هل سيخفف ثلج لوزان حماوة نقاشات جنيف ٣ المقبلة
حيث لا أحد يستطيع الأدعاء أنه يمتلك مفاتيح الحل لمفاوضات جنيف الثالثة …كما لا يقدر أحد أن يتكهن بما ستؤول اليه المفاوضات القادمة بعد أيام …لكن الجميع يقر أن مصالحة حقيقية فعلية لن تحدث …وإنما ستتخلل إجتماعات غرف المؤتمر نقاشات وجدل وتسجيل نقاط كل على الآخر وإصرار على مواقف وما شاكل ذلك …لكن الهدوء ومحاولات الترويض للمتفاوضين ستحصل رغم ما سيصدر من تصريحات …فإن خفض حدة النقاش وإن كان عقيماً وبيزنطياً قد يحصل (كون المشرفين ومن جلبوا الوفود إقتناعاً وتهديداً أو قسراًطمعاً بتحقيق حل ..هم وحدهم يعرفون ويملكون اسرارمفتاح الحل )
فندق (دي لابي ) الرائع الجميل والأخاذ… فهناك البعض من الوفود من يحاول إستغلال الوقت وفرصة الإسترخاء والتجوال والتمتع بالجو الاوربي الساحر… حيث لم يترك السيد هيثم المناع الفرصة …هذا الرجل الذي طالما أقنعنا في إطلالاته الكثيرة على محطات التلفاز الفضائية المختلفة… أن لديه طريقة للحوار إيجابية جداً كما نرى ولهذا إتخذ المعارضين لوزان مقراً لهم …حتى لا يصطدموا بمثل تلك الإشكالات والعقبات والمعوقات التي وضعت لوفد الحوثيين وجماعة صالح عندما تم إبعادهم بطريقة فجةٍ عن اللقاء (ببان كي مون) الأمين العام للامم المتحدة فقد حرموا من مجرد اللقاء به بحجة عدم حصول موافقة مرور لطائرتهم عبر أجواء السودان ومصر… وهكذا بقية القصة المعروفة والتي أصبحت نكته يتجاذبها ويتندر بها الكثير.
المؤتمر سيعقد سواء في ٢٩/١ او ربما سيتأخر عدة أيام أخرى لكنه بالتأكيد سيعقد ويبدو أن الأخوة الأمريكان والروس إتفقوا على إنهم جادون بعقده …ولا ندري إن كانوا جاديين فعلاً بتحقيق إنجاز ينشر السلم ويضع نهاية للحرب المأساوية المدمرة …فهل تمت تهيئة الحلول المسبقة له كما هو حال أغلب المؤتمرات من هذا النوع وإلا ماذا نفسر إصرار ضغوط الامريكان وتهديداتهم الى درجة أن يرفع جون كيري وزير خارجية أمريكا (كأس السم ) ويطلب من وفد الرياض (رياض حجاب )بالذات ضرورة عقد المؤتمر دون شروط مسبقه كيف ؟ولماذا؟كل ذلك حدث مع الاعتراف بوجود توجهات متقاطعة ومصالح وأجندات مختلفة وكيف تفسر بعض محاولات الشد …مع تصريحات بمنع الاكراد من حضور المؤتمربشخص (صالح مسلم محمد )…لكنه وأخيراً ظهر ان القائمة التي قدمها السيد (فخري قدورة) سوف تتم بموجبها مشاركة عشرة من عناصرها في المؤتمر .
هذا التغيير المفاجئ يعكس درجة التفاهم للمشرفين على جلسات المؤتمر والموجهيين له …حتى مع محاولات السعودية إدراج بعض قادة الإرهاب كأعضاء بوفد الرياض لحضور المؤتمر والضغوط التي وصلت الى درجة الإنزعاج…الذي عبر عنه (دي مستورى ) من
(أن السعودية تحاول أن تفرض الشروط ..والأعضاء الذين سيحضرون المؤتمر) ووفق ذلك طلبت السعودية أن (دي مستورى) شخص غير مرغوب به في السعودية.
من جانب آخر يهدد الاتراك إن حضر أي ممثل للأكراد في المؤتمر يشاطرهم الفرنسيون …أما حججهم فهي إجمالاً غير مقنعة …وكأن هدفها إفساد وإفشال المؤتمر …ترافق ذلك مع تهديدات ( جو بايدن) نائب الرئيس الامريكي أن الحل العسكري قادم إن فشلت المفاوضات كما طلب من تركيا إغلاق حدودها .
ترى هل حدث تغيير مفاجئ بمواقف الأمريكان …وهل لأحداث اليمن وسيطرة القاعدة وداعش أثر في تغير السياسة الأمريكية …فقد سيطرت القاعدة وداعش على الجنوب اليمني (حضرموت –إب –لحج)وغيرها من محافظات الجنوب …وإ رتفاع حمى الإغتيالات والتصفيات في عدن والمدن المجاورة الأخرى … ومع الإقرار أن الصراع لا يخلو من الدسائس بين الدول الراعية للمؤتمر …كل يحاول أن يحقق مكاسب تحسب لصالحه .
إجمالاً المؤتمر سيعقد والأكراد سيشتركون إن رضيت تركية أم لم ترضى …كما أن الحسم العسكري لصالح الجيش السوري قائم ولاأحد يفرض شروط مسبقة …ولاخطوط حمراء وربما لن تكون هناك تجاوزات على الشروط التي أقرها ووضعها الروس والامريكان …الاشراف والتوجيه مبرمج ومحسوب بدقة …فهل ستكون النتائج واضحة أيضاً ومعروفة ومحسوبة …من يستطيع أن يفك طلاسم مايجري في الكواليس ؟فقد تكون وقد لاتكون كذلك …سنرى