12 أبريل، 2025 10:11 م

مفاوضات الوفدين الأمريكي والإيراني اليوم .!

مفاوضات الوفدين الأمريكي والإيراني اليوم .!

بسبب وازاء فرق التوقيت بين العاصمة العُمانية مسقط , وطهران وعموم دول المنطقة العربية وما يجاورها , وامتداداً الى واشنطن دي. سي , يصعب القول أنّ العدّ التنازلي او العكسي قد اقترب , بينما وقت الشروع او ساعة او دقيقة بدء المفاوضات لم تتّضح في الإعلام بعد .

   لا ريب أنّ الأعيُن والأبصار والرؤى مفتوحةٌ على مصراعيها لمتابعة ومراقبة ما ستفرزه هذه المفاوضات , بالرغم من أنّ بعض وسائل الإعلام العالمية تصوّر هذا اللقاء الأمريكي – الأيراني , وكأنّه الحد الفاصل بين الحرب او السلام , وذلك أمرٌ مبالغ فيه وسابق لأوانه ايضاً , رغم تحذيرات الرئيس الأمريكي الشديدة بهذا الشأن , فلا تزال المسألة قابلة للحلحلة على الأقل في الوقت القصير المنظور , ومن غير المتوقّع او المستبعد حسم الأمر في هذا السبت , وقد تسستمر المفاوضات لعدة ايامٍ قلائل وبعدة جَلَسات , كما هنالك بعض تكهّناتٍ ما بأنّ الجانب الأيراني سيحاول إطالة أمد هذه الأجتماعات والإستفادة من اطالة الوقت , ولغرضٍ لم يَعُد < لغايةٍ في نفسِ يعقوب او Jacob .! > , لكنّ المفاوضين الأيرانيين لن يستطيعوا التحكّم بذلك لوحدهم .! حيث الأمريكان كأنهم في عجلةٍ ما من أمرهم ” اذ يُلاحظ تكثيف الغارات  الجوية بشكلٍ مُركّز نوعياً وكمياً , كنوعٍ من الضغط غير المباشر على الجانب الأيراني < لكنه لا يمكن تشبيه هذه الحالة على القصف الجوي الهائل على فيتنام اثناء المفاوضات الأمريكية – الفيتنامية في العاصمة الفرنسية  باريس والتي امتدت لستة شهور في اواسط سبعينيات القرن الماضي والتي انتهت الى وقف الحرب في حينها > فالقضية تختلف جذرياً او نحوه عمّا مضى وَسْطَ المتغيرات الدولية في الجيوبوليتيك وسواه وبما هو أبعد .

  في مثلِ ظرفِ هذه المفاوضات الحسّاسة , فالوفد الأمريكي يستخدمُ آليّةٍ تقنيةً – تكنولوجية خاصة , كي تستمع الأدارة الأمريكية اوالبيت الأبيض ولا سيّما اجهزة المخابرات الأمريكية لكلّ كلمةٍ تقال في هذه الأجتماعات فورياً وبشكلٍ مباشر ” وربما عبرَ مساعدةٍ فنيةٍ عُمانيةٍ مفترضة اذا تطلّب الأمر من تركيب بعض الأجهزة في قاعة الأجتماعات , بالرغم من أنّ تكنولوجيا المخابرات الأمريكية بمقدورها تجاوز ذلك ” , الأيرانيون او وفدهم المفاوض لا ينقصهم إتّباع هذا الأسلوب في إيصال ما يجري من مجريات داخل الإجتماعات من خلال الأجهزة المتاحة في السوق العالمية المتخصصة في ميدان الإتصالات الخاصة , لكنما ومن اجل الإحاطة بكلّ ممكنات ومتطلبات هذه المفاوضات الخاصّة , فقد او ربما يحصل أن يطلب الوفد ألايراني ايقاف الأجتماعات بشكلٍ مؤقت وقصير , بغية الأتصال بقيادته في طهران حول نقاطٍ اختلافيةٍ ما قد تظهر .! وهذه حالة تجري في العديد من اللقاءات والمفاوضات الدولية والأقليمية , وألأمر موصولٌ ايضاً ” الى حدٍ ما الى الوفد الأمريكي .

 تشهد العاصمة العُمانية اليوم اكبر واضخم تجمّع اعلامي من مختلف القنوات الفضائية والصحافة للكثير من دول العالم , لكنه لا يمكن مقارنته ولا يصل الى ما حصل في حرب عام 1991 بالحشد الإعلامي العالمي في السعودية – الرياض في الحرب على العراق آنذاك , ومع الفوارق النوعية والكمية ” سياسياً وعسكرياً ” .

مع هذا الإندفاع السيكولوجي – السوسيولوجي اللارادي على مستوى الرأي العام العالمي لمتابعة ماقد يحصل وما لا يحصل .! وما قد تبثّه وتنشره بعض وسائل اعلامٍ غربية واخرى عربية , بالإستناد على تسريباتٍ ما من بعض اعضاء الوفد الأمريكي المفاوض , وسواءً كانت تسريباتٍ متعمّدة او غير مقصودة ( وربما لا أساس لها اصلاً ممّا قد تختلقها و تبتكرها احدى الوسائل الإعلامية المشبوهة او المدفوعة ربما ) , فننصح وبأقصى درجات التواضع الإعلامي بتجاوز وتخلٍّ عن درجات التشاؤم النفسي والفكري عن فكرة اندلاع الحرب  دونما تجاوز لعبارة < استحالاتٌ ممكنة وممكناتٍ مستحيلة > .! وحتى ما بينهما .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات