حَظِيَتِ المبادرةُ الشعبية التي اطلقتها ( صحيفة وجهات نظر ) والتي إنبثقت عنها ( الهيئة العربية لمقاطعة المشروع الفارسي ) ، بتأييد جماهيري وطني على الصعيديّن العراقي والعربي ، تَمَثَلَ بالقوى الوطنية والقومية التحرريّة والشخصيات الأكاديمية والثقافية والإعلامية المناهضة لكافة اشكال وصوَّر الإحتلال وعمليته السياسية الهجينة .
إذ تجسَدَ ذلك التأييد بتهنئة ومباركة الدكتور عبدالكاظم العبودي امين عام الجبهة الوطنية والقومية العراقية ، والذي أكَدَ بدورهِ على تقديم الدعم والمساندة لها .
ولاشك ان انبثاقها يُعدُ تعبيرعن جُهدٍ وطني وقومي يُشكرُ عليه المؤسسون والمُنَظّرون ، وليس امام المخلصين من ابناء العراق والأمة سوى مُشاطرتهم الدعم والمشاركة قدر المُستطاع .
قطعاً ان إنشاء مثل هكذا هيئة ، يأتي في ظروفٍ عصيبةٍ تتعرضُ فيها امتنا بكافةِ اقطارِها لمؤامراتٍ ودسائس تستهدفُ مُقوِّمات وجودها ” ارضاً وشعباً وتراثاً ” .
وليسَ تنظيرٌ منفصلاً عن الواقع ، بقدر ماهو حقيقة ٌ مادية ٌ ملموسة باتت مكشوفة للقاصي والداني ، القول : المشروع الفارسي في جذورهِ مُتحد مع الصهيونيَّةِ العالمية .
وإلا بماذا نُفسِرُ هذا التَماثِلُ والإتحاد في المرتكزات والمحاور التي تُعتمد في خلق المسوِّغات والمبررات المخادعة الكاذبة للحرب الشعواء التي تُشن اليوم بلا هوادة على العراقيين والعرب ؟! ، بحجة داعش وقبلها القاعدة واسلحة الدمار الشامل ! .
في اكبر مفارقة سمجة يشهدها العصر الحديث ، تتلخص بالسماح لدولةٍ كإيران للمشاركة في مكافحة الإرهاب ، رغم علم المجتمع الدولي انها كانت ومازالت مركز محوري لتفقيس وتفريخ الإرهاب الإقليمي والبعيد .
حيث سمحوا لأجهزة مخابراتها ومليشياتها بالعبثِ والتخريب في حجمٍ يفوق عشرات الأضعاف لِما ارتكبه مجرموا داعش الإرهابية .
إذ سَّخَرّوا فيها القلم والسيف والمال والبنون والفكرُ والعقيدة ، تسخيّراً شائناً وقبيحاً .
هبطوا بالقلمِ عن حُرمتهِ وبالسيفِ عن حَدهِ ، وبالمالِ والبنين عن قُدسيّتهما ، وبالفكرِ والعقيدة والدينِ عن رفعتهِ وسُمّوهِ .
لينتهي القلم فيما يكتُب ويُدوّن الى : دجل وشعوذة ، وبُغضٍ شديد للعرب ، وحقد آكل على دينهم وكتابهم وتأريخهم وتُراثهم .
ويسقُط السيفُ من علياء الحق ونصرةِ المظلوم الى دُنيا القتل الرخيص للإنسان ، وما مشاهد الدم والدمار في العراق وسوريا واليمن وغيرها ، سوى ترجمة حيَّة لذلك السقوط .
ويتحوّل المالُ من اداة مُسَّخرة للتنمية والتعمير الى وسيلةٍ للقتلِ والهدمِ والتشريدِ ، ترتكسُ العقيدة السامية من عالم التوجيه الإلهي الى قيعان التوجيه الشيطاني على أيدي المنحرفين من الملالي الصفوية .
إن هذه السلسلة المُتحدة شَكّلت في جملتها ومجموعها رماحاً مسمومة وجهت نِصالها السوداء الى العراقيين والعرب لتستهدفهم وجوداً وعقيدةً وتأريخاً “حاضراً ومستقبلاً ” ، سلسلة متصلة ومتواصلة ، قطوفها من الدم والدمار ، تريد ان تطمس معالم امتنا ( حضارة وطموحاً ) .
وهيأت لتنفيذ مآربها الهدمية وبرامجها التخريبية واطماعها التوسعية كل الوسائل غير المشروعة التي لاتجد لها شبيهاً إلا في تراث الفرس واليهود القديم ، وجندت لها المارقون والخارجون عن الفطرة السليمة التي فطرنا الله عليها ممن يأنفُ منهم تراب الأرض .
بالتالي تصبح مقاطعة المشروع الفارسي الصفوي التوسعي ، على كافة الصُعد ، ضرورةٌ مُلِحة ٌ ، وواجبٌ وطني واخلاقي .
ولابُد من الإقرار ان الجماهير العربية تتمتع بوعيٍّ كبير وحس أمني عال المستوى إتجاه المؤامرات الدولية التي تُحاكُ ضدها بصورة عامة والدَوّر الفارسي التخريبي خاصة ، إلا انها لاتملك المبادأة في إعلان قرار المقاطعة ، كونهُ محصوراً بيد انظمتها وحكوماتها .
لذا اقترحُ على الأساتذة رئيس واعضاء الهيئة آنفة الذكر ، ان يضعوا برامج وسياقات عمل ، يُوضِحوا فيها الأُسُس الواجب مُراعاتها وإتباعها في تنفيذ المقاطعة للوصولِ الى الأهداف المُراد تحقيقها خدمة لشعبنا العربي ، مع الأخذِ بنظرِ الإعتبار اهمية إيصال تلك الأهداف والبرامج الى ممثلي المُلحقيّات الدبلوماسية الثقافيّة والتجاريّة ” العربية والإسلامية ” ، في الأقطار والدول التي يمكن التحرك عليها ، وربما سيساعد هذا الإجراء في أن تأخذ المقاطعة طابعاً رسمياً حكومياً لعددٍ منها ، طالما هناك رأيّ عام شعبي عربي مؤيد وداعم .
حفظ الله العراق والأمة .