في عالم الدبلوماسية الرسمي , حيث الكلمات محسوبة والإشارات مدروسة , كانت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت تملك لغة سرية خاصة بها , لم تكن هذه اللغة منطوقة , بل كانت معلقة على ياقة سترتها , من دبوس على شكل نحلة لزعيم فلسطيني إلى ثعبان لصدام حسين, كانت أولبرايت تستخدم دبابيسها كرسائل سياسية صامتة تكشف عن مزاجها وأجندتها , ففي كتابها الذي صدر عام 2009 تحت عنوان (( اقرأ دبابيس الزينة الخاصة بي : قصص من صندوق حلي دبلوماسية )) , تكشف أولبرايت أن هذه الفكرة بدأت بالصدفة على يد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين , عندما كانت سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بعد حرب الخليج الأولى , كانت مهمتها التعقيب على سياسات صدام حسين , ردًا على تعقيباتها الشديدة , نشرت إحدى الصحف العراقية قصيدة وصفتها فيها بأنها (( أفعى لا نظير لها )) .
تقول أولبرايت في كتابها : (( بالفعل , كان لدي دبوس زينة على شكل ثعبان في صندوق الحلى , وقررت أن أرتدي هذا الدبوس في أي جلسة للأمم المتحدة تتناول العراق )) , لاحظت الصحف الأمر ووجدت أولبرايت الفكرة مسلية , فقررت اتباع هذا النهج في باقي عناصر أجندتها الدبلوماسية , وكما قال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب : (( اقرأ شفتَيّ )) , أصبح شعارها: (( اقرأ دبابيس الزينة الخاصة بي )) , وهكذا كانت رسائل دبلوماسية على ياقة معطف , فقد استخدمت أولبرايت دبابيسها ببراعة لإرسال رسائل محددة للزعماء العالميين , بحيث يمكن معرفة مزاجها وأجندتها بمجرد النظر إلى الدبوس الذي تضعه على سترتها.
مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات , ارتدت دبوسًا على شكل نحلة , في إشارة للمثل الأمريكي الذي يقول : (( مشغول كالنحلة )) , لإقناعه بالتوصل إلى حلول سلمية , ومع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد , ارتدت دبوس أسد , ومع وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل , ارتدت دبوس حصان , ومع المسؤولين الروس, عندما اكتشفت أنهم يتنصتون على السفارة الأمريكية , ارتدت دبوسًا على شكل بقّة في لقائها التالي معهم , في إشارة ضمنية إلى أنها تعرف ما يفعلون , وعندما كانت تتفاوض بشأن معاهدة حظر الصواريخ الباليستية , ارتدت دبوسًا على شكل رأس صاروخ , وقالت لوزير الخارجية الروسي الذي سألها عنه : (( نعم , إنها صغيرة للغاية , حان وقت الشروع في المفاوضات )) , ومع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ إيل , ارتدت دبوسًا كبيرًا على شكل العلم الأمريكي لكي لا يترك مجالًا للشك حول هويتها ومن تمثل, وفي مقابلة مع موقع ((غلوبال فيو بوينت )) الأميركي , سُئلت أولبرايت ماذا سترتدي لو قابلت الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد , فردت قائلة : (( كنت سأرتدي دبوس زينة على صورة حمامة ونسر معاً , ذلك أن ما يدور بين الولايات المتحدة وإيران يتضمن بعض العصا والجزرة , أو بعض الفرص إذا ما تعامل الإيرانيون بشفافية مع المفتشين الدوليين , وبعض التحديات إذا ما استمروا في المرواغة , أيضاً كنت سأرتدي حلة خضراء اللون تكريماً لمن يناضلون من أجل الديمقراطية في إيران .
أصبحت دبابيس أولبرايت جزءًا من تاريخ لحظات دبلوماسية هامة , حتى أن نظرائها من وزراء الخارجية حول العالم والعاملين معها كانوا ينتظرون بترقب ما ستلبسه كل صباح , وأصبح صندوق جواهرها يحكي التاريخ , وفي متحف الفن والتصميم في نيويورك , عُرضت دبابيس أولبرايت بالمئات , مرتبة بدقة , تتنوع هذه الدبابيس في أشكالها وأحجامها وأسعارها , فمنها ما يُقدر بمئات الآلاف من الدولارات ومنها ما لا يتجاوز سعره بضع عشرات , ما يجمعها هو أن لكل دبوس قصة وحكاية , لقد دشنت مادلين أولبرايت نهجًا فريدًا في الدبلوماسية , حيث جعلت من دبوس الياقة أداة للتعبير السياسي , وأثبتت أن الرسائل القوية لا تحتاج دائمًا إلى الكلمات.
