عام 2002 , كنت في جنيف , وهي مدينة معروف عنها انه يتم فيها تداول أسرار كل مدن وبلدان العالم .
أعطاني السفير د. سمير النعمة نسخة من وثيقة مكتوبة باللغة الأنكليزية حصل عليها من مصادره , وصادرة من مركز بحوث تابع لوزارة الدفاع الأسرائيلية , كان العنوان أسبقيات مهددات الأمن القومي الأسرائيلي .
رغم ان العراق لم يكن مجاورا لأسرائيل ورغم انه كان تحت حصار محكم , الا أني وجدت ان التقرير يضعه في التسلسل الأول كتهديد رئيسي , وقبل مصر والأردن وسوريا ولبنان , وهي دول مجاورة كان من المفترض بالتقرير اخذها بالأعتبار كمهددات قبل العراق .
يتناول التقرير عناصر قوة العراق و أسبقيتها حسب التسلسل الآتي :
1- قدرة الحكومة الحكومة المركزية على تحشيد موارد البلد البشرية والمادية.
2- عدد الجامعات العراقية ودرجة رصانتها.
3- الجيش العراقي والأجهزة الأمنية.
4- وفرة المياه.
5- الموارد الطبيعية ( النفط والمعادن ).
6- عدد العلماء.
7- نظام التربية والتعليم الألزامي والنسبة المنخفظة للأمية.
عندما كنت اقوم بترجمة التقرير لأرساله الى الوزارة تذكرت تصريح شهير ادلت به سيئة الصيت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية الاسبق اثناء الحصار اللا انساني الذي فرض على العراق، والذي اودى بحياة ما يقارب من مليوني شخص حتى وقوع الاحتلال. حيث قالت في حديثها اللئيم بان ضرورة استمرار الحصار وتشديده تبرر موت اكثر من نصف مليون طفل عراقي.
لكن التصريح الاخر والاهم من وجهة نظري المتواضعة هو الذي ادلت به عندما سئلت عن جدوى استمرار الحصار الظالم بعد ان ثبت ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل، فأجابت (نعم هذا صحيح، ولكن العقول ما تزال موجودة هناك).
لعل كل ماتقدم يفسر ماجرى ويجري منذ 2003 ولحد الآن.