14 أبريل، 2024 7:20 ص
Search
Close this search box.

مقارنة بينما يجري في مدينة عين العرب (كوباني) وما يجري في الانبار من اخبار

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا نعلم كيف تجري الاحداث والى اين تضع الامور رحالها .. الوضع بات متشابك متداخل .من سيحل عقده ويضهر العلاقة بين مدينة عين العرب (كوباني) السوريه ومدينة الانبار العراقية من حيث طبيعة العدوان وتزامنه فهل هناك وسيلة ناجعه للخلاص؟ ام ماذا؟ لنتناول دور المرأة البارز كمثال للدفاع عن مدينه. ليس مستغربا ان تشكل الفتيات فيها 30% من المقاتلين عن عين العرب (كوباني) سمها ما شئت لنقف عند تلك المرأة التي تقود المقاومة داخل المدينة (نارين عفرين) وهي من مدينة عفرين التي شدت إليها وسائل الاعلام والصحافه العالمية تلك المواقف التي تشبه الاساطير . فتيات بعمر الورود يقاتلن حتى الإستشهاد من اجل القضيه القومية و الوطنيه للكرد مسجلات مآثر لا تمحى من الذاكرة وقد تناولت الصحافه تلك المواقف المأثورة لهؤلاء النسوة وبالذات قتالهن المستميت بالسلاح الابيض في مواجة داعش بعد نفاذ ذخيرتهن وما تراجعن خطوة للوراء وعن بعض الفتيات اللاتي فجرن بأجسادهن مدرعة لداعش ومنعاها من التقدم. هذا الشعور والإحساس القومي للدفاع عن الارض والوطن شد إليه الجميع على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم بإتجاه مقاومة الغزو التتري . إن ثبات المرأة في مدينة صغيرة كعين العرب (كوباني) أشبه بقصص الخيال عندما تتحول فتيات بعمر الورود الى مقاتلات يعجز الوصف ان يفسر بطولاتهن اننانتحدث وبألم ما يجري من مآسي في بلادنا فقد حولونا الى مجاميع وكتل طائفيه تتقاتل مع بعض ويتمزق البلد بأيدي ابناءه بحرب تحرق الجميع ونبقى بعد ذلك نستغيث بمن سيصد عنا هذا الهجوم الإرهابي البربري فقد بات واضحا ان الانبار على شفى الصقوط والعاصمه بغداد يمكن ان تطوق وكل شئ يجري بهدوء وفق ما خططوا وحددوا له ولفترة 30 عام ستتقرر على ضوئها المنطقة ولربما ستوضع خرائط جديدة لحدود بعينها لكي يطبقوا ساكس بيكو جديدة للمنطقة
المراقبون يتوقعون تكرار مشهد احداث الموصل في مدينة الانبار وهو جزء من خطه ستراتيجية رسمت بين بعض دول المنطقة والبنتاغون و تستهدف كامل المنطقة. اذن على مواطنوا المنطقه ان لا يعتمدو على امريكا وإنما عليهم مواجهتها لان مواقفها تؤكد انها اخطر من داعش وان (كوباني) ستدفع ثمن المشروع الامريكي لانها بالنهايه لا تدخل ضمن مخططات التحالف.
اعطت كوباني اكثر من مثل بالاعتماد على جماهير المنطقة وقاتلت هذه المدينه الصغيره 26 يوم ولم تستسلم لحد الان. كما سجلت صمود وبسالة فتياة كوباني الانتحاريات اكثر من مثل على التضحيه فهذه ارين ميركان ذات العشرين عام فقد نفذت اول عمليه استشهاديه ضد مسلحي داعش بعد ان تسللت بين صفوف الارهابيين وقامت بتفجير عدة قنابل قبل ان تفجر نفسها وتقتل عشرين ارهابي اما المقاتله جيلان اوزان ذات 19 عام فقد قاتلت بضراوة وعندما نفذت ذخيرة سلاحها عند ذلك فضلت ان تنتحر باخر طلقه بقيت لديها حتى لا تسلم نفسها وفضلت الموت وفي اخر رساله وجهتها عبر جهازها (وداعا) وكذلك سجلت احدى المقاتلات بساله نادره مما دفع احد الوحوش البشريه من داعش الى قطع راسها انتقاما منها. هذه دروس غنيه مفعمة بالوعي والاحساس الوطني والشعور القومي وجذوره التاريخيه نذكرها لاننا نواجه حالات غير متشابهه سواء بالتقاعس عن اداء الواجب والتحول في طبيعه الصراع وتغير مع الاسف في عقليه وتوجهات بعض شبابنا بحيث اصبح الصراع يقترب من الصراع المذهبي العنصري بين بعض المكونات الطائفيه المتعصبه.