صباح الزهيري .مقامة مادلين أولبرايت : عندما تتحدث الدبابيس .
في عالم الدبلوماسية الرسمي , حيث الكلمات محسوبة والإشارات مدروسة , كانت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت تملك لغة سرية خاصة بها , لم تكن هذه اللغة منطوقة , بل كانت معلقة على ياقة سترتها , من دبوس على شكل نحلة لزعيم فلسطيني إلى ثعبان لصدام حسين, كانت أولبرايت تستخدم دبابيسها كرسائل سياسية صامتة تكشف عن مزاجها وأجندتها , ففي كتابها الذي صدر عام 2009 تحت عنوان (( اقرأ دبابيس الزينة الخاصة بي : قصص من صندوق حلي دبلوماسية )) , تكشف أولبرايت أن هذه الفكرة بدأت بالصدفة على يد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين , عندما كانت سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بعد حرب الخليج الأولى , كانت مهمتها التعقيب على سياسات صدام حسين , ردًا على تعقيباتها الشديدة , نشرت إحدى الصحف العراقية قصيدة وصفتها فيها بأنها (( أفعى لا نظير لها )) .
تقول أولبرايت في كتابها : (( بالفعل , كان لدي دبوس زينة على شكل ثعبان في صندوق الحلى , وقررت أن أرتدي هذا الدبوس في أي جلسة للأمم المتحدة تتناول العراق )) , لاحظت الصحف الأمر ووجدت أولبرايت الفكرة مسلية , فقررت اتباع هذا النهج في باقي عناصر أجندتها الدبلوماسية , وكما قال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب : (( اقرأ شفتَيّ )) , أصبح شعارها: (( اقرأ دبابيس الزينة الخاصة بي )) , وهكذا كانت رسائل دبلوماسية على ياقة معطف , فقد استخدمت أولبرايت دبابيسها ببراعة لإرسال رسائل محددة للزعماء العالميين , بحيث يمكن معرفة مزاجها وأجندتها بمجرد النظر إلى الدبوس الذي تضعه على سترتها.
مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات , ارتدت دبوسًا على شكل نحلة , في إشارة للمثل الأمريكي الذي يقول : (( مشغول كالنحلة )) , لإقناعه بالتوصل إلى حلول سلمية , ومع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد , ارتدت دبوس أسد , ومع وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل , ارتدت دبوس حصان , ومع المسؤولين الروس, عندما اكتشفت أنهم يتنصتون على السفارة الأمريكية , ارتدت دبوسًا على شكل بقّة في لقائها التالي معهم , في إشارة ضمنية إلى أنها تعرف ما يفعلون , وعندما كانت تتفاوض بشأن معاهدة حظر الصواريخ الباليستية , ارتدت دبوسًا على شكل رأس صاروخ , وقالت لوزير الخارجية الروسي الذي سألها عنه : (( نعم , إنها صغيرة للغاية , حان وقت الشروع في المفاوضات )) , ومع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ إيل , ارتدت دبوسًا كبيرًا على شكل العلم الأمريكي لكي لا يترك مجالًا للشك حول هويتها ومن تمثل, وفي مقابلة مع موقع ((غلوبال فيو بوينت )) الأميركي , سُئلت أولبرايت ماذا سترتدي لو قابلت الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد , فردت قائلة : (( كنت سأرتدي دبوس زينة على صورة حمامة ونسر معاً , ذلك أن ما يدور بين الولايات المتحدة وإيران يتضمن بعض العصا والجزرة , أو بعض الفرص إذا ما تعامل الإيرانيون بشفافية مع المفتشين الدوليين , وبعض التحديات إذا ما استمروا في المرواغة , أيضاً كنت سأرتدي حلة خضراء اللون تكريماً لمن يناضلون من أجل الديمقراطية في إيران .
أصبحت دبابيس أولبرايت جزءًا من تاريخ لحظات دبلوماسية هامة , حتى أن نظرائها من وزراء الخارجية حول العالم والعاملين معها كانوا ينتظرون بترقب ما ستلبسه كل صباح , وأصبح صندوق جواهرها يحكي التاريخ , وفي متحف الفن والتصميم في نيويورك , عُرضت دبابيس أولبرايت بالمئات , مرتبة بدقة , تتنوع هذه الدبابيس في أشكالها وأحجامها وأسعارها , فمنها ما يُقدر بمئات الآلاف من الدولارات ومنها ما لا يتجاوز سعره بضع عشرات , ما يجمعها هو أن لكل دبوس قصة وحكاية , لقد دشنت مادلين أولبرايت نهجًا فريدًا في الدبلوماسية , حيث جعلت من دبوس الياقة أداة للتعبير السياسي , وأثبتت أن الرسائل القوية لا تحتاج دائمًا إلى الكلمات.