الجهود التي بذلها الخنجر حتى قبل بدء رحلة ” المصالحات ” توّجت بنزع فتيل استخدام الشارع في المنازعات السياسيّة، وهو استخدام غير مأمون النتائج ويستحيل السيطرة عليه حال اندلاعه، يشبه طفلًا يلعب بالنار دون أن يدرك عواقب ذلك!
وحال توجّه الخنجر إلى كلّ من كركوك وأربيل؛ لإطفاء نار الفتنة، وصف سياسيون مهمّته بـ “الشاقّة والمعقّدة ” إلا أنَّ ما شفع لها ولإمكانيّة نجاحها، قناعة كافة الأطراف السياسيّة المتخاصمة والمتصادمة من أنَّ “مكوّنات كركوك قبِلت بزعيم تحالف السيادة وسيطًا لحلّ الأزمة؛ لوجود مقبوليّة من كلّ الأطراف” و “إنَّ أطرافًا في بغداد، وأبرزها السودانيّ، تدعم وساطة الخنجر، كما أنَّ أربيل تقابل التحرّك السياسيّ بتجاوب كبير”.
ورشَحَت عن وساطة الخنجر اتفاق بوقف التصعيد ومنع استخدام الشارع مجدّدًا في التعبير عن المواقف السياسيّة في كركوك وأهميّة الحفاظ على استقرار المدينة والهدوء فيها، إلى جانب طرح مبادرة لحلّ الخلاف الحالي، فيما تضاءلت كثيرًا فرص عودة التوتّرات والمصادمات أمام فرص الحلّ السياسيّ والمبادرة التي حملها الخنجر.
وتكلّل لقاء الخنجر بزعيم الحزب الديمقراطيّ الكردستانيّ كاك مسعود البرزانيّ في أربيل عن “الحاجة إلى معالجة فوريّة للمشكلات”. وعلى هذه القاعدة دعا الخنجر من كركوك إلى الحفاظ على التعايش السلميّ ونبذ الخلافات، والذهاب إلى طاولة الحوار البنّاء وإلى ضرورة تبنّي حوار متوازن وجاد يأخذ بنظر الاعتبار الاستحقاقات والالتفات إلى المخاطر؛ لغلق الطريق على أصحاب المخطّطات المشبوهة. وهو خطاب لاقى تأييدًا بمواقف سياسيّة من ممثّلي مكوّنات الكرد والعرب والتركمان.
وثمّنت اللّجنة الأمنيّة دور الخنجر في بيان لها جاء فيه “اللّجنة الأمنيّة تدعو كافة الفعاليات السياسيّة والعشائريّة والمجتمعيّة بالتكاتف؛ للحفاظ على أرواح وأمن مواطني كركوك ومساندة القوات الأمنيّة في مقارعة الإرهاب من خلال المبادرة الكريمة للشيخ خميس الخنجر الذي بذل ويبذل جهدًا كبيرًا؛ للحفاظ على أمن كركوك وتقريب وجهات النظر بين جميع الاطراف”.
حتى الآن تمّ قبر الفتنة والمطلوب من القوى السياسيّة، وممثّلي المكوّنات، والحكومتين الاتحاديّة والكردستانيّة، دعم مبادرة الخنجر؛ لإيجاد الحلول الواقعيّة للمشكلات المستمرّة في كركوك للوصول إلى حالة من التعايش السلميّ كما وصفها عضو الحزب الديمقراطيّ عبد السلام برواري ” قضيت طفولتي في كركوك ولم نكن نميّز من هو الكرديّ ومن الآشوريّ..إلخ، إلّا من خلال اسمه، وحتى الآن هناك علاقات عائليّة بين أبناء هذه المكوّنات” والعمل على قطع الطريق على، “الأحزاب السياسيّة والقوى المسلّحة القادمة من خارج كركوك التي تخلق هذا الجو”!