20 أبريل، 2025 11:28 ص

نشر الصديق فارس الربيعي فلما توضيحيا عن الفرق بين الكلب , والسلوكي , واللوكي بينهما , يقول المتحدث : (( ان اللوكي حيوان عديم الفائدة لاينفع للصيد ولا للحراسة , وليس لديه عداوة ولا حراسة , وأنما يتودد لكل من يلقي له عظما , فتراه قربه هازا بذيله , ومن هنا جاءت التسمية ( اللوكي ) , فهولايحرس ولا يصيد , فأبعدوا عن اللوكية اللذين يهزون بذيلهم )) , وفي الحياة هو عبارة عن شخص بلا شخصية بلا ذوق بلا رأي يتبع ما تتبعه انت او غيرك حسب المصلحة ويشعرك بأنك ملكاً في تصرفاتك وفي كلامك , أما اللوكي بالإنجليزية : ( Loki)‏ فهو شخصية خيالية يظهر في كتب القصص المصورة التي تنشرها مارفل كومكس , كما انه كيان الشغب والمشاكسة والأذى في الميثولوجيا النوردية,  ابن العملاقين فاربوتي ولوفي , وابن بالتبني للإله أودن , ويوصف بأنه مبتكر كل أنواع الاحتيال.

((اللوگي و اللاحوگ و اليمسح اچتاف لو صعد فوگ الغيم هم ناصي ينشاف )) .

التملق و(اللواكة) من الصفات الذميمة والتي لا يمارسها إلا شخص ذليل حقير, لا مبدأ له , ولا كرامة عنده , عبدٌ لمصالحه وغاياته وأهدافه , يسعى إلى تحقيقها بكل وسيلة , فيكذب , ويحتال , وينافق , ويذل نفسه , ويُصغّر حاله ليصل إلى مبتغاه وإن كان ذلك على حساب الحقيقة والإضرار بالآخرين , وهي ظاهرة انسانية عالمية يبدو اننا ورثناها من مجالس الخلفاء والامراء والملوك والرؤساء المنحرفين , وما كانت تفعله حاشيتهم وتعبث في مقدرات الناس والدول لأنها تتدخل باتخاذ قرارات غبية مصدرها اللوكية , فالتملق أو (اللواكة) إذا انتشرت في مجتمع أفسدته ,وهي ظاهرة نفسية واجتماعية خطيرة امتدت للسياسة والثقافة والتربية والتعليم محليا ودوليا , وانتشرت بين الذين نسميهم للأسف مثقفين واكاديميين اكثر من انتشارها بين صغار الموظفين وبسطاء الناس .

((لاخنت لانمام لا لوكي طبعي  ليش الوجه درتوه مو جنتو ربعي )) .

 يُعرف التملق في اللهجة العامية في العراق بـ (اللواكة) ويُراد بها النفاق والتزلف للآخرين, والتمجيد لهم ومدحهم حتى وإن كانوا فاشلين , لنيل رضاهم والتقرب منهم لتحقيق المصالح المادية والمعنوية , فالمتملق أو (اللوكي) هو من يتزلف لصاحب السلطة والنفوذ والمال ليحقق مصلحة شخصية أو غاية معينة , ويخرج من ذلك المجاملة الصادقة , والمديح المستحق لأهله , والتؤدد للأخرين كخلق رفيع يتحلى به الإنسان , لكن إذا تجاوزت المجاملة حدها , والمديح قدره ,والتودد مداه أنقلب إلى تملق ولواكة ونفاق ,ناهيك عن مدح شخص وإطراءه ووصفه بصفات ومزايا ليست فيه , فهذه قمة  التملق و (اللواكة) , والتملق صفة ذميمة لا يمارسها إلا أخس الناس , وعلماء النفس يعدون الشخصية المتملقة أو اللوكية شخصية مركبة تعاني من نقص وحرمان وعدم الثقة بالذات ,ويطلق على المتملق في مصر (الأونطجي) وهي كلمة أصلها يوناني (أفانتا) بمعنى حيلة , والأونطجي هو الشخص الذي يستخدم الحيل والنفاق للوصول إلى غاياته وأهدافه , ويطلق عليه أهل الشام ماسح الجوخ , والجوخ نوع من الصوف (المخمل) وهو نوع فاخر من الثياب يتزين به الولاة والملوك والسلاطين ويلبسونه في المواكب والاحتفالات لإظهار الزينة والترف والثراء ,والكلمة تركية (فالجوخة دار) مصطلح يطلق على الذي يقوم على خدمة السلطان في إعداد وتنظيف وتلبيس الأحذية , فماسحو الجوخ هم أولئك الذين يتقربون من أصحاب الجوخ من الملوك والولاة والسلاطين وأصحاب المناصب والوجاهة فيمسحون عباءاتهم المخملية من الغبار والشعر الذي يلتصق بها طمعاً بالحظوة عندهم ونيل المال والجاه , ثم بمرور الوقت أصبح استخدم مصطلح مسح الجوخ يرمز إلى التقرب من أصحاب المناصب والنفوذ بالنفاق للوصول إلى الغايات , فكل من يتزلف أو ينافق لشخص ذو مكانة مرموقة للوصول إلى غاية ما فهو ماسح جوخ .

 

(( لاتظن زين يصير الطبعه لوكي ماينعدل للموت ذيل السلوكي )) .

نشر السيد داود الكعبي مقالا يتحدث عن هذه ظاهرة (( اللوكية )) , التي اصبحت وللأسف سمة للإدارة العليا والإدارات الادنى بما فيها التخصصية في العراق حتى اصبح الشعار السائد وراء كل قرار , وأن كلمة لوكي هي اكثر استخداماً في العراق , وهناك من يجيدها ويعرف كيف يستخدمها ليصل من خلالها الى مبتغاه وهدفه المنشود , وتعتبرهذه الصفة ذميمة وتلتصق بأخس الناس , والمجتمع من ناحيته لا يحترم من كانت هذه صفته وديدنه , اما علماء النفس فيعدون الشخصية (اللوكية) هي شخصية مركبة وتعاني من نقص وحرمان , اضافة الى انها شخصية مهزوزة لا تمتلك القدرة على مواجهة الصعاب والاحتمالات وكذلك الصدمات , فتذهب الى الشخصية التي تفوقها او التي تترأس عليها تروم التملق والتقرب اليها في سبيل رضاها وكسب ودها , وبالتالي حصولها – أي شخصية اللوكي – مبتغاها , وبتعبير آخر ان (اللوكي) دائماً ما يكون قليل الحياء غير عابيء بما يجري من حوله من امور بقدر ما تعنيه مصلحته الذاتية , ويرى الكعبي (ان (للواكه) عدة مستويات , فضلاً عن المستويات او الصفات آنفة الذكر, فليس من الثابت دائماً ما يكون اللوكي هو من الرعية وعامة الناس , بل قد يكون بمنصب وزير لكنه (يتلوك) الى رئيس كتلته , او برلماني و(يتلوك) الى رئيس البرلمان , او حزبي كبير و(يتلوك) الى رئيس حزبه , وهذا (اللوكي) قد يكون اكثر وعياً وثقافة ومعرفة وحامل شهادة اكاديمية , ومع ذلك (يتلوك) الى رئيس حزبه المنتمي اليه , ورئيس هذا الحزب ليس بالضرورة ان يكون منتخباً بقدر ما يكون معيناً , وانه اخذ منصب رئاسة الحزب بالوراثة , كما حدث في بعض احزابنا العراقية تماماً.

أحيانا نخشى على شخص من الانكسار , فنتفاجئ به يكسرنا , بلا شفقة , (( إن المنافق شر من وطئ الثرى يبدي ويظهر عكس ما يخفيه , فإذا تكلم لا يطبق قوله وكأن ما قد قال لا يعنيه )) .

أحدث المقالات

أحدث المقالات