10 أبريل، 2024 5:04 ص
Search
Close this search box.

مقالة بلا عنوان !

Facebook
Twitter
LinkedIn

في واقعِ الأمرِ فأنّ المقالَ هنا ليس قطعياً بلا عنوان .! وإنّما العنوان لمْ يعد يصلح او يناسب كعنوان .! بل قد غدا يجمع كلّ عناصر الملل والخلل والزلل , إنْ لمْ نقل القرف .

اجتزنا نحو نصفِ قرنٍ من التطوّر الزمني والثقافي والعلمي فأنتقلنا من مكافحة الأميّة الى مكافحة الأرهاب والفساد الذي ساد البلاد وبعض العباد , فبأيِّ عنوانٍ نوصف انفسنا .!

الفسادُ المالي والأداري خطّان متوازيان لكنهما يلتقيان , ولعلهما يتعانقان , ولعلّ ” الأداري ” اهونُ شرّاً نسبياً من ” المالي ” , لكنّ المجتمع والدولة تدفع ثمنهما .

في التعاطي مع قضية مكافحة الفساد وبكلا شقّيها , فيصعب قبول او تقبّل القول او الجزم بأمكانية ملاحقة ومطاردة الفسدة ليعيدوا الأموال المسروقة .! فالمسألة يُنظر لها من اكثر من اتجاهٍ واكثر من زاوية , ولا بدّ من استخدام كلا < الوقاية والعلاج > , وحيث أنّ وزارات ومؤسسات الدولة هي الساحة الحيوية والرئيسية لممارسة الفساد من قِبل مسؤولين فاسدين , فالضرورة تقتضي اتخاذ اجراءاتٍ استباقية ووقائية لتفويت الفرصة ” اولاً ” على ممارسة عمليات فسادٍ اخرى قد لا يتمّ كشفها , ولتؤدي هذه الخطوة مفعولها فمن المفيد ” تمهيدياً ” اجراء حركة تنقلات واسعة بين وكلاء الوزارات ورؤساء المؤسسات والمدراء العامين وتغيير مواقعهم الى دوائر اخرى , بل أنّ المصلحة الوطنية والرأي العام لا يتقبّلان أنْ تظلّ الوزارة ” سين ” محجوزةً الى الحزب ” صاد ” وكذلك الوزارات والأحزاب الأخرى , وخصوصاً الوزارات غير السيادية .! وعملية التغيير المفترضة هذه لها ما لها من أبعاد , كما سبق وأن أشرنا الى الضرورة البالغة لإزاحة العديد من المدراء العامين الملتصقين في مناصبهم منذ الأحتلال ومنذ تشكيل اول حكومة بعد الأحتلال , فَمَن ذا الذي يضمن عدم ضلوع بعضهم بالفساد الأداري وحتى المالي , ودون تشكيكٍ بأسماءٍ محددة , لكنّ هؤلاء لهم دورٌ بارز في فشل النظام الأداري في اجهزة الدولة على الأقل.

واذا ما تناولنا هنا مثالاً قريباً , فأنّ ما وافتنا به الأخبار مؤخراً عن كشف الأجهزة الأمنيّة لبعض عمليات تهريب المخدرات والأغذية الفاسدة في ميناء البصرة , واذ لا يمكن تحديد كافة المتورطين من العاملين في الميناء في تسهيل عمليات التهريب وما هي الجهات السياسية التي يرتبطون بها , فمن الأولى نقل كافة الموظفين والعاملين في ميناء البصرة الى دوائر اخرى في المحافظة كأجراءٍ اوّلي لمنع حصول عمليات مشابهة اخرى وقد لا يمكن كشفها .

إنّ نسبة الضرر المالي والأقتصادي التي تسبب بها الفساد للدولة طوال هذه السنين , تتطّب فعلياً إدخال عناصر الأستخبارات في بعض دوائر الدولة كموظفين تقليديين لمتابعة كلّ واردةٍ وشاردة , مع استخدام التقنيات الفنية لمراقبة ايّة ثغراتٍ محتملة الوقوع , وأنّ مكافحة ومتابعة الفساد ” قبل وقوعه ” تتطلب ايضاً قيام الأجهزة الرقابية بزياراتٍ دورية منتظمة الى بعض دوائر الدولة وخصوصاً الى اقسام الحسابات والإطلاع على المراسلات والكتب الرسمية المتبادلة بينها وبين الوزارات التابعة لها .

وما ذكرناه في اعلاه قد يضحى أقلّ من القليل ّما يتطلب اجراؤه , لكنها وجهة نظرٍ لمْ نختر لها عنواناً , بغية عدم تعكير الأجواء والذائقة الجماهيرية للمواطنين والقرّاء من هذا الحديث الذي امسى حديث الساعة والدقيقة .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب