23 ديسمبر، 2024 11:20 ص

كان العرض الافتتاحي لاولمبياد لندن مبهرا و بازخ الجمال و الامتاع. كان عرضا منحازا الى تاريخ البلد الذي يستضيف الاولمبياد و الى قيم الجمال.. و ادهشتني العفوية التي ظهر بها الجمبع، مشاركين في العرض، فنانون كبار و تلاميذ المدارس، عفوية الاداء و الحركات و احترام المنظم للرموز. و ادهشتني الملكة وهي تظهر في لقطة فيديو و كأنها ترمي نفسها بالمظلة من طائرة عمودية.. لا احاول ان اقارن، لآن لا مجال لأية مقارنة بين بلد يحترم تاريخه بحلوه و مره و آخر يحاول منذ هقود ان يغير تاريخه ووقف مراقبا و الاغراب و الذين باعوا انفسهم للشيطان يسرقون متحفه الوطني الكبير و يهربون ما تبقى و يسرقون لوحاته و الاعمال الكاملة لأجمل فنانيه و فناناته من المتاحف و لم يرف له جفن. لا اقارن بين بلد اذا صرف به مسؤول جنيه واحد من ميزانية دائرته على امر خاص، يرغم على الاستقالة و بلد يدافع عن سارقيه و الفساد و المفسدين، بين بلد لم يدع بأنه صرف 36 مليار دولار على عرض مذهل، كان الكهرباء ( الوطني) بطله المميز و بلد يصرح بأنه صرف 36 مليار دولار على كهرباء ( وطني) ما يزال مترفعا على المواطن الاعتيادي و يأبى زيارة منزله اكثر من سويعات يوميا. بين بلد ما يزال يحتفظ بوثائق الملكية و الوثائق الرسمية منذ ان كان في ( العصور المظلمة) و بلد يحرقون مؤسساته دون وجع قلب لاخفاء الفساد و يحرقون وثائق الملكية اسلوبا للتغيير الديموعرافي. بين بلد توافق ملكته ان تصور بلقطة مغامرة لانجاح العرض و بلد تبتعد به نائباته النكرات بسيارات مظللة و تختفي خلف مواكب الحماية.  لا مجال للمقارنة ابدا.. لكنني تمنيت لمدة غمضة عين، يعني لثوان فقط، لو اننا تكاتفنا و عملنا على اعادة قيم مجتمعنا الذي قلبت ميزانه الحروب و الكوارث التي مرت بهذا البلد.. ان اعادة القيم وحدها كفيلة بكشف اصحاب الوعود الكاذبة و الجيوب التي ترقض الانتفاخ رغم المليارات المنهوبة و الذين يلجأون لأي اسلوب للالتصاق بالكرسي حتى ان كان حمامات الدم التي لا تريد ان تنتهي و الذين يعملون ليل نهار على تفسيم البلد تحت مختلف المسميات و اصحاب الشهادات المزورة و التاريخ المزيف.. فرق كبير بين جمال باذخ دون ادعاءات و بين ادعاءات ( تمنح) وجعا ( باذخا)..