7 أبريل، 2024 4:19 م
Search
Close this search box.

مفتينا الصميدعي ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

حاول رجال الدين دائماً خلق الفتن والمتاعب للبشرية جمعاء باجتهاداتهم وتشددهم تجاه الاخر المختلف معهم حتى وصلت الامور الى حل اراح الجميع منهم وهو تنحيتهم جانباً من الحياة العامة والتفرغ الى مواجهة التحديات التي تواجه البشرية بروح الجماعة وبروح الانسانية، فالاختلاف الديني والفقهي بين الاديان والمذاهب لا يفسد للود قضية لو آمنا ان الله الخالق هو من سيحكم بين خلقه يوم القيامة وفيما اختلفوا فيه في الحياة الدنيا ومن هو على حق او ضلال او خطيئة وهنا تنطبق مقولة ( دع الخلق للخالق ). ما يضيرني لو كان جاري نصرانياً او يهودياً او حتى بلا دين لقناعة ما تسود افكاره وما يضيرني لو ان زميلي في العمل كان نصرانياً او يهودياً او بلا قناعة دينية فهذه من خصوصيات الانسان الواجب اكرر الواجب احترامها والتعامل معها بشكل طبيعي وتلقائي ومن دون خوف او توجس او قلق فنحن بشر والتنوع والاختلاف قدرنا في هذه الحياة الدنيا.

تعلم التسامح وقبول الاخر على ما هو عليه من اعظم القيم الانسانية التي يجب تعليمها وغرسها في تربية اجيالنا والتي تترجمها افعال الكثير من الافراد والمنظمات والجمعيات الانسانية والدول التي تعمل ليل نهار من اجل انقاذ مريض او اغاثة محتاج او ايواء لاجيء وووالكثير من افعال الخير والعمل الانساني من دون النظر الى عرق الانسان ولونه ودينه وما شابه من هذه الامور.

الم يرد الى ذهنك ايها المفتي وانت المفترض منك ان تكون على اطلاع ما فعلته دول النصارى تجاه العراقيين من ابناء جلدتك وبلدك ؟ الم تخجل وانت تطرح هذه الفتوى من المانيا وفرنسا وبريطانيا والسويد والنرويج والدنمارك التي آوت الملايين من اللاجئين المسلمين وقدمت لهم ما عجزت بلدان المسلمين من تقديمه اليهم ومدت يد العون لهم وفي اصعب واحلك الظروف فحتى المساجد فتحت لهم وخصصت لها مخصصات صرف تنفق على امامة ونظافة المساجد اسوة بالكنائس والمعابد والاديرة ولكل الاديان من دون تمييز او تفريق. لماذا كل ذلك اما سالت نفسك ؟ الا لايمانهم بالانسان والانسانية وقطعاً لو رجعوا الى القرون الوسطى والى افكار التطرف لما تقدموا خطوة ولما تغير سلوكهم قيد انملة. كفى تطرف وغلو ونشر للكراهية واشاعة الاحقاد والضغينة فـــ الله عزوجل واحد لا نظير له ولا شبيه له لم يلد ولم يولد وليس كمثله شيء وهذا ما تنص عليه جميع الاديان وان كانت هناك اجتهادات فقهية فاهلها ومن اتبعهم مسؤولين عن اجتهادهم وما علينا سوى احترام هذا الاجتهاد وتركه من دون جدال او خلاف فالبشرية في عصرنا الراهن ليست في حاجة لها وللمزيد من الضغائن والاحقاد والكراهية.

ما نريد ايصاله اليك ايها المفتي اننا شعب متنوع الاعراق والديانات والمذاهب وما علينا سوى اشاعة قيم التسامح وقبول الاخر واحترام خصوصيات الاخرين المختلفين عنّا فهم في النهاية اخوة لنا وجزء من مجتمعنا الكبير ولهم حق كما نحن للعيش امنين مطمئنين في بلدهم مع الاحتفاظ بدينهم وبقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم وكفى الله المؤمنين شر القتال والخلاف والضغينة.

عيد ميلاد مجيد سعيد وسنة ميلادية جديدة سعيدة وكل عام وانتم بخير.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب