نشرت الأخت (فائزة فؤاد) اجتراراً لما يسمى بسفير الكيان الفلسطيني المزعوم، المدعو أحمد عقل، كان قد اجتره عام 2017 إبان الاستفتاء الذي جرى في جنوب كوردستان. إن هذا النكر الذي يذيل اسمه بعقل لا يوجد فيه عقل سوى الذي يذيل اسمه به. زعم عقل: فقط العرب لهم الحق في إقامة دولة عربية أضافية في المنطقة وعلى حساب دولة إسرائيل. واستمر في اجتراره: ولكن الكورد لا حق لهم ولا في شبر واحد من العراق… ونرفض الاستفتاء في كوردستان… الفلسطينيين شعب عمره 10 آلاف عام والكورد لا تاريخ لهم في هذه المنطقة. انتهى اجترار أحمد.
حقاً لله في خلقه شؤون. لا يعلم هذا القحف المدعو أحمد أنه حين يلفظ اسم كوردستان يقول: الوطن الكوردي، أي: أنه يقول نرفض الاستفتاء في الوطن الكوري؟؟ كيف لهم وطن ويحمل اسمهم عبر التاريخ وأنت لا تقبل بهم!!. هل الأرض التي أنها لكم تحمل اسمكم مثل كوردستان؟. إذاً تفض التالي حتى تعرف حقيقتك يا رخيص.
المفارقة هي الشيء المتناقض مع الآخر، الذي لا يتوافق معه، وهذا التناقض في جانبه الإيجابي يجعل الإنسان أن يراجع نفسه مرات ومرات عن أمور كثيرة كانت من البديهيات لديه، وذلك بدون إعمال العقل فيها، ويُسلم بها دون أن يعلم بسببها الذي صورها له بهذه الصورة الهلامية. إلا أن تقدم العلم والتطور التكنولوجي في الأعوام الأخيرة أتاح وسهل وأسرع بوصول المعلومة الصحيحة والسليمة إلى المتلقي، الذي كشف له حقيقة أشخاص وأفكار وعقائد وضعية أو غير ذلك، كان بمجرد الاقتراب منها يعد محرما ويوقعك بالمحذور السياسي أو العقدي ويترتب عليه ما يترتب. لكن الآن؛ نسبياً قبل الجميع بما حققه العلم من نجاحات باهرة في ميادين شتى حيث لم يبق سؤالاً إلا وله جوابا. وهذا يشهد على تجلي الخالق في عصر العلم والمعرفة.
دعني عزيزي القارئ الكريم، أن أضع أمامك نموذجاً واحداً في هذا المضمار، إلا وهو دولة إسرائيل التي تسمى اليوم عند بعض العرب بالكيان الصهيوني. حقيقة لم نعرف لماذا شن العرب ثلاث حروب كبيرة على هذه الدولة العبرية ولم ينتصروا عليها؟، مع أن نفوس العرب حينها كانت ثلاثمائة مليون نسمة، وخلفهم تقف عشرات الدول دول الإسلامية، مقابل ثلاثة ملايين من اليهود، أي: ثلاثة يهود مقابل مائة عربي؟. ثم، أن مساحة أرض العرب تقدر بأكثر من اثنا عشر مليون كيلومتر مربع، بينما مساحة أرض إسرائيل اثنا وعشرون ألف كيلو متر مربع،أي: إن الأراضي العربية أكبر من أراضي دولة إسرائيل بأكثر من 545 مرة. وهذا يعني، أن نفوس اليهود ومساحة أرضهم بجانب نفوس وأرض العرب كنقطة في البحر. لكن رغم هذا الفارق الكبير في كل شيء انتصر اليهود على العرب في ثلاثة حروب كبيرة وقعت بينهم وبين اليهود في أعوام 1948،1967، 1973؟؟. حقيقة ظل هذا يراودني لأعوام، كيف تنكسر الدول العربية أمام دولة إسرائيل الفتية رغم تفوق العرب الكمي والنوعي؟!. إن التاريخ يشهد للعرب بأنهم في صدر الإسلام وكانوا يحملون بأيديهم أسلحة صدئة غزو بها العالم حتى وصلوا إلى حدود الصين، وأخضعوا لحكمهم الأتراك فيما وراء النهر، أولئك الطورانيون الذين لا يوجد على كوكبنا مخلوق مثلهم فيه فظاظة وقسوة. لكن قبل عقد أو أكثر وأنا أتصفح القرآن، وجد في سورة المائدة آية 21 تقول: يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين. قلت الآن علمت، أن هناك وعداً إلهيا في القرآن لهذا الشعب بأن هذه الأرض ملكاً له، فلذا ذكر اسم دولتهم إسرائيل في القرآن 44 مرة بينما لم يذكر اسم فلسطين ولا مرة، بناءً عليه تكون لإسرائيل شرعية سماوية من القرآن كما في الآية المشار إليها، وشرعية أرضية من منظمة الأمم المتحدة التي اعترفت بها كدولة مستقلة وقائمة بذاتها عام 1948. فعليه، لا