7 أبريل، 2024 12:09 م
Search
Close this search box.

مقاطعة الإنتخابات .. ذكاء أم غباء؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

كلما حل موعد الإنتخابات تعالت الأصوات لمقاطعة الإنتخابات بحجج مختلفة و ذلك للتخلص من الأحزاب التقليدية التي تربعت على عرش السلطة منذ أول إنتخابات برلمانية عام 2005، و التي بظلها سرق الفاسدون 250 مليار دولار من أموال الشعب العراقي، كما صرح بذلك وزير المالية الحالي الذي منحته الثقة هذه الأحزاب التقليدية، في ندوة إقتصادية بتاريخ 3 تشرين الأول 2020 على قاعة دار الضيافة لرئاسة مجلس الوزراء. و هذا التصريح يعتبر من المهازل الكبرى في الدولة العراقية أن الأحزاب الحاكمة تستوزر شخصية يفضحها على الملأ و أمام الشعب الذي يستشيط غيظاً منها.
إن الحجج التي تسوق لمقاطعة الإنتخابات كثيرة و كل واحدة منها أتفه من الأخرى. و أتفه هذه الحجج هي إنه إذا بلغت نسبة مقاطعة الإنتخابات أكثر من 60% فإن هذه الإنتخابات تعتبر باطلة حسب القانون الدولي. و هذه مصيبة كبرى أن هنالك من يعتقد بوجود مثل القانون الدولي، و يا ترى ألم يسأل هؤلاء أنفسهم من المسئول عن تطبيق هذا القانون الدولي و لماذا لم يطبق على الإنتخابات العراقية على الرغم من أن المشاركة في إنتخابات 2018 كانت 18% و الإنتخابات الحالية بلغت 15%؟! ثم لماذا لم يتعظ هؤلاء المقاطعون من تكرار هذا الوهم؟! ألم يسمعوا قول الرسول الأعظم صلّى الله عليه و آله و صحبه و سلّم: “لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ” و “الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ”؟!
على الدوام يستجيب لأصوات مقاطعة الإنتخابات المعارضون لهذه الأحزاب الحاكمة و يبقون قابعون في بيوتهم ينتظرون المجهول، و لكن في نفس الوقت فإن هنالك لسبب أو لآخر من يتجاهلون هذه الأصوات و يغادرون بيوتهم مشياً لينتخبوا هذه الأحزاب الحاكمة، و تكون النتيجة أن تبقى هذه الأحزاب الحاكمة في السلطة رغم أنوف الذين قاطعوا الإنتخابات، و يستمر مسلسل الفساد.
فأين الذكاء في مقاطعة الإنتخابات؟!
الذكاء هو المشاركة في الإنتخابات و إختيار البديل المتوسم به خيراً لمعاقبة الأحزاب الحاكمة بإزاحتها عن السلطة، فهذا سيحفز من يجلس على الكرسي أن يقدم شيئاً جديداً لينال رضا اللّـــه سبحانه و تعالى و رضا الشعب و يحفظ كرامته و يسجل إسمه من نور في تاريخ العراق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب