ياالله ، متى تنتهي فضائحنا؟.
بدأ الكثير من الساسة العراقيين بتكسير حواجز الجليد بينهم وبين الجمهور باحثين عن موقع مقبول بينهم وهم بذلك يمثلون مصداقاً للمثل القائل ( مجبر اخاك لابطل ) مندفعين بما اثاره الوضع السياسي الواقعي الذي خلقه رئيس الوزراء الجديد الدكتور حيدر العبادي، هذا من ناحية اما الناحية الاخرى والاهم محاولتهم تلافي الحرج الذي يواجهونه بسبب ما مضى من ممارسات ملتوية غير نزيهة في الكثير من الاحايين.
لم نرد تسليط الضوء اكثر مما تحدث به الاعلام بكل اشكاله خلال الاشهر الثلاث المنصرمة حول ممارسات الكثير من الرموز السياسية العراقية خلال التسع سنوات الاخيرة من المرحلة الماضية.
ولكن لايمكن للمرء المنصف ان يتقلد الشيطانية للسكوت عن الحق حينما يرى الممارسات الغريبة التي تحاول تغيير مجريات الامور كما يليق لها او تجيير الانجازات لصالحها او بالحقيقة لي عنق الحقيقة وتحريف مسارها بالشكل الذي يناسب مصالحهم تماماَ كمن يلوي او يؤول بعض المواد القانونية والدستورية بالشكل الذي يخدم مصالحه وهي من القضايا الاساسية التي لامناص من عدم السكوت عليها دون شك.
الملفت للنظر تصريحات السيد نوري المالكي الاخيرة في البصرة، فقد خرج علينا بتصريحات اقل ما يقال عنها نوع من التجاوز على انجازات الدكتور العبادي، العيش على منجزاته، تحريف لمسارات الامور.
وهي بالتالي لاتعتبر الا محاولة لاستدراك فشل مسيرة السنوات التسع وتجميل تلك الصورة ولكن مع الاسف الشديد دون الاعتراف بامكانية العبادي المخلصة ونهجه السليم الذي اثبت جدارته واعاد البلد الى مكانته الاقليمية والدولية واسس لاستراتيجية جديدة مهدت لاذابة كل جليد الحواجز بين المسؤول والمواطن العراقي المستضعف وكشف كل ملفات الفساد المدمرة.
كان تصريح المالكي في البصرة جهد التاجر المفلس الذي يبحث في دفاتره القديمة فلم يجد الا الذي لم يعد يصلح او ينسجم وهذه المرحلة الاصلاحية الجديدة مما حدى به لاستعمال اسلوب الالتفاف والتأويل عله يجد من يصغي اليه من السذج الذين لايفقهون الا مايتماشى ومستوياتهم المتواضعة.
فبالاضافة الى تصريحه بان سقوط الموصل كان بسبب رياح الربيع العربي وهو تبرير واضح لفشل سياسة التسع سنوات في ايجاد حالة امنية مستتبة بل عدم التوفيق لصناعة جيش قوي قادر على صد الرياح الصفراء القادمة من الخارج انما كنا نمتلك جيشاً ضعيفاً خاوياً لايعتمد الا حالة الفساد والنفاق وتفشي ظاهرة الثراء الفاحش السريع مما جعله جيشاً وهمياً لايمتلك حتى عشر اعداده الحقيقية وهو السبب الرئيسي لسقوط الموصل ومساهمته بسقوط هيبة البلد الى جانب العوامل الاخرى كالتكبر واتباع الاسلوب الدكتاتوري وعدم الاصغاء الى النصائح المخلصة المتأتي من عدم الدراية في كيفية ادارة الدولة لعدم تواجد المعرفة في حسن الادارة.
صرح بأن ( العراق اليوم ينهض من الركام بعد الخراب الذي لحق به بسبب سياسات نظام البعث المقبور ) مبيناً ان ( العراق عاد الى محيطه الاقليمي والسياسي، وقال عقدنا القمة العربية واصبح العراق فعلاً على المستوى العربي والدولي ). وهذا هو التدليس بعينه وكأني بكل انسان واعي عراقي كان ام غير عراقي يقول له هل كان مؤتمر القمة ناجحاً؟، وهل حضره غير امير الكويت لمدة دقائق وخرج مما اعده الكثير اهانة للمؤتمر فلو لم يحضر لكان اهون
على العراق من ذلك، وما هي العلاقات التي استردت ماعدى الاردن كونه يضحك علينا ويمتص خيراتنا وكأنه يبتزنا باسلوبه هذا، والنظام السوري احوج مايكون الينا، ولكن كيف كانت العلاقات مع الاخرين ، تركيا ، السعودية ، بقية دول الخليج بل حتى بقية دول العالم الاوربية ، وكذلك مع امريكا، ان السيد المالكي يعلم ذلك جيداً ولكنه يحاول استغفال الاخرين ليجيّر ما انجزه العبادي في هذه الفترة الوجيزة حيث استطاع ان يعيد هيبة البلد في بروكسل باعتراف العالم اجمع مما اعتبرها الكثير من المراقبين ( ضربة معلم ). ومعلوم ما انجزه على مستوى العلاقات العربية والاقليمية بما فيها تركيا اضافة الى اصلاحات العلاقات العراقية الداخلية.
انه يحاول اعادة ما كان يحلم به ولم يستطع تحقيق عشره بسبب الحاشية التي كانت تحيط به واطلاقه العنان لها بل ومؤآزرتها وقد ذهب به الامر ابعد من ذلك حيث تبنى حالة مساندته للفساد والفاسدين من اعضاء حكومته بحيث انه اسقط هيبة مجلس النواب ولم يعترف بمكانته وصلاحياته فلم يوافق على استجواب البعض من اؤلئك الفسدة مما جعل العراق على رأس قائمة دول الفساد في العالم.
كان الاولى بالسيد المالكي ان يكون شجاعاً ويواجه الحقيقة ليكون اقرب الى قلوب الجماهير المخلصة والابتعاد عن اسلوب الضحك على ذقون الناس واسغفال عقولهم فلم تعد هذه الجماهير بذلك الغباء او الغفلة التي يتصورها فهم قادرون على تمييز الغث من السمين، ويخرج الى العالم بخطاب شريف مخلص وواضح يتسم مع مصارحة النفس بكل شجاعة ليقول انه مع الدكتور العبادي في انجازاته التي اذهل بها العالم واستراتيجيته الاصلاحية الجديدة التي ادخل بها العراق الى عهد بنّاء جديد كان ينتظره ابناء العراق واننا كنا نصبوا الى تحقيقه ولكننا لم نستطع ففعل العبادي ما لم يستطع فعله غيره من القادة وخصوصاً الثلاثي الذي جثم على صدر رئيس الجمهورية يرتع ويستهلك الكثير من امكانيات البلد دون جدوى والدليل ان لا احد منهم الان استطاع خلال هذه الشهور الاربع فعل معشار ما فعله العبادي وهذه توفيقات من رب العالمين يهبها الله تعالى لعبده على مقدار نيته ( فما كان خالصاً لله ينمو ) وهذا المبدأ يفهمه المالكي جيداً ولكن مازال الرجل يكابر لحالة من التكبر وحب الذات والسلطة تنازعه ولايستطيع التخلص منها على مايبدو رغم الكثير من النصائح والمناشدات التي وجهت اليه بالتفكير بالابتعاد عن السلطة وآخرها رسالة السيد السيستاني وقبلها نصيحة الشيخ احمد الكبيسي، ولكن اصبحت النصيحة عملية الان قدمها له الدكتور العبادي على طبق من ذهب من خلال برنامجه الواضح وستراتيجيته الناجحة فكان عليه ان يعي هذا الامر ويتعظ بهذه المسيرة او قل النصيحة ويغير من جلده ليواجه الحقية كما اسلفنا ويصرح بالشكل المذكور وترك محاولات التسويف واللعب على تأويل الامور بشكل ساذج ومكشوف ( فلا يحيق المكر السيء الا باهله).
ومن يتصور ان الدكتور العبادي ضعيف فهو واهم ومستوى التحدي الذي ابرزه خلال مسيرته الاصلاحية القصيرة خير دليل على ذلك.
ولا نريد في خاتمة المقال ذكر ما مربنا من فضائح، حيث كان آخرها على سبيل المثال لا الحصر نبأ اغلاق المالكي لاثنين واربعين ملف من ملفات الفساد في عهده ومحاولته تعيين خمسة مستشارين له بضمنهم مريم الريس لولا رفض السيد رئيس الجمهورية واعلن عن منع الدكتور العبادي لستين مسؤول في عهد المالكي من السفر بضمنهم الوزير سعدون الدليمي وتصريح النائب ريبوار طه بوجود 4600 مشروع فضائي في عهد المالكي ورد الدكتور العبادي للطعن المقدم من قبل حكومة المالكي ضد قانون المحافظات رقم 21 وكذلك الغاء الشكاوى ضد الاعلاميين وهو امر مخجل يدلل على محاربة حرية التعبير وكاننا نعيش الزمن الصدامي وقائمة الفضائح تطول ولا ندري هل لها من نهاية ام لا؟ ولكن نساله تعالى ذلك.