مفاوضات السبت بين الأمريكان وايران .!!

مفاوضات السبت بين الأمريكان وايران .!!

غالبية إنْ لم تكن كافة وسائل الإعلام العالمية والأقليمية والمحلية في تغطيتها للمفاوضات ” غير المباشرة ” التي جرت بين الوفدين الأمريكي والأيراني في مسقط – عاصمة سلطنة عُمان يوم السبت الفائت , فإنها وكأنها ” ببغاوياً ! ” اعتمدت واستندت ( ولا نقول تعكّزت ) على نقل تصريحات وزير الخارجية الأيراني ” عراقجي ” , والموفد الأمريكي ” ستيف ويتكوف ” بأنّ المباحثات بينهما كانت بنّاءة ومثمرة , ولا يعرف الرأي العام ولم تكشف الأخبار عمّا اثمرت وماذا انجبت .!؟ , سوى انها سوف تُستأنف في السبت القادم .! ودونما اشارةٍ تلميحيةٍ عن ماهيّة هذه الفترة الفاصلة بين هاتين الجولتين , ولماذا لم تكن أقلّ من ذلك .! , وهل يتطلّب الأمر 7 أيام لإستئناف الحوار .؟

  يُلاحظ فيما يُلاحظ أنّ مستوى التمثيل الدبلوماسي بين الوفدين المتفاوضين لم يكن متكافئاً , حيث مثّل الجانب الإيراني وزير خارجيتهم , في حين رفضت الأدارة الأمريكية ارسال وزير خارجيتها لتلك الأجتماعات ” وكأنّ ذلك نوعاً من Diplomatic Snub – الإزدراء الدبلوماسي , ولم يُلحظ اعتراض الأيرانيين على ذلك , واكتفى الأمريكان بإرسال الموما اليه موفدهم  ” ستيف ويتكوف , لكنّ الأهم من كلّ ذلك او بموازاته , فإنّ الأخير قد وصل العاصمة العمانية ” Direct ” قادماً من موسكو , حيث اجتمع شخصياً مع الرئيس بوتين  , وهذا اللقاء الروسي – الأمريكي الخاص يومئ ويوحي الى مساومة ادارة ترامب لموسكو لقطع ووقف تحالفها وتعاونها العسكري مع طهران مقابل الضغط الأمريكي على اوكرانيا ووقف المساعدات العسكرية لها , لصالح موسكو , كأداةٍ فعّالة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية

   بِعَودٍ ثانٍ على بدءٍ آخرٍ , فما جرى من اجتماعات السبت الماضي بين الوفدين المعنيّين , حيث يجلس كلّ وفدٍ في غرفةٍ منفصلةٍ عن الوفد الآخر .! وذهاباً وإياباً يتنقّل بينهما وزير الخارجية العماني ” الأستاذ بدر بوسعيدي ” لنقل الرسائل المتبادلة بينهما ” والرد عليها من كلّ طرفٍ الى الآخر ” , فكأنها مسالة تدخل او يجري ايلاجها الى ما قد يُصطلح عليه بالكوميديا السياسية , التي تُلخّص وتُعبّر عن حالةٍ او هالةٍ دعائية من البروبوغاندا الفاقدة للمحتوى والمضمون , بجانب ارتباطها الوثيق والعميق بالحالة السيكولوجية لطرفٍ واحد , وقد ارتضت امريكا لنفسها ” هذه الحالة وبنفسٍ طويل ” أملاً في جرّ الأيرانيين الى المفاوضات المباشرة والساخنة عبر التلويح بالتحشد الجوي الصاروخي والبحري وحتى سواهما .!

   بدلاً من كلّ ذلك وارهاصاته , فمن الزاوية الموضوعية التجريدية , كانَ من الأجدى ومن الأحرى اجراء تبادل ” مسجاتٍ ” مكتوبة عبر مسنجر ومشتقاته من السوشيال ميديا ” بين الجانبين الأيراني والأمريكي , لكنّ كذلك وأهمّ منه هو اجراء اتصالاتٍ هاتفيةٍ شديدة السريّة بين الطرفين , بغية اختزال واختصار عنصر الوقت وتوظيفه وتجييره للمصلحة الوطنية لكلا الجانبين , كما لا ندّعي ولا نزعم بأنّ مثل هذه الإتصالات الهاتفية الخاصة قد جرت او ستجري لاحقاً , وفق متطلبات الظرف وما حوله من احوالٍ واهوال .!  

أحدث المقالات

أحدث المقالات