يستطيع أحد ما أن يزحزحهم عنها، لأن الله هو الذي منحهم إياها، والتاريخ يشهد بصحة القرآن بعد أن ثبت العهد الإلهي لهم في القرآن لم ولن ينتصر أحد ما عليهم. ربما لا يقبل البعض بهذا التفسير، لكن أنا هنا أنظر إلى الموضوع وأحلله من منظور إسلامي وليس علماني؟. للعلم، قبل القرآن جاء في كتاب التوراة في سفر التكوين 18:15 يقول تحت عنوان الوعد بالأرض: في ذلك اليوم عقد الله ميثاقاً مع أبرام -إبراهيم- قائلاً: سأعطي نسلك هذه الأرض، مِن وادي العريش إلى النهر الكبير، نهر الفرات. إن مفسري القرآن أكدوا على هذه الأرض كما جاءت في الآية المذكورة أعلاه، قال البغوي في تفسيره: اختلفوا في الأرض المقدسة، قال مجاهد: هي الطور وما حوله – اسم الجبل الذي كلم الله تعالى موسى عنده، وهو طور سينين، طور سيناء، أضف أنه اسم سورة في القرآن- وقال الضحاك:إيليا – أحد أسماء أورشليم- وبيت المقدس، وقال عكرمة والسدي:هي أريحا، وقال الكلبي: هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن، وقال قتادة: هي الشام كلها. أتلاحظ عزيزي القارئ، هؤلاء مفسرون مسلمون يقولون كل هذه البلاد وهبها الله لبني إسرائيل إلا أنهم اكتفوا بجزء ضئيل منها؟. ويقول عن قوله كما جاءت في الآية: كتب الله لكم. يعني: كتب في اللوح المحفوظ أنها مساكن لكم، وقال ابن إسحاق: وهب الله لكم، وقيل: جعلها لكم. أنا هنا لا أجزم شيئاً، فقط أتساءل وفق ما بيناه من خلال الكتب المقدسة وتفاسير علماء الإسلام، أليس كل هذه الآيات والنصوص الدينية وتفاسيرها تقول لنا أن الله في كتابي التوراة والقرآن سجل هذه الأرض باسم الشعب العبري، اليهودي؟. أنا هنا كشخص علماني أؤمن بالخالق، أقول لو أصحاب الإعجاز القرآني ينظروا إلى الآية القرآنية التي ذكرناها أعلاه وذكرنا التفاسير التي تقول أن الله وهب تلك الأرض لليهود الخ أليس انهزام العرب في حروبهم الثلاث مع إسرائيل يدعم قولهم بإعجاز القرآن، كما أسلفت، القرآن منحهم تلك الأرض فلذا لا أحد يستطيع انتزاعها منهم لأنها إرادة الله التي لا تقهر أبدا؟ ألم يقل في سورة الإسراء آية 88: قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو بعضهم لبعض ظهيرا. هذا بالنسبة إتيان بكلمة في القرآن يعصى على الإنس والجن، فكيف بالفعل، بلا شك لم ولن يستطيعوا كسر إرادة الله؟؟. ربما من يقول أن نصر إسرائيل في الحرب صدفة. نقول: الصدفة تأتي مرة واحدة وليس ثلاث مرات؟. أو من يقول تقف معه أمريكا وهي أعظم قوة عسكرية واقتصادي في العالم وعبر التاريخ البشري. نقول: هذا هو الإعجاز القرآني، الذي سير أمريكا بجبروتها لتثبيت كلمته. أنا هنا أدعو من يعارضني أن يقف قليلاً على هذه الجزئية ويتمعن فيها. أنظر إلى أمريكا لها علاقات اقتصادية مع العرب أضعاف مضاعفة أكثر من إسرائيل، أضف أن العرب عندهم البترول التي تباع في الأسواق العالمية وأثمانها في البنوك الأمريكية؟ بينما إسرائيل لا تملك حقول بترول ولا 1% كالعرب. وعسكرياً العرب يشترون الأسلحة من أمريكا أكثر من إسرائيل بأضعاف الخ الخ الخ، أتلاحظ كل شيء يقول لنا يجب أن تقف أمريكا مع العرب، لكن، يا ترى لماذا بعد كل هذه الامتيازات لصالح أمريكا تجدها تفضل إسرائيل على العرب إذا ليس هناك شيء خفي لا يدركه الإنسان؟. عزيزي المتابع،أنا لا أجزم في قلته،هذا الذي جاش في خاطري ووضعته على الورق، مَن لديه جواب أو إيضاح عن ما قلته فليتفضل به وكلي آذان صاغية وعيون ناظرة.
ملاحظة: إن الآية 21 في سورة المائدة التي ذكرناها أعلاه كنا قد ذكرناها في مقالاتنا عدة مرات، وأولها كانت قبل عقد من الآن في مقالاً لنا بعنوان: محكمة الجنايات العراقية وآخر تفاهات حزب البعث المجرم..