22 نوفمبر، 2024 2:18 م
Search
Close this search box.

مفهوم الدولة بين داعش والمنطقة الخضراء

مفهوم الدولة بين داعش والمنطقة الخضراء

لقد كان اساس نشوء الدولة مبني على القوة والقهر كبداية ثم يتبع ذلك تاييد فئة من الناس وتحضى بموافقة التكتلات السكانية في وقت لاحق .. بعدها يتم فرض انظمة بيروقراطية مبنية على. التسلسل الهرمي للطاعة والعمل . ودائما يستند مفهوم الدولة على فرد ذو صفات فريدة (      كاريزما). او على فكرة تحضىباعتراف واعجاب الناس،  ،  او على  كليهما معا .وفي العصر الحديث اذا ما رجعنا الى نشوء الاتحاد السوفياتي  كدولة فاننا نرى ان هناك الفكر الشيوعي المبني على مبادئ الماركسية وقيادة فذة جسدها لينين. وكذلك نرى نهوض الفكر القومي في مصر بقيادة جمال عبد الناصر ، فبنيت دول عربية على اسس الفكر القومي العربي . وعند انهيار الاتحاد السوفياتي سقطت التجربة الشيوعية وسقطت الدولةبعدها ، كما سقطت التجربة القومية ايضا بسقوط الفكر القومي الذي فشل في بناء دولة عصرية قابلة للوجود والاستمرار . ونتيجةلذلك نشا فراغ فكري وقيادي في المنطقه. العربية . وقد حاولت الولايات المتحده ملئ هذا الفراغ في العراق بتجربة ديمقراطية تعتمد على. قيادات مؤيدة لها ولا تربطها اية رابطة فكرية او نظرية ،وقد تجسد ذلك  في مجلس الحكم الذي لم يستطع الحكم وترك الادارة الى السفير بريمر سئ الصيت . وخلال الفترة اللاحقة خضع العراق الىتجارب ديمقراطية فاشلة . والسبب في ذلك  يعود الى عدم وجود قيادة ذات كاريزما مقبولة تستطيع جمع الشعب ،وكذلك عدم وجود فكرة مبدئية واضحةتستند اليها وتحظى باحترام واعتراف الناس بها .ولذلك نرى ان الاحتلال قد انهى الدولة العراقية بالمفهوم السائد انذاك ولم  يبني دولةتحت اي مفهوم او فكرة واضحة او معقولة لتنال. اعتراف الشعب  ودفاعه عنها
وفي المقابل نرى ان هناك فكرة نشات عند طائفة من الناس تدعي بناء دولة اوتوقراطي. تستند  على مفاهيم اسلامية سلفية متشددة ،  ،وقد رافق هذه الفكرة تنظيم مبني على القوة والقهر لبناء دولة .  وذا ما اجرينا مقارنة بين اسلوب الحكم الحالي في العراق ودولة داعش نرى،  ان داعش لديها مقومات الدولة اكثر من الكتل  الحاكمةفي المنطقة الخضراء. التيلم تستطع بناء الدولة رغم وجود الاموال الطائلة والدعم العسكري والدولي وذلك لانهم لم. ينالو اعتراف الناس لعدم وجود فكر  واضح. ومقبول من. الجميع. ، كما لم يستطيعوا تقدي م قائدا  حكيما يستطيع جمع الناس في دولة موحدة . 
وبالتالي فان هذه الطغمة الحاكمة لم ولن تستطيع بناء دولة باي شكل من الاشكال وكل من يراهن على. غيرذلك فهو واهم او مغمض العينين .
وفي الطرف المقابل  نجد ان داعش او ما يسمى بالدولة الاسلامية  التي. بدات في بناء الدولة على طريقة ابو العباس السفاح لن تستطيع الاستمرار لانها اولا  ضد منطق التطور التاريخي  للدولة. والناس وثانيا لانها لا تستطيع الموائمة بين الافكار السلفية المتشددة والتطور. العلمي والتكنولوجي الذي تقدم عليها لاكثر من الف واربعمائة سنة .  وحتى لو نشات دولة بمفهوم القوة والقهر فانها لن تستطيع ان. تحافظ على. اعتراف. الناس في. الداخل او الاعتراف الدولي. لانها ،،تستند على. افكار. قد عفا عنها الزمن وليس لها مقومات البقاء والنمو والتطور فهي ايلة الى السقوط لا محالة .

وفي ظل هذه الظروف من سيحكم العراق ،  ومن سيبني دولة  في هذه المنطقة التي اسمها العراق. ان الفراغ الفكري والسياسي لا زال سائدا واذا لم يملاء هذا الفراغ بفكرة اوقيادة مقبولة تحظى باعتراف الشعب،كل الشعب فلن يتسنى لنا ان نرى عراقا موحدا بدولة تضم كل طوائف الشعب. 

        وفي انتظار  ذلك سيبقى لدينا الامل في بزوغ فجر جديد يعيد اليناانسانيتنا وكرامتنا المهدورة .

أحدث المقالات