كنّا نأمل بعد سقوط الدكتاتور وعائلته البغيضة, أن نتخلص من مفهوم العائلة الحاكمة, ألذي حوّل العراق إلى مملكة أكثر من أن يكون جمهورية, مملكة كانت تتصرف بها العائلة الحاكمة, و كأنها باحة خلفية لأحدى قصورهم, أو مزرعة يملكونها ولا يحق لأحد غيرهم أن يأكل من ثمارها, متفضلين على الشعب (الرعية) بأنهم سمحوا له أن يسكنها, لكن للأسف..
المالكي حين تسلم الحكم, لم يكن يملك أدنى فكرة عن كيفية أدارة جمهورية ديموقراطية, أو تشكيل فريق حكومي تكنوقراطي, فكانت الدولة بالنسبة للمالكي, مشروع لتسمين كروش العائلة, بدلالة أنه وزع مواقع المسؤولية حسب قاعدة الطغاة المفضلة, القريب المناسب في المكان المناسب, لكن هذه المرة كان الأمر خفية, أو على الأقل حاول أن يجعله كذلك.
أسمان هما أكثر من أثارا الجدل, ياسر (المطيرجي) عبد صخيل وحسين أبو رحاب, لمن لا يعرفهما فهم أثنان لا ثالث لهم في العراق, فهما يمتلكان ثلاثة مميزات تجعلهما مؤهلين, لإدارة أي ملف يوكله لهما عمهما, فهما أولاً أقارب المالكي وأبناء عشيرة المالكي, وكل منهما زوج لأحدى بنات المالكي, وأقصد زوج بمعنى (بعل) لا (زوج) كما نقولها بلهجتنا العامية..
قبل الانتخابات الأخيرة, كان الأثنان كالأشباح في خزينة الدولة, يختلسان ويسرقان دون رقيب أو محاسب, فكان لهما من المال العام, النصف في كل رغيف بيد فقير أو يتيم, لتصرف هذه الأموال على الجيش الإلكتروني, ألذي يقودانه لصالح عمهما ويعتمد سياسة التسقيط والتسفيه المتخلفة, التي تعكس مدى استهتار وتخلف هذا الثنائي وعقليتهما المراهقة.
الجيش الإلكتروني هو بالتأكيد من كار هؤلاء الجبناء, المتسترين في خنادق العالم الافتراضي, وخلف نساء حزب الدعوة, فهما لعلمهما أنهم ضعفاء الحجة, معقودي اللسان ويفضح جهلهم أبسط نقاش, لم يسجلا أي ظهور أعلامي حتى الآن ولم يطلقا تصريحاً واحداً, يعرب عن أنهم رجال ذوي مواقف.
كانت حملتهما الإنتخابية, الباب الثاني الذي أهدرا فيه أموال الدولة, ألتي استوليا عليها, حين رشح الأثنان للحصول على مقاعد برلمانية, بدأوا يغرون المواطن المسكين بسندات لقطع أراضي, وكأنهم يصرفانها من أموالهم الخاصة, في حين أنهما يطعمان المواطن من لحم ثوره
.
كان من المخزي أن نرى على لافتات دعايتهم الانتخابية, عبارة تدل على ميزتهما الوحيدة (قرابتهما من المالكي), أي وكما يقول المثل الشعبي, (الكرعة تزامط بشعر أخوها), لكنهم لسوء حظهم لم ينتبهوا, إلى إن المالكي أصلع حرفياً ومجازياً