22 ديسمبر، 2024 8:08 م

( مقالات ممنوعة).. سنقلد ايران في السياسة كما نقلدها في اللطم

( مقالات ممنوعة).. سنقلد ايران في السياسة كما نقلدها في اللطم

وكما في احدى مقالاته الممنوعة وفي كتاب بنفس العنوان، كتب سلامة موسى انه في احدى الدرامات التي الفها برناردشو يقف احد الاشخاص ويندفع في نقاش يبدي فيه غضبه من اولئك المؤلفين الذين تباع مؤلفاتهم، فاذا فتحت الكتاب وشرعت تقرأ وجدت مايتعسك من هموم ومشكلات ومآسٍ يعرضها عليك المؤلف فتحزن وتبتئس وتسخط وتلعن، ويقول هذا الشخص ان المؤلف لهذا الكتاب تجب مقاضاته واسترداد ثمن الكتاب، لانه باع سلعة مغشوشة، كلنا يعرف حجم السخرية في كتابات برناردشو، وكما تصور البعض اننا في بداية مشوارنا نكتب لنضحك الآخرين بحسب الحكاية التي نتناولها، نعم هو ضحك، لكنه ضحك كالبكا، كثيرة هي الاصوات ومتشعبة، وبعضها مدفوعة الثمن حتى وان كانت في مراكز اعلامية عليا، منها ما يضحك ومنها من يمثل وربما يبكي، ومنها ما يجمع النقيضين.

السخرية والكتابة في السخرية فن كبير درج عليه العرب في دولهم التي ابتدأت بالاموية وانتهت بالعباسية، كان هنالك كتاب مهمتهم اضحاك السلطة وتزييف الوقائع، فكانوا اشبه بالمهرجين الذي يصبغون وجوههم ويتنططون من هنا وهناك، ثم صار للسخرية باعا كبيرا وكتابا كثيرين، فرقوا بين الفكاهة والسخرية، فقالوا ان الفكاهة للضحك المجاني فقط، في حين تحتمل السخرية النقد اللاذع، ويقصد من هذا النقد التحريض فهو احد اهداف السخرية الهادفة، وكتب اللغة تقول: ان الساخر دائما ما يحاول اذلال خصمه ، ومن الممكن ان يكون التراث العر بي قد افرد ابوابا للسخرية كثيرة، فكانت شخصية جحا التي نسجت حولها الاساطير، وفي العصر الحديث صارت المقالات الساخرة، بابا كبيرا من ابواب المقالة وابتدأت بمصر على يد العقاد والمازني.

والان نأتي الى موضوعنا، من منا لايسخر من مؤتمر الارهاب الذي سيقام في بغداد وسيكلف مايكلف من اموال وقطع للطرق ومضايقات، من منا حصد للعراق سنبلة واحدة من تطور او امان على مدى الاعوام السابقة، من منا لايعرف حجم وكنه المؤتمرات التي تقام وهمها الاول والاخير السمك المزكوف، فالعرب مازالوا يسمعون بالسمك العراقي المزكوف، ولا انسى قضية الوفد الرياضي الذي عاد من اميركا في السبعينيات، فصار اللقاء مع رئيس الوفد من على قناة التلفزيون الرسمية، قال له المقدم: ما مدى استفادتكم من هذه الرحلة؟ فرد عليه: والله استفادينه

من ناحية الاكل، وستستفاد الوفود وكذلك ومن يعمل معها من ناحية الاكل كثيرا، ويقال والعهدة على الراوي، ان اكثر من 300 سمكة القيت في المزابل في مؤتمر القمة الذي اقيم في بغداد، حيث كان الشرط على العاملين: كل حتى تشبع لكن لاتأخذ معك الى البيت.

ربما وقعت الكثير من الدول بما وقعنا فيه نحن، لكنها تداركت امرها، فهذه ايران صارت كالسمن مع العسل مع الشيطان الاكبر، ونحن حتى الان نحتفل بيوم القدس، ونتمنى ان نرمي اسرائيل في البحر، ولانسمح لليهود العراقيين بالعودة الى بلادهم الام، ونحن نراهم ممتلئين حنينا للعراق، يكفي مهاترات وضحك على الذقون، ثلاث عشرة سنة من السخرية والتهكم الم تكفكم، دعوا الناس تعيش وتقلب امرها بكل الاتجاهات، جعلتم من الشعب العراقي حقلا للتجارب الاميركية بسبب سياستكم الرعناء وثورية البعض المشكوك فيها، علينا ان نجد طريقنا في وسط هذا الزحام، ونقلد ايران في السياسة كما نقلدها في اللطم.