22 ديسمبر، 2024 3:54 م

مفاوضة النظام الايراني أم إسقاطه؟

مفاوضة النظام الايراني أم إسقاطه؟

مع عودة الحديث عن إحتمال إجارء التفاوض مع النظام الايراني والحديث عن تخفيف العقوبات الامريکية في مقابل إلتزام طهران بالاتفاق النووي بصورة کاملة، يمکن القول بأن المجتمع الدولي لو سار وفق هذا السيناريو، فإنه سيعيد أخطاء الماضي مرة أخرى وسيمنح شيئا من القوة والعافية وإعادة الاعتبار للنظام الايراني فيما يخيب رجاء وأمل الشعب الايراني والمقاومة الايرانية بإلتزام سياسة صارمة تجاه هذا النظام وعدم مساومته ومسايرته لأنه في الاساس يهدف الى إشغال العالم بالمفاوضات معه وکذلك بإلتزام أو عدم إلتزام هذا النظام بذلك، رغم إنه قد أصبح من المسلمات عدم إلتزام هذا النظام بتعهداته وسعيه للعمل على الضد منها سرا.
طوال الاعوام الماضية ومع کل جولات المفاوضات المختلفة التي أجراها المجتمع الدولي مع هذا النظام ومع کل المحاولات والمساعي الدولية التي بذلت من أجل إعادة تأهيل هذا النظام وحثه وتحفيزه من أجل التخلي عن نهجه المشبوه وخصوصا فيما يتعلق بسعيه للحصول على أسلحة الدمار الشامل أو تصدير التطرف والارهاب والتدخلات في بلدان المنطقة وعدم قمعه للشعب الايراني، فإن المجتمع الدولي لم يتمکن إطلاقا من تحقيق أي من هذه المطالب بل ظل النظام الايراني يراوغ ويماطل ويقوم بالتسويف أو اللف والدوران في وقت کان يحصل على الامتيازات والمزايا الممنوحة له على أفضل مايکون.
الاتفاق النووي في عام 2015، والذي کان يفترض أن يضع حدا لطموحات وأحلام ومساعي هذا النظام من أجل انتاج القنبلة الذرية وعدم إجراء التجارب الصاروخية، ولکن وفي الوقت إستفاد من الامتيازات التي منحت له ولاسيما تسليمه المليارات من الاموال المجمدة، فإنه ظل يعمل سرا وبطرق ملتوية من أجل الحصول على الاجهزة والمعدات التي تستخدم لإنتاج الاسلحة الذرية بل وحتى قام بإستخدام شرکات صينية لهذا الغرض، الى جانب إنه إستخدام الاموال المجمدة المعادة له ليس لخدمة الشعب الايراني وتحسين أوضاعه المزرية وإنما من أجل توسيع نفوذه وتدخلاته في بلدان المنطقة، والذي يدعو للتأمل کثيرا هو إن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، کانت قد حذرت قبل الاتفاق من نوايا هذا النظام وإستحالة إلتزامه ببنود الاتفاق مالم تکن هناك رقابة صارمة الى جانب إنها قد حذرت أيضا من إن النظام سيقوم بصرف الاموال المجمدة”التي هي في الحقيقة أموال الشعب الايراني”، على تدخلاته في المنطقة وعلى مخططاته المشبوهة، وقد حدث ماقد حذرت منه فعلا، وإن إعادة الکرة مرة أخرى مع هذا النظام وبنفس السياق هو بمثابة إعادة الامل له وجعله يتنفس بعض الشئ بعد أن صار قريبا من الاختناق، وإنه من الخط‌أ تکرار الخطأ المميت ذاته مرة أخرى والافضل هو دعم وتإييد نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير لإسقاط هذا النظام الذي هو حالة شاذة لايمکن أبدا التآلف والانسجام معها.