عندما تمطر السماء في موسکو، فإن الشيوعيين العراقيين يرفعون مظلاتهم! هکذا کانت التعليقات الساخرة اللاذعة توجه للشيوعيين من حيث تبعيتهم المفرطة للإتحاد السوفياتي، ويبدو إن نفس هذا الامر يتکرر مع إختلاف الاتجاه و التبعية السياسية لجماعات سياسية عراقية أخرى من الاحزاب و الميليشيات الموالية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الايرانية و مرشدها الاعلى.
مع إزدياد حجم المطالبات بحل ميليشيات الحشد الشعبي بعد أن إنتفت الحاجة الى بقائها وماقد أشيع عن نية رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي في نزع سلاح هذه الميليشيات، أکد کريم النوري، القيادي في منظمة بدر المنضوية ضمن الحشد الشعبي، بأن نزع سلاح الحشد بيد”السيد خامنئي” فقط وليس العبادي! وهذا مايٶکد حقيقتين مرتين؛ أولهما أن الحشد إيراني الهوى و التبعية، وثانيهما أن الحاکم بأمره في العراق هو خامنئي وليس العبادي، وهو الامر الذي يضاعف من مخاوف الشعب العراقي ولاسيما الطوائف و الاديان و الاعراق الاخرى التي تتوجس ريبة من الدور و النفوذ و النوايا الايرانية في العراق.
المفارقة الغريبة و المثيرة للسخرية و حتى الاشمئزاز، إنه وبينما يخرج الشعب الايراني في إنتفاضة عارمة وهو يهتف”الموت للديکتاتور”، أي خامنئي و يقوم بتمزيق و حرق صوره و يخاطبه بأن يخجل و يترك الحکم، فإن الاحزاب و الميليشيات العراقية تٶکد على ولائها و تبعيتها المفرطة له، وهاهو النوري يعلن عن ذلك بصراحة متناهية، علما بأن واحدا من أهم الاسباب التي دفعت الشعب الايراني للإنتفاض هي تدخلات النظام الايراني في بلدان المنطقة و مايترکه من نتائج و تداعيات سيئة على الاوضاع الاقتصادية و المعيشية في إيران.
التمسك بالولاء لخامنئي من جانب الاحزاب و الميليشيات العراقية في الوقت الذي يرفضه فيه شعبه، يعني بأن هذه الاحزاب و الميليشيات تعلن عن دعمها و ولائها لهذا الديکتاتور الذي يرفضه الشعب الايراني بکل صراحة و أمام العالم کله فإن ذلك يعني أيضا الوقوف بوجه الشعب الايراني المنتفض و الاصرار على دعم و إسناد الديکتاتور الذي يرفضونه للبقاء فوق رٶوسهم.
لانعلم الى متى ستبقى هذه الحالة الغريبة و المرفوضة في العراق ببقاء و إستمرار الولاء و التبعية للنظام الايراني و لديکتاتوره المرفوض و المکروه الذي تسبب في إفقار و تجويع شعبه و إيصاله الى أوضاع بالغة الوخامة، خصوصا وإن إيران أشبه ماتکون وکأنها تمر بمرحلة المخاض وقد تتغير المعادلة القائمة في أية لحظة.