22 نوفمبر، 2024 6:31 م
Search
Close this search box.

مقامة ترمب

قال ابن قتيبة : وأحسنُ مَن ابتدأ مرثيةً , أوسُ بن حجر, في قوله : (( أيتها النفسُ أَجْملي جزعَا   إنّ الذي تكرهين قد وقعَا ) , ومن مراثينا : (( أرحلْتَ مِن قبلِ الرحيلْ ؟ منذُ أن كنا صغارْ وأمريكا تأكلُ الصغارَمعَ الكِبارْ , ولا ترضى بديلاً ينوبُ عن البديلْ , أرحلْتَ مِن قبلِ الرحيلْ ؟ وتركتَها ترمي العويلَ على العويلْ )) .

عندما درسنا مادة ألأحزاب السياسية أيام الكلية في سبعينات القرن الماضي , شرح لنا الدكتور شمران حمادي رحمه الله , ان الأحزاب ألأميركية أحزاب موسمية  , تنشط أوقات الأنتخابات فقط , وتسبت في ما بعدها , وهي ليست أحزاب ايديولوجية , بل تتغير سياساتها حسب تغير المصالح  , وقد رأيت فيديو لمحلل سياسي فلسطيني , عركته التجارب مع سياسات ألأدارة الأميركية بأفعالها , ووعودها , وصف فيها الفرق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بأن الجمهوريين لصوص , أما الديمقراطيين فهم أنذال .

أظهر فوز ترمب وجه أمريكا القبيح , ولكنني فضلته على منافسته ليس محبةً فيه , فقلبي ليس أعمى إلى هذه الدّرجة , ولكن لأنّه خبيث مكشوف , ما بقلبه على لسانه , وهو ليس دبلوماسياً كالحيّة الرقطاء كاميلا , وهو صريحٌ جداً ويلعبُ على المكشوف , وهو يقول صراحةً : نريدُ نفط العرب , وأن العرب والمسلمين غير مرحّبٍ بهم في أمريكا , ويعلنها صراحةً أنه مع إسرائيل في كلّ ما تفعل , وأنها بلد صغير ولا بد ان تتوسع , ولا يقول أنا ضدّ الاستيطان ويدفع لهم ثمن الإسمنت , ولا يطالب إسرائيل بضبط النّفس تجاه غزّة , ويعطيهم الصواريخ ليقصفوها.

اختارت أمريكا ترمب  لأنّه نسخة عنها , فمواصفاته في أي دولة محترمة ليست إلا مواصفات رئيس عصابة , فهو أولاً عديم الثقافة , ويفهم في السياسة مقدار ما تفهم ام اللول في النظرية النسبية , وقد مرّغته هاريس في مناظرتهما , وعرّتْ جهلهَ , سرّبوا لهَ مقاطع فيديو بالصوت والصورة يفتخرُ فيها بالتّحرش بالنساء , وأثبتوا تهربه من دفع الضرائب التي سيطالب الناس بدفعها , حياته الأُسرية مثيرة للغثيان , ورغم هذا انتخبوه , وهو نسخة مصغّرة عن أمريكا , نسخة قبيحة عن دولة قبيحة ما زالت حتى اليوم تحتفل بذكرى إلقائها قنابل نووية على هيروشيما وناكازاكي دون أدنى وازعٍ من ضمير.

تقول له شعوبنا المأخوذ على أمرها :  (( سئمنا من الأقنعة فأرنا وجه أمريكا الحقيقيّ , ومللنا من الكلام المعسول فأسمعنا كلام أمريكا الحقيقي , ولا تكرر لنا شعوركم بالقلق والغثيان لما يحدثُ لنا , فهذه أعراض حمل ووحام لا أعراض سياسة , فأظهر لنا مشاعر أمريكا الحقيقية نحونا , ولا تخف علينا من خيبة عاطفية , فنحن نعرف , ولكن نريد أن يعرف حكامنا أنها علاقة حُبّ من طرف واحد , سئمنا من محاولة إظهار إمساككم بالعصا من المنتصف , فامسكها من طرفها , وهُشّ بها على رؤوسنا علّنا نستيقظ )) .

لا شيء أسرع في خراب الدّول من تسليم زمام أمرها لأحمق , وإني أسأل الله أن يكون عهدكَ فاتحة الخراب , وأن تكون سنوات حكمك على أمريكا كالسّبع العجاف على أهل مصر زمن يوسف عليه السّلام , فكُنْ أنتَ , ولا تسمح لهم أن يلجموك , أرجوك  كُنْ أمريكياً من دون مساحيق تجميل , و في الاخير نقول الى الملوك و الامراء و الرؤساء العرب دون إستثناء  : (( ليس هناك أحقر و لا أوسخ من ترامب الا أنتم  )) .

))الشاعر ترامب  :
ثيابي من شمس تموز بادن
و احس رجليه من المشي بادن
عساها ابخت كلمن راد بادن
وصوتله ولا صوت اليه.

رد جو بايدن قائلاً :
جونا شما اريده صحو يترب
ويسمونك بسعر الذهب يتراب
أريد اشوي اعله اذانك بصل يترامب
حتى تبطل تهمبل عليه((.

أحدث المقالات