قد يبدو العنوان غريبا بعض الشي رغم ان الطرح يبدو مكررا في ان نعيش وسط حرب استنزاف ضبابية انهكت فيها المعارك قوى الجميع كما في نزال في جولاته الأخيرة وقوى المتصارعين فيها متهالكة الى درجة مل الجمهور من المتابعة لعدم حسم النزال بين المصارعين وبالفعل يطرح البعض سؤاله وهو سؤال رائع ما علاقة تعطيل تشكيل الحكومة في بيروت بحرب داعش في الانبار واخفاقات مؤتمر جنيف2 واقرارقانون التقاعد البرلماني في العراق والمفاوضات حول المفاعل النووي الإيراني وجوابه بسيط جدا انه صراع لقوى في عدة جبهات على عدة اصعدة صراع قوى ناشئة وقوى تحتضر وصراع التناقضات والاخفاقات في السياسة الخارجية لنظام الامبريالية العالمي الذي يعد العدة الان للخروج من الخضوع لاي تاثير في القرار من نفط امراء الصحراء ولوبي الصهيونية المدعوم من قبل تجار السلاح والحق ان الوقت مبكر جدا لذا فان نقطة الحسم المتقاطعة من نقطة اللاعودة تجعل الجميع في حيرة حيث ان التكتيك السياسي والعسكري بل واستراتيجية الصراع أصبحت متقادمة على صالحة وهذه الحيرة والتردد في القرار قدم تنازلات محدودة خجولة لصالح مفاعل ايران وصمتا مطبقا لصالح الفساد في حكم العراق وتعثرا في البدائل عن داعش والنصرة والقاعدة في دعم حلفاء أمريكا الاخرين في لبنان ومصر وغيرها من البلدان من الاخوان مما اثر سلبا على تشكيل الحكومة اللبنانية في قصر بعبدا وفي حسم معركة الانبار وفي الولاية الثالثة للمالكي لان البدائل غير مهيئة بشكل جيد لذا فان حرب الخنق للحليف والخصم معا مستمرة فهو على قيد الحياة الا انه غير قادر على التحرك الا بشكل محدود جدا وهو امر عزز حالة اللانصر واللاهزيمة واللا معركة حاسمة واللا هدنة موقتة . ان القول بالفكر السياسي القديم عن الاستقلال التام والحياد السياسي بات امرا مثيرا للضحك في زمن العولمة حيث اللاعزلة في القرار وفي التاثر والتاثير وكان العجزعن الانتقال الى مراحل متقدمة حاسمة لكل من محوري الشر ومحور المقاومة امر سبب في استمرار حالة الاستنزاف الدائم الذي تدفعه الشعوب ثمنه باهظا ويعرقل حتى مستو الدعم الدولي بل ومستو التدخل لاقطاب ولاعبين دوليين جدد من ابرزهم روسيا والصين والاتحاد الأوربي الا ان خيار البديل عن نفط الخليج من قبل أمريكا وخيار فرض حل نهائي للسلا م بقمع عدوانية إسرائيل ما زال في المستقبل البعيد لذا فان الغرق في البحث عن قراءة موضوعية وسط الانباء والتصريحات المتضاربة والاحداث المتسارعة غير مجد في التحليل العلمي للاحداث. ان العلة الأساسية في وضع الاستراتيجات للصراع الدولي هو ان التحليل العلمي لمعطيات الواقع قائم على تبرير النموذج الافتراضي على أساس تحديد اقل عدد من المتغيرات وحصرها في متغيرات أساسية محدودة العدد وفق اهتمام بتجارب سابقة وهو امر غير صحيح اطلاقا لان الفرضيات في صناعة النماذج يجب ان تقزوم على قراءة كل المعطيات الواقعية لا على فرضها على واقع تم اختزال معطياته في التحليل الرياضي لتبرير الية إنجاح النموذج النظري الافتراضي فضلا عن العجز عن قراءة دقيقة لمعطيات خارجية ليست تحت السيطرة او هي غير قابلة للقياس بدقة على أساس من خطأ علمي في اعتبارها متغيرات عشوائية ثانوية لذا فان نجاح السياسة الخارجية الامبريالية في الصراع الدولي سابقا ناتج عن ضعف اعدائها في القرار وفي الخيار لاعن قوتها الذاتية او في قدرتها المحدودة في صنع البدائل وخلق الخيارت.