هناك مقارنة بين ما يدور من قتال في عين العرب (كوباني) وما يحيط بالانبار فكوباني تعتبر مدينه صغيره في حجمها كبيره في شجاعه ابنائها اما الانبار فهي محافظة تشكل 40% من مساحة القطر وقدمت بعض الاضاحي من خيرة ابنائها وهو قائد فرقة استشهد في وادي حران وقائد شرطه الانبار استشهد في الانبار قريبا. مع وجود مشاريع اقليميه مرسومه لإستهداف المنطقه اكبر من داعش والانبار معا وهي تستهدف اعادة ترتيب المنطقة. فأمريكا تقود تلك المشاريع وهي تملك القوة والقرار فماذا لدينا نحن. في الانبار داعش تطوق قوات ومدن وتحتل قصبات اخرى (لا نود الحديث عن صلاح الدين ومناطق اخرى) الامريكان استخدموا اخر مبتكراتهم التكنلوجيه وجلبوا مروحيات الاباشي وملؤا الدنيا بالتصريهات المتناقضه وكأنا بهم يقابلون دوله نوويه عظمى لكنهم ومن وجهة نظر البسطاء يكذبون وينافقون لا نريد ان نذكر اسماء قادة ومسؤولي امريكا بالذات (هم تارة يتهمون حلفائهم بدعم الارهاب وتشجيعه دون ان يعملو لهم شيئا مجرد تصريحات لربما متفق عليها) وتاره يوضحون الوضع مع داعش مؤكدين ان الحرب معها قد تستمر عقودا من الزمن ربما اذا كانت اجندتهم ان يخلقوا جيشا معتدلا من (سنة) سورية لمحاربة جيش الاسد وهم يغطوه من الجو وكذلك يحاولون تكوين الحرس الوطني (السني ) في العراق. العراق سيدفع اثمان ماديه كبيرة اذا حسبت تكاليف الحرب اليوميه والتي تقدر ب 7.5 مليون دولار ناهيك عن قيم الصواريخ المختلفة والقنابل الانزلاقيه (لاندري ما هي) ومع ذلك كله فهم قد وضعوا العراق على المشرحة لتقسيمه بعد اجراء عملية قيرية له. أما اولاد الغلابه من افراد الحشد الشعبي من الذين استجابوا لنداء المرجعيه الرشيدة فهم في عرف التحالف يعتبرون ارتال ايرانيه ويحددوا مواقفهم منها حسب ما يدبلجه حلفائهم في المنطقه. وهكذا ستطول الحرب وتزهق نفوس وتهدر اموال البترول الى ان نصل الى نقطه سنقول لأميركا نرجوكم قسمونا كما فعلتم في الهند وباكستان وفي كوريا وفيتنام وعلى هذا المنوال سيضهرون بفلسفة جديده جوهر نتيجتها (لا غالب ولا مغلوب او لا رابح ولا خاسر).
أن ما يجري في الانبار يثير الحيره فعلا.. امريكا تقصف وتحسب التكاليف اما داعش فتتمدد وهي تقاتل على بعد 20 كيلومتر من مطار بغداد الدولي بعد قتال مد وجزر ومساومات وخداع وداعش تطوق مدن وتتحكم ببعض السدود المائيه وتحاول التقدم لإحتال بعض المصافي النفطيه وربما ابار بترول .. في حين استطاعت المقاومة في مدينة عين العرب (كوباني) ان تصمد 26 يوما وهذا مالم تستطع مدن كبرى في العراق وسوريا ان تحققه.. شعار مقاتلي كوباني هو اداره ذاتيه ضمن الدوله السوريه ولا تطلعات لهم بالانفصال وهو امر رائع حيث يشارك جميع مواطني كوباني بكل قومياتهم واديانهم تحت شعار (الوطن اغلى واثمن).. ان مدينة كوباني رغم قسوة القتال مع داعش الارهابية قد رفضت الدعم مقابل شروط. فهل توافق الانبار بالدعم الامريكي مقابل شروط تقسيم البلد وفق المخطط (اخيرا طلب محافظ الانبار بتدخل بري للقوات الامريكية) ..
اذا كانت ايران جادة في مساعدة كوباني كما ساعدت اقليم كردستان العراق يمكنها ان تتقدم من كردستان الى القامشلي الى راس العين الى تل ابيض وتفتح الطريق الى كوباني علما ان كوباني تعتبر مدينة صغيرة رفضت وقاومت داعش وبهذا يمكن ان تتقارب معها مدينة امرلي فهل تستطيع الانبار بعشائرها رجالا ونساء ان تقاوم وتاخذ مثلا التضحيات الاستشهاديه لفتيات كوباني الاماجد. مع ان داعش لم تدخل امرلي وانما طوقتها لاكثر من شهرين اما كوباني فالقتال فيها يجري داخل المدينة وبشراسه لمدة 26 يوم وما استسلمت لحد الان .. والجدير ذكره ان قوات داعش الارهابيه تغص بهم مستشفيات تركيا في المناطق الحدوديه بينما لا يسمح للاكراد بمساعدة مقاتلي كوباني ولا يسمح لاسرهم بدخول الحدود التركيه.. الاخبار عن كوباني تتناقلها وكالات الانباء والصحافه العالميه اما في الانبار وما حولها وبالذات مناطق الضلوعيه وجرف الصخر فاخبارهم يتم التعتيم عليها وهي تظهر متناقضه من منطقه الفاضليه والفارسيه وعامريه الفلوجه حتى المنطقه الشماليه لبابل الكثير من المتابعين توصلوا الى نتيجة ان الاحساس القومي مهما كان والشعور الوطني تؤمان يكرسان عشق الارض والوطن اما الاحساس بالتعصب الطائفي فانه يكرس الصراع المذهبي بين الطوائف على حساب الارض والوطن ودائما الوطن يدفع الثمن.
وسنرى

*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب