الحلم حق لكل انسان ومن لايحلم يعتبره الكثيرون كتلة من الحجر الاصم وصحراء قاحلة ونهرا جافا،لان الحلم ياتي كطائر جميل ثم يذهب لن نراه فيما بعد ،ربما ينتهي الى كابوس يلاحقنا في لحظاتنا اليومية،وكبشر لايمكن ان نحقق احلامنا بارادتنا لاننا لانملك هذه السلطة التي تقع في خانة الاقدار التي تصنعها لنا السماء ،أي اننا غير مخيرين بهذا الجانب،في النهاية نجد انفسنا نمضي نحو المجهول بعد ان خسرنا ومضات احلامنا التي رحلت مع ترانيم ايقاع الحياة الصاخبة ،لو رجعت عقارب الساعة الى الوراء سنرى ان احلامنا تتكدس على رفوف يومنا المتعب، فبينما نلهث ونهرول لملاحقة “السعادة” المزعومة،نخسر اوراق عمرنا واحدة تلو الاخرى ،ونمني انفسنا بحياة افضل من خلال حلم لم ولن ياتي ،اننا نخوض حربا قاسية مع انفسنا من حيث لانعلم لاننا لم نعد نملك من يقلب احلامنا المهملة في الرفوف والتي مضى عليها سنوات وسنوات وقد تلونت بالصفار والغبار بسبب اهملها المتعمد ،ففي بلد مثل العراق لن نجد حلما يبهرويثير الحماسة،بل نجد اموات تمشي واحياء موتى ودماء تصرخ ومقابر في كل مكان، لايمكن تفسير سر ذلك،مانفهمه ان احلامنا اصبحت لها مقابر كمقابر بني ادام فهي تكبر وتتوسع لم يعد أي شيء يستوعبها لانها فاقت حجم امكانيات الحياة برمتها ،لهذا نحن نسير باقدامنا المثقلة نحو المجهول، حيث سنكون سرابا واشلاءا تتناثر هنا وهناك،بعد ذلك ينتظرنا الحساب والكتاب كاننا في امتحان صعب ،لا ينجح منه الا الذين ينتصرون على انفسهم بشموخ وعظمة ويحققون بعضا من احلامهم “البيضاء”التي تاتي كطائر العنقاء ثم ترحل دون انذار.