23 ديسمبر، 2024 1:37 م

مقال يودع في السجن

مقال يودع في السجن

الصحافة والكتابة مسئولية رقابية تقويمية عليها واجبات ولديها مهام وتعمل وفق ما نص عليه الدستور وعملها تصدي الفساد والمفسدين وكشفهم وتأشير مواطن الخلل و معالجتها والنقد لتصحيح المسار ,ولئن الكتاب و الصحفيين هم النخبة المثقفة التي يقع عليها الرهان في تصحيح المسارات و المعول عليها في قيادة المجتمع والإجابة على الأسئلة ربما لا يمكن لغير المثقف الإجابة عنها وفق مفاهيم الثقافة وأدواتها ومراقبة المسئولين والعاملين في مؤسسات الدولة, الأمر الذي جعل المهتمين والعاملين بها أكثر عرضة للمضايقات والسجن والاغتيال وقدمت قافلة من الشهداء وستضل ترفد مذبح الحرية ما دام هناك صوت وقلم شجاع يراقب ويحاسب الفاسدين ويدافع عن الشعب وحقوق المضطهدين. لكنها لم تقف في وجه النشاطات الفكرية والأدبية والثقافية بل تعمل على تغطيتها وتشيد بدور القائمين عليها أكانوا من الحكومة او من مؤسسات أخرى وترغب بفتح قنوات بينها وبين المسئولين لكن ليس على حساب التغاضي عن الممارسات الخاطئة 
 وتعيش الان أجواء افتتاح مهرجان الغدير السابع للأعلام والذي تم افتتاحه من قبل الحكومة وبمشاركة واسعة من وفود ثقافية عربية ودولية,كذلك ساهمت بافتتاح معرض الكتاب لوزارة الصحة ونشاطات أدبية وثقافية أخرى في ظل وضع يفترض ان نقول عليه ديمقراطي يحترم الكلمة الحرة ويدعم القائمين عليها من قبل الدولة لنعكس صورة لدول العالم بان العراق  يمتلك قانون ودستور يحترم الحريات وحرية التعبير لراءى والصحافة, لكن الذي حدث  ومحاولة وضع العصا في دواليب الإعلام من قبل البعض,  هو اعتقال الكاتب “زهير الفتلاوي”  وإيداعه في السجن على ذمة التحقيق على خلفية كتابة مقال لم يكن فيه إساءة او تشويه لسمعة الجهة المصرفية صاحبة الدعوى “مصرف الإسكان” بل كان انتقادا مهنيا وفق معايرو اليات العمل الصحيحة هذا الأمر يا سادة يا كرام يمثل انتكاسة لحرية الصحافة والأعلام في العراق و يدخل في خانة تكميم الأفواه ويخلق حالة من الارتباك والتشنج وفسح المجال لبعض المتصيدين بالماء العكر و جر الموضوع الى أنفاق ودهاليز سياسية و شخصية, الكاتب لم يخل بالنظام والآداب ومكفول  من قبل الدستور حسب المادة( 38)  اولا وثانيا ومن هذا المنطلق كتب المقال, ثم أليس من الأجدر الاتصال بالكاتب والاستفسار منه وتصحيح مواطن الخلل وشكره بدل اللجوء الى القضاء واتهامه او محاولة سجنه , مشكلة الأنا الراسخة في موروثنا الاجتماعي هي التي تحاول تعقيد الأمور و جر البعض لثقافة إلغاء الأخر والاستخفاف به وتفسر النقد على أساس اتهام او تهجم,القضاء اليوم اثبت استقلاليته والشارع والإعلام يشيد بما يقدمه من قرارات ومن هذا المنطلق تهيب من السادة القضاة أعادة الاعتبار الى الصحافة والى الكاتب.