(( شيضمهن عليه اندلهن اندلهن باأول نظره شاماتك افرزنهن , وذا مريت من عندي بهبوب الريح اذا رايدني البجيدك اعدنهن , اعرف ازغارهن وكبارهن والنوب اعرف الخافيات الما تبينهن , سولت عيني كل شامه اعله جيد انسان البنيات سولتهن معاظدهن ))

شامة : اسم , الجمعشامات و شام , والشَّامَةُ : علامةٌ في البَدَنِ يخالف لونَها لوْنَ سائِره والقول كأَنَّهُمُ شامَةٌ في النَّاسِ : أي هُم ظاهِرُون , وشامةُ القَمّرِ: الكلَفُ الذي في وجهه والجمع : شامٌ الشامة , أو الحسنة , هي زوائد جلدية صغيرة غالبًا ما تكون داكنة اللون , وتنشأ عن تجمعات للخلايا الصباغية في الجلد ,  تختلف الشامات في الحجم والشكل واللون , ويمكن أن تكون مسطحة أو بارزة , وعادة ما تكون بنية اللون , ولكنها قد تكون سوداء, رمادية , أو حتى حمراء , والشامات , أوحبات الخال الحميدة التي تزين خدود الحسناوات , فعدا عن شكلها الجمالي الجذاب , تعد الشامات عاملاً له ارتباط بالصحة الجيدة وطول العمر عند كثير من الأشخاص , فقد أفادت بعض الدراسات الطبية بأن الأشخاص الذين يحظون بعدد كبير من الشامات يتمتعون بصحة أفضل , ويحظون بحماية طبيعية ضد علامات التقدم في السن والشيخوخة.

الخال أو الشامة او الحسنة تضفي على الوجه جاذبية وسحرا , وهي من علامات الحُسن عند العرب , قالوا في وصفه جميل النظم ووضعوا الكتب , ويعتقد البعض أن الشامة الصغيرة على الفك أو فوق الشفة العليا مباشرةً مثيرةٌ للغاية , بينما قد يراها آخرون مجرد تشتيت للانتباه عن مظهرهم العام , بغض النظر عن موقعها , وفي العصر الأموي شبه

الأخطل الصغير الشامة بحبة المسك : (( بروحي فتاة بالعـفاف تجملت وفي خدها حب من المسك قد نبت )) , أما في العصر العباسي فقد قال الشاعر ياقوت الحموي بيتين ورد فيهما تشبيه الشامة بنقطة عنبر: (( له خال على صفحات خد كنقطة عنبر في صحن مرمر, وألحاظ كأسـياف تنادي على عاصي الهوى الله أكـبر )) , وقد قال الشاعر ابن الصائغ عن الشامة : (( بروحي أفدي خاله فوق خده ومن أنا في الدنيا فأفديه بالمال , تبارك من أخلى من الشعر خده وأسكن كل الحسن في ذلك الخال )) .

من المعروف إن الشامة علامة من علامات الجمال مثلها مثل علامات الجمال الأخرى مثل النمش , والغمازات ,والشعر الداكن , والعيون الملونة , والفرق بين الأسنان , والشفاه الممتلئة , والرموش الكثيفة والطويلة , والرقبة الطويلة , ونجد أن كثير من الشعراء تغزلوا في جمال الشامة على جبين المرآة , أو رقبتها , أو فوق الشفاه , فهي لها طابع خاص وهناك الكثير من أقوال المشاهير حول جمال الشامة : قال أخناتون (( عندما تنير الفضيلة والتواضع سحرها يكون بريق المرأة الجميلة في شامتها أكثر إشراقاً من نجوم السماء وتأثير قوتها لا جدوى من المقاومة )) , وقال جون إرسكين (( هناك فرق بين الجمال والسحر , إن المرأة الجميلة هي التي ألاحظها , والمرأة الساحرة التي على جبينها شامة )) , وعندما يقول مظفر النواب (( ياريل بالله ابغنج من تجزي بام شامات , ولا تمشي مشية هجر ﮔلبي بعد ما مات )) , فأنه هنا يشير لمحطة أسمها أم شامات , يقول الشاعر الشعبي :((عدها شامه وهي مو كل شامه شامه , ادخيل خدها,  تكول عش ونايمه بنصه حمامه )) , وتقول الأبوذية : (( حلوه الشامه البخدك ودكه , وتدك وياي دكه بأثر دكه , بعد ماأوصل الدارك ودكه لأن ساسك رمل ونهدم بيه )) , وقول ابن رشيق في خال تحت الحنك (( حبذا الخال كائناً منه بين الخد والجِيد رقية وحذارا  رام تقبيله اختلاسًا ولكن خاف من سيف لحظه فتوارى )) , ثم قول غوث الدين العجمي في العذار والخال : (( لهيب الخد حين بدا لعيني هوى قلبي عليه كالفراشِ , فأحرفه فصار عليه خالاً وها أثر الدخان على الحواشي )) , واذا شئت الأستزادة فهذا قول ابن سهل : (( غزال براه الله من مسكة بري بها الحسن منا مسكة المتجلدِ , وأبدع فيها الصنع حتى أعارها بياض الضحى في نعمة الغصن الندي , وأبقى لذاك الأصل في الخد نقطة على أصلها في اللون إيماء مرشدِ )) .

