22 نوفمبر، 2024 9:40 م
Search
Close this search box.

مفاوضات فيينا الى أين؟

مفاوضات فيينا الى أين؟

بعد تحريف تصريحات السفير الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، الذي يرأس وفد بلاده خلال مفاوضات النووي الإيراني، بشأن ماقد أشيع عن حدوث “انفراجة” في المحادثات من قبل نشطاء اللوبي المقرب لنظام طهران في بعض وسائل الإعلام الدولية والمنظمات غير الحكومية، ونفي السفير الروسي لذلك، فإن الذي يبدو إن الطريق طويل وغير سالك وليس أبدا کما صوره القادة والمسٶولون الايرانيون بعد إستلام الرئيس الامريکي بايدن لمقاليد الامور في واشنطن.
النظام الايراني وفي الوقت الذي يتصرف وکأنه غير مهتم لأمر مفاوضات فيينا ويسعى للإيحاء بأنه في موقف قوة، لکن مايجري خلف الکواليس لايدل على ذلك مضافا إليه واقع حاله المتردي من کل النواحي لايثبت ذلك، وحتى إن تحريف تصريحات السفير الروسي قد جاءت من قبل نشطاء لوبي النظام الايراني، وهو مايدل على إن هذا النظام محتاج ومتعطش لأية إنفراجة تفتح الطريق المغلق أمامه، لکن وبسبب من التجارب السابقة مع هذا النظام وعدم الثقة به فإن الامور تسير ببطأ شديد في أجواء ليست الثقة متوفرة بالقدر الذي يسمح بالتوصل لتفاهم وتقارب في وجهات النظر يٶدي في النتيجة الى الاتفاق.
إنعدام الثقة أو على الاقل إهتزازها بقوة، هو واقع يلقي بظلاله الداکنة بقوة على الأجواء العامة في فيينا، خصوصا وإن النظام الايراني ومن خلال باعه الطويل في ممارسة الکذب والخداع والتمويه والتحايل ولجوئه المستمر الى عملية خلط الاوراق، قد أعطى إنطباعا بأنه غير جدير بالثقة ولاسيما إنه من النوع الذي يسعى للوصول الى مقصده وهدفه مع عدم جعل مايقدمه في المفاوضات من تنازلات أمرا جديا بل إنه يسعى وبعد إبرام الصفقة وانتهاء المفاوضات من أجل إيجاد طرق ووسائل من أجل إختراق تنازلاته کما حصل في الاتفاق النووي لعام 2015، حيث وبعد أن قدم تعهدات بعدم مواصلة أبحاثه السرية والحصول على مواد ومعدات تستخدم في صناعة الاسلحة الذرية، فإنه قد قام بذلك وبصورة شبه مستمرة والذي يلفت النظر إن المخابرات الدولية قد رصدت العديد من الحالات وتم بذلك فضح النوايا غير السليمة للنظام الايراني بهذا الخصوص.
من الخطأ جدا أن يکون هناك من يتصور بأن النظام الايراني غير مکترث بالمفاوضات وإن أموره على مايرام، بل إن ذلك أبعد مايکون عن الصواب والحقيقة لأن أوضاع النظام الداخلية والخارجية بالغة السلبية ويعاني منها الامرين الى جانب إن هناك معارضة نشيطة وفعالة متمثلة بمنظمة مجاهدي خلق التي تلعب دورا سياسيا فعالا في داخل وخارج إيران ضد النظام، ولکن وفي کل الاحوال فإن مساعي النظام الايراني بخصوص مفاوضات فيينا وماينتظره منها، لايبدو إنها تحقق أهدافها وإن الامور لن تسير أبدا کما يريد هذا النظام.

أحدث المقالات