أقتطع المندلاوي الجميل عبارة من رواية ( الهوتة ) لروائيته الشامية نجاح ابراهيم : ((الاحلام هي الوحيدة التي تتسع وتكبر كلما ضاق المكان )) , في داخل كل إنسانٍ منّا مجموعة من الأحلام الجميلة التي نسعى لتحقيقها في حياتنا , والتي تحتاج إلى عزيمةٍ وإصرارٍ لتخطي كل العوائق التي من الممكن أن تصادفنا , وفي قلوبنا الأحلام دوماً كما كانت , مهما مرت عليها سنوات تظل تحتفظ ببريقها الأول ,الأحلام التي تلمع لها أعيننا , وتتغير عند ذكرها نبضات قلوبنا , مُعلنة عن حماس لم يسبق له مثيل , وأمل منقطع النظير في تحقيقها .
حينما سألوا الشاعرة الأرجنتينية سيلفينا أوكامبو : أين تتكوّن الأحلام ؟ ردت : في أرحام الرؤوس , تتجمع ثم تطيرُ كالنوارس , وإلى اين تطير؟ هناك الكثير من التلال في الرأس , والنوارس تعرفُ الطرقات , وهل تعتقدين بأن الأحلام تلدُ وتولد مثلها مثل الكائنات الحية؟ بالضبط , وأغلب مواليدها الاحلام تحب اللعب بالنيران والغطس تحت المياه , هل كنت امرأة حالمة أم شاعرة أحلام؟ أنا أشبه بالملاك الذي دخل مدرسة الأحلام ليتعلّم منها كيف يكون من نسل الشياطين .
يقول النابغة الجعدي : (( وَلا خَيْرَ في حِلْمٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لـَهُ بَوَادِرُ تَحْـمِي صَفـْوَهُ أَنْ يُـكَدَّرا
وَلاَ خَيْرَ في جَهْل إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلِيـْمٌ إذَا ما أوْرَد الأمْـرَ أصْـدَرَا )) , أحلامنا مازالت في اوكارها منذ طفولتنا وتكبر كل يوم معنا وكلنا امل ان تتحرر بأجنحتها وتغادر وكرها متجهة الى موطن الأمنيات حيث تعيش مناخ نجد فيه راحتنا طالما انتظرته كثيرا ولم نيأس امنيات مرسومة فى خيالنا نسأل عنها دائمآ هل ستتحقق ام ستكون مجرد يقظات نصحو منها بعد حلم روائى طويل سرق ارواحنا بين ساعات النوم واجبرنا على احترام كذبته الخياليه الرائعة ما اجمل الحياه عندما نحقق فيها كل احلامنا ونلتقى فيها بمخلصين واوفياء لا يتغيرون .