الشامة او الخال أو الحسنة كما يسميها البعض , ميّزة فريدة , إن جاءت بحجمها الدقيق وفي مكانها الصحيح , واستقرت على صفحة وجه مليح , لتزده ملاحة , وحضوراً خاصاً عن سائر البشر , وفي المرأة أكثر من الرجل , هي خصاصة شكلية خَلقية , ليست ذات بُعد أخلاقي , ولا تحمل أي دلالات إنسانية , أو جوهرية , وإن اجتهد البعض في تنظيرهم , وشطحوا بخيالهم عميقاً وبعيداً , في وجود حبة الخال كقيمة دالة على ميزة أدبية , أو إنسانية , أو سلوكية , ارتبطت بموضعها في جسد حاملها , شُغِف بها الشعراء والمغنون , والمولعون بالغيد الحِسان , فأسهبوا في تشبيهاتهم , وأوغلوا في مراميهم , حتى أنّ أحدهم شبهها بعبدٍ أسود يتجول في روضة زهر, أما في الزهيري فيقول : (( ﺗﻴﻬﺖ ﺩﺭﺑﻲ ﻭﺗﻬﺖ ﻟﻤﻦ ﺷﻔﺖ ﺷﺎﻣﺘﻚ , ﻭﻻ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻳﺎﻭﻟﻒ ﻳﻔﺮﺡ ﻭﻟﻚ ﺷﺎﻣﺘﻚ , ﺷﺎﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪ ﺷﻔﺖ ﺑﺲ ﺑﺎﺻﺪﺭ ﺷﺎﻣﻪ ﺗﻚ , ﺻﻮﺭﻙ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﺑﻴﻚ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺩگﻪ ﺍﻟﻚ , ﻭﺳﻮﺍﻙ ﻣﺜﻞ الكمر ﻭﺑﻠﺤﻨچ ﺣﻂ ﺩگﻪ ﺍﻟﻚ , ﻭﻣﻦ ﻳﺪگ گلبی ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺩگﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻭﺩگﻪ ﺍﻟﻚ , ﻳﻠﻲ ﺑﻴﻚ ﻋﻄﺮ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﺷگﺪ ﻃﻴﺒﻪ شامتك )) .

تقول الشاعرة أمل عمر : (( هاكَ شاماتي كلّها , خُذها , ضَعها نقاطاً على كلماتِ قصيدتَك الجديدة , ولا يَهمُني أن أصبحَ امرأة بلا شامات يشيرُ إليها الناس يضحكون يقولون : يالها من امرأة ٍ مسكينة أضاعَت شاماتها لأجلِ شاعر مغمور ذلك الذي أهداني ثمانين خاتماً وسَماني سيدة الخواتم , فأهديتُه قلبي وسميته حبيبي , ذلك الذي أدرَكت ُ أنّ الموت على شفتيه حق )) , هناك كثير من القصص في تراثنا الشعبي تتحدث عن الشامة , وعلاقتها بالابراج , ومعرفة الطالع , إذ يمكن التعرف من خلالها على مستقبل الانسان , وشخصيته كما كان الإعتقاد السائد , ومن هذه المعتقدات التي عرفت بها مدن العراق , ومنها مدينة الحلة الفيحاء هي إن المرأة الحامل إذا رغبت بأكلة معينة أثناء فترة الوحام , ولم يلبى طلبها فسوف تظهر على جسم جنينها وحمة , أوشامة نتيجة لذلك , والشامة كانت على مر العصور , وعند أغلب شعوب المعمورة رمزا لجمال المرأة  , وخاصة اذا كانت في وجهها , أو خدها , أو رقبتها  .

ونختم مع ريل مظفر النواب : (( ارد اشري جنجل والبس الليل خزامة , وارسم بدمع الضحچ نجمه وهوه وشامة , ياحلوه بين النجم طباگه لحزامه , هودر هواهم ولك حدر السنابا گطه )) .

أحدث المقالات

أحدث المقالات