على الرغم من ان اية جهة لم تتبن عملية ارسال مقاتلين عراقيين للدفاع عن ضريح السيدة زينب عليها السلام ، لكن ثمة مؤشرات عديدة تؤكد وجود مئات المقاتلين يرابطون حيث الضريح المقدس عند الشيعة فضلا عن وصول جثامين القتلى الى العراق عبر الحدود الايرانية ، والتي باتت طريقة تشيعيها تتسم بالعلانية والهيبة وتصاحبها الهتافات الحماسية “لبيك يازينب”.
العملية تشبه بالضبط الدفاع عن الحرم المكي من حيث القدسية ، ولايحتاج الامر الى الكثير من التحشيد المعنوي والاعلامي للدفاع عن مرقد السيدة زينب ، يكفي ان يدرك الشيعة ان هنالك من يريد نبش قبر حفيدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبنت الامام علي وشقيقة الامام الحسين عليهما السلام كي يهبوا للقتال دفاعا عن مرقدها الشريف .
وحتى قبل ان يقدم المسلحون في جيش النصرة على توجيه نيرانهم صوب مرقد السيدة زينب ، ثم كتابة هتافهم الشهير سترحلين مع النظام على جدران الضريح ، ماكان القتال بين الجيش السوري النظامي من جهة والجيش الحر من جهة اخرى يحظىى بتعاطف شعبي مع اية جهة ، بل كان الشيعة يعتقدون ان النظام السوري الدكتاتوري البعثي يستحق السقوط ، ومن الصعب اقناع العراقيين بالدفاع عن النظام لمجرد ان الاسد علويا ، وهو المتهم بتسهيل مرور مئات العناصر الارهابية في العراق ، والمتهم ايضا بدعم تلك العناصر وتدريبها ، يل ومشاركتها في عدد من الهجمات الدامية .
ويغض النظر عن المواقف الرسمية الحكومية ، كان موقف المثقفين الشيعة على الاقل حاسما ويميل لصالح كفة المعارضة السورية ويؤيد اسقاط نظام بشار الاسد واستبدالة بنظام ديمقراطي ،بل ويدعو الى دعم جهود اسقاطه .
ونشرت جريدة الصباح البغدادية وهي الصحيفة المقربة من الحكومة ، عشرات المقالات التي تؤيد الثورة السورية واسقاط نظام بشار الاسد ، بيد ان الامر انقلب في العراق بعد الفضائع المريعة التي ارتكبها الجيش الحر الذي يشكل مقاتلوا النصرة المرتبطين بتنظيم القاعدة الارهابي عموده الفقري ، وبات من الصعب التعاطف مع من يلاحق الموتى منذ لف عام كماحصل مع نبش قبر الصحابي حجر بن عدي ، لابل ان هذا جعل الشيعة لايترددون عن ارسال المزيد من ابنائهم الى القتال هناك ، وفي كل الاحوال فان جهدهم سيجير في النهاية لصالح النظام ، ويعقد الحلول في سوريا ويضع المئات من علامات الاستفهام حول مصير سوريا ومستقبل التعايش في مجتمعها ، مثلما ادى ويؤدي النزاع الى وضع العراق ولبنان على فوهة بركان كبلدين انعكست الازمة السورية سلبا على استقرارهما الامني والسياسيي وجعلته مرتهنا بها من دون ان تنفع جهود الحكومتين اللبنانية والعراقية بتحييد بلديهما عن ازمة تضربه في الصميم .
الفضائع التي ارتكبتها عناصر الجيش الحر جلبت التعاطف مع المقاتلين العراقيين وتركت شعورا لدى الناس ان هؤلاء الشباب انما ذاهبون الى سوريا في مهمة ولا اقدس مهمة لا عباقة لها البتة بالحفاظ على نظام الاسد ، ولهذا ينظر الى القتلى من اجل الدفاع عن ضريح السيدة زينب على انهم شهداء ، يستقبلهم اهلهم بكثير من الاطمئنان من ان موتهم لن يذهب سدى كونهم يدافعون عن بنت النبي .
في كل الاحوال فأن النظام السوري او حتى الجهات التي تدفع بالمقاتلين تعلم في النهاية انهم يساهمون بطريقة واخرى في الدفاع عن النظام ، كما ان الجيش الحر يستفيد هو الاخر في جذب المقاتلين الذين يشعرون ان المعركة غدت معركة طائفية بامتياز وهو مايحرص تنظيم النصرة على ان يضع صورة الصراع مع النظام ضمن هذا الاطار،ويعمل مع الجهات التي تسنده على ترويج ذلك .