تناولت وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام ( فيديوهات ) كهربائية خارجية ، يمكن أن تُعتمد في المقارنة بين حالتين مختلفتين ، وربما تعطي تصورا عن وضع الكهرباء …
تضمن أحدها مراسم إفتتاح ثلاث محطات كهربائية في دولة من ( عالمنا ) الثالث .. لا تختلف ظروفها المالية عن ظروفنا ، إن لم تكن أعقد بقدرة تصل الى نحو 15 الف ميغاواط ، وبكلفة ستة مليارات يورو ، وبزمن قياسي يناسب الحاجة والعصر..
وربما يرى غير العراقي مثل هذه الاخبار شيئا عاديا جدا ، فلا يتوقف أمامها ، لأن بامكان أي دولة أن تقوم بها ، وعمل مثل هذه المشاريع ، لتحسين وزيادة خدماتها للمواطنين ، ومنها توفير الطاقة لمختلف الاغراض الخدمية والانتاجية والسياحية ..
واستوقفني تعليق دعاني الى أن أستحضر المليارات التي صرفت على الكهرباء في العراق ، ولماذا لم تسد الحاجة الفعلية ( ! ) ، حيث لا تزال الازمة قائمة ، وربما الى أمد غير معلوم ، وهو أن بعملية حسابية بسيطة يمكن إنشاء أربع محطات كهربائية في العراق بعائد النفط لشهر واحد ، وبذلك يمكن حل أزمة الكهرباء كلها في عموم البلاد ، وبكل تداعياتها وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على المواطن..
وبالقياس على تكاليف هذه المحطات البسيطة في الفيديوهات التي عرضت ، كم كان بامكان العراق أن يبني من المحطات الكهربائية بالاموال التي صرفت على الكهرباء على مدى السنوات الماضية ؟؟!!…. وكم يحتاج العراق من الاموال لتوليد 10 آلاف ميغاوا إضافية لسد حاجته من الطاقة الكهربائية ، حسب التقديرات المنشورة ..؟..
فيما علق أخر أنه يمكن حل الازمة كلها في العراق والى الابد ، دون تحميل الموازنة الحالية المقرة رسميا شيئا ، وذلك بتخصي مبلغ من الفائض من عوائد النفط في الموازنة لهذا العام بعد ارتفاع اسعار النفط فوق السبعين دولارا ، حيث قدرته الحكومة بنحو 46 دولارا.. وقدر الخبراء المتخصصون هذه الزيادة بنحو 25 مليار دولار، و عندها ستنتهي الى الابد هذه المشكلة .. ثم تنتقل الى حل أزمة اخرى وهكذا وحسب الضرورة الى ان تنتهي الازمات التي يعاني منها المواطن حسب اولوياتها …
وعلق ثالث أن ( موريتانيا ) دشنت قبل أيام المحطة الاولى لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية النظيفة … المشروع كلف الدولة عشرين مليون .. اكرر ( عشرين مليون ) فقط … وهو مبلغ بسيط لا يشكل شيئا تجاه ايرادات النفط في العراق التي تصل الى نحو 7 مليارات دولار في الشهر ..
+ تلك مجرد أمثلة تكشف بجلاء أن حل مشكلة الكهرباء ليس إعجازا ، أو معضلة مالية أو فنية تستعصي على الحل ، وتفوق قدرة البشر التي لا تحدها حدود الا قدرة الله سبحانه وتعالى ، إذا ما توفرت الارادة ، وكفاءة الضمير ، والكفاءة المهنية ….