21 فبراير، 2025 11:50 م

على وقع حديث عجوز المندلاوي الجميل , وددت ان اثني على ماقاله تشرشل ونبوئته بسقوط دولتهم , لأدبج مقامة اليوم .

يقول علي السوداني عن حال كيان اللقطاء الآن : (( فلا تحزنوا ولا تيأسوا,  ثور هائج بحلبة مصارعة , يركض خلف راية حمراء فينطح برأسه مؤخرة المصارع ويضرب بقرنه حائطاً ويتلقى طعنة صغيرة تستنزف بعض دمه , يواصل الغبي الجري والنطاح فتتوالى عليه الطعنات وتثخن جراحه حتى تأتيه ضربة السهم الأخيرة , فتسقطه أرضاً بانتظار الحمالة التي ستشيل جسده الميت وتقدمه كوجبة شهية لأسود الحديقة))  .

هناك مثل أوروبي يقول : (( إن لم تكن على الطاولة , فأنت على لائحة الطعام )) , قالها ملحونةً على سلّم الحقِّ فانفضّوا من حوله , لم يأكلهُ سور الوحشة  , قيل له اركب معنا لتنجو , قال لكم حرفكم ولي حرفي , ذهَبتَ بَعيداً , لم تَحسبْ من قَبل , خُطواتِكَ بعدَ الأفُق , فصِرتَ في المَغيب , تَحسدُ الشُروق , فأن قرأت شيئا عن شقاء النسور فلا تسأل سوى عن تحليقها الذي لايعرف نهاية , او الذي لا يريد الا امتدادات كتابة جديدة للافاق انها حكمة الفدائي الأبدية ولو كان يتأمل وردة نازلة او صاعدة في البال .

الإحتلال والإستعمار والغزو قدر بشري لامفر منه , فقد ذبح البشر بعضهم بعضاً منذ فجر التاريخ المكتوب وغير المكتوب , أنه سلوك حملته البشرية من أسلافها الأقل عقلاً وأكثرها نشاطاً للغرائز , لنرى حثالة بشرية متوحشة تنفرد بشعب أعزل , وموت مروع لضمير العالم , وانبطاح غير مسبوق لنظام عربي خائن , وانشقاق شعبي طائفي متخلف مريض , لكن النتائج المنظورة ستكون مزلزلة لكيان اللقطاء , وتضحيات شعب الجبارين الاستثنائي العظيم قد زرعت طابوقة الأساس لدولة فلسطين العربية الحرة .

يقول ادوارد سعيد : )) أنا فلسطيني , ولكني طردت منها منذ الطفولة , وأقمت في مصر دون أن أصبح مصرياً , وأنا عربي ولكني لست مسلماً , وأنا مسيحي ولكن بروتستانتي , واسمي الأول إدوارد رغم أن كنيتي سعيد )) , عندها كتب درويش ليصيغ ما قال ادوارد سعيد في قصيدته الرائعة (طباق إلى إدوارد سعيد) :

(( يقول : أنا من هناك , أنا من هنا , ولستُ هناك , ولستُ هنا ,

لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان , ولي لُغَتان , نسيتُ بأيِّهما كنتَ أحلَمُ

لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ طيِّعةُ المفردات , ولي لُغَةٌ من حوار السماء , مع القدس , فضيَّةُ النَبْرِ, لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي , والهويَّةُ؟   قُلْتُ فقال: دفاعٌ عن الذات , إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها في النهاية إبداعُ صاحبها , لا وراثة ماضٍ , أنا المتعدِّدَ , في داخلي خارجي المتجدِّدُ , لكنني أنتمي لسؤال الضحية , لو لم أكن من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ , فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ)) .

ما الذي رأَيتَ ؟ لمّا نَظَرتَ خلفَ كتِفِك , أشياؤُكَ الجَميلةُ لن تَلحَقَ بك , فادّخرْ شَهقاتِكَ , لمَوسمٍ آخر , انت مثلي لا تغريك عاطفة ولا تروي عواصفك مهارات تقليدية عابرة , كل ما ينضج فيك سيمفونيات لا تزحزحك عن قصيدة تسأل فيها عن الجوهري والهامشي خلف الفاظ تتبع موسيقى قلبك الى جبل الكرمل المحرر, فكن كما غيمة تشتهيها السهوب العطشي ويطلب منها إيقاع القصيدة ان ترحل بخفةعن سيرة الأضواء في الذات واللغة  , كأنك انت المجاز وكأن امامك بحر فلسطين فوق كل هذه الصفات الخفيفة للبلاد .

هذه هي الجملة الوحيدة التي نطقها السفاح الكذاب عفنياهو وصدقتها تماماً  , قال إن هدفه هو شرق أوسط جديد , نعم سيحدث هذا في الزمن المنظور , وبهذا الشرق البديع دولة ولؤلؤة ثمينة هي فلسطين وعاصمتها العتيقة القدس كلها , الشعوب الراسخة تبقى , ولملوم اللقطاء إلى زوال , أردناها فصيحة ناطقة فلم تظهر , فذهبنا مذهب الدارج السهل

وما مديت ايدي بلحم منطوح

ولا طعنتْ يميني جمل من طاح

ما همّه الجبل لو صار مَنطَح

الناطح خسر والمنطوح عالي.

يقول عبد الرزاق عبد الواحد :

(( فَرْطُ السّكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ قد يسكتُ الجرحُ لكن˚ يَنطقُ الألمُ

ومعقلُ الظلمِ أيّاً كان صاحبُهُ لابدﱠ يوماً على أهليِه ينهدمُ

فقُلْ لكلﱢ عُتاةِ الأرضِ .. مَن غَشَموا  ومَن طغَوا قبلَكم في الأرضِ.. أينَ همو ؟

ألم تُزَلزَلْ صـُـروحُ البَغيِ أجمعُها بهــم كما زُلـزِلَتْ زِلــزالَها إرَم

وأنﱠ للصبرِ حــدّاً عند صاحِبه مـِـن بعـِدهِ تَستوي الأنـوارُ والظلَم )) .

أحدث المقالات

أحدث المقالات