23 ديسمبر، 2024 9:58 م

بعض الاحيان احس بانني منتم الى طائفتي وعندما اكتب مائة مقال تخلو سطورها من الانفاس الطائفية أشعر بالغربة وخاصة عندما اقرأ مقالات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تحاول ان تكفر معتقدي وتصف قومي باللاوطنيين ومشكوك في إنتمائهم وولائهم لبلدي العراق، ولكن عندما اسقط هذا الإتهام على نفسي وأنا طبعاً أعيش وسط هذا المجتمع المتهم أجد أن كل ما يقال هو إفتراء بدليل إنتقادي الدائم لممثلي طائفي في البرلمان والحكومة قبل إنتقاد الآخرين، ولكن لم أجد هذا التوجه عند الآخرين، علماً ان الموجبات في وسطهم كثيرة والتي لابد من إنتقادها، فمثلاً لم أجدهم يكتبون ويشجبون عصابات القتل والرذيلة في مناطقهم، على الرغم من كل إجرامهم وتلاعبهم بمصير عوائلهم ومستقبلهم، حيث يتعرضون يومياً للقتل ذبحاً وحرقاً وتهجيراً بعد أن كانوا أعزة مكرمين، فمن هو الطائفي من بين أصحاب هذه الممارسات السلبية والإيجابية الصادرة من الطرفين، وأكثر ما يثير طائفيتي هو إصرار الآخرين على إعتبار تواصلي مع الدول التي تحمل نفس عقيدتي خيانة، وفي نفس الوقت يعطي الحق لنفسه ولجماعته في العقيدة التواصل والتخطيط سياسياً وعسكرياً وثقافياً مع الدول التي تحمل نفس العقيدة في الدين ولا يعتبر ذلك خيانة، خاصة ونحن اليوم نمر بحالة حادة جداً من الإنقسام الطائفي والقومي في البلد، وتجري حرب لاهوادة فيها بين السنة والشيعة من جهة وبين الأكراد والعرب من جهة أخرى، ولا أجد أي جواب على تساؤلي حول مشروعية الشيشاني والباكستاني والهندي والعربي الذي يقاتل في العراق ويجد الدعم والترحيب والإيواء كونه سنيا، ولا أجد من يتحدث منهم عن الوطنية بل يعتبر ذلك مشروعاً مع إنه يستهدف قتل أخيه في الوطنية والجنسية، ولكن عندما يأتي الإيراني والعربي الشيعي لكي يقاتل الإرهاب وينقذ السنة والشيعة والكورد والتركمان يصبح الشيعي العراقي كلب وجبان وتابع وخائن وغير وطني، وأنا في حقيقة الأمر أريد أشم الهواء بين كل مائة مقال وطني يخنق أنفاسي أعود لأكتب مقال واحد يسمى مقالا طائفيا لكي أستطيع التنفس وأواصل المسيرة التي سيطول زمنها، وأعرف مسبقاً أن لا طائل من الخطاب الوطني بسبب ما أعانيه من أدعياء الوطنية، والتي من شروطها معاداة إيران الصفوية، وهذا شعار لا يمكن أن يقبل الشيعي به اليوم وسط هذا الصراع المدمر، فهو يعتقد وأنا معه في هذا الإعتقاد أن إيران تمثل واحدة من أقوى الأذرع الشيعية المقاومة في المنطقة، لأننا لم نر من أخواننا في العروبة والوطنية سوى لغة الموت والتكفير، فماذا ننتظر بعد هذا الذي جرى علينا بعد سقوط النظام السابق حيث لم تشفع لنا كل تضحياتنا السابقة لحفظ وحدة البلد طوال عشرات السنين، لغاية إعتقاد الآخرين إننا لا نصلح أن نكون في أي مكان إلاّ تحت قيادة الآخرين، ولكن يا أخوان دوام الحال من المحال، وما جرى من مظالم علينا يجري اليوم على الآخرين والحياة يوم لك ويوم عليك، مع العلم أنكم تريدونه يوم لكم ويوم هم …… لكم.
ولكن أعدكم أن ما يجري سيكون عليكم جميعاً مهلكة، وعذراً لمقالي هذا الطائفي المقيت بمنظوركم، والواقعي كلش بمنظوري.