تتجه الأنظار العالم بأسره وبالخصوص منطقة الشرق الأوسط إلى يوم السبت المقبل حيث ستنطلق مفاوضات مباشرة بين الوفدين الإيراني والأمريكي في محطة جديدة توصف بالحساسة والمفصلية في مسار العلاقة المتأرجحة بين الطرفين. أهمية هذه الجولة لا تكمن فقط في كونها مباشرة بل لأنها تأتي في ظرف إقليمي ودولي شديد التعقيد وفي ظل تصاعد التوترات في أكثر من جبهة تمتد من البحر الأحمر إلى الخليج مروراً بلبنان وسوريا والعراق. الجميع يترقب ما ستؤول إليه هذه المحادثات مع تباين الآمال والتخوفات من فشلها أو انحرافها عن مسار التهدئة.في البداية من المتوقع أن تشهد المفاوضات تشنجاً وتصلباً في المواقف مع رفع كل طرف لسقف مطالبه إلى أعلى حد ممكن كجزء من تكتيك تفاوضي معروف يهدف إلى كسب أكبر قدر من التنازلات لاحقاً. كما أن الملفات المطروحة على الطاولة شائكة ومعقدة وعلى رأسها الملف النووي الإيراني الذي يحظى بأولوية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة والغرب بشكل عام بينما تعتبره طهران ورقتها الأقوى في معادلة الردع والتفاوض. يضاف إلى ذلك ملفات متعلقة بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة والتي تشكل هاجساً أمنياً رئيسياً لدى واشنطن وحلفائها في المنطقة، إلى جانب ملفات ذات طابع إقليمي تتعلق بدور إيران في ساحات الصراع المختلفة.وسط هذه الأجواء المشحونة يبرز دور الوسطاء الدوليين والإقليميين في محاولة لرأب الصدع وتقديم صيغ وسطية يمكن البناء عليها لإطلاق مسار تفاوضي طويل الأمد. فالدبلوماسية الناعمة والوساطات الخفية قد تكون أكثر تأثيراً من الجولات العلنية خاصة إذا ما استشعرت الأطراف أن كلفة الفشل ستكون باهظة على الجميع.ومن اللافت أن التصريحات الإعلامية المتبادلة بين المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين في الأيام الأخيرة تعكس نوعاً من الحرب النفسية ومحاولة للتأثير على مجريات التفاوض قبل أن تبدأ فعلياً، وهو تكتيك معروف في هكذا مفاوضات تستخدم فيه التصريحات الإعلامية كسلاح ضغط يهدف إلى إرباك الطرف الآخر أو دفعه لتليين مواقفه المبدئية.الرهان الأكبر الآن هو على قدرة الطرفين على تجاوز مرحلة كسر العظم والانطلاق نحو تفاهمات جزئية قد تؤسس لهدنة سياسية ودبلوماسية تؤجل الانفجار الكبير على الأقل في المرحلة الحالية، لأن استمرار حالة التوتر دون أفق واضح للتفاهم قد تدفع المنطقة نحو منزلقات خطيرة يصعب التحكم بمآلاتها
آملين وداعياً النجاح الذي يسر منطقه الشرق الأوسط كلها ماعدا اسرائيل التي ترغب بفشل المفاوضات لايروق لها نجاح أي تفاوض يودي بالنتيجة بسلام المنطقه .