22 ديسمبر، 2024 8:25 ص

مفارقات و مفاوضات ” استفتائيّة ” .!

مفارقات و مفاوضات ” استفتائيّة ” .!

الأزمة المؤزّمة التي خلقها الأستفتاء في كردستان , وضاعف من تأزيمها بمضاعفاتٍ اكبر واخطر , هو إجراء عملية الأستفتاء في مناطق ما تسمى ” بالمناطق المتنازع عليها ! ” , وهي تسميةٌ دخيلة على المجتمع والدولة العراقية وبمختلف الحكومات التي تعاقبت عليها منذ نحو قرنٍ من الزمن .! , ولو قام الرئيس مسعود البرزاني بتأجيل الأستفتاء في ” كركوك ” تحديداً والمناطق الأخرى المتنازع عليها , فلربما كانت الأزمة القائمة الحالية أقلّ سخونة .!

مفارقاتٌ عدّة وبوفرة تلازم هذه الأزمة , فعلى الرغم من الأرتفاع البالغ لدرجة حرارة هذا الظرف وعلى صُعدٍ دولية واقليمية , فالأزمة القائمة لا تزال في مهدها .! , وهي قابلة للتضخّم والتورّم وحصول متغيّراتٍ فيها وكأنّ قادة الأقليم يفتقدون بُعد النظر حولَها ومن حولِها

واحدةٌ فقط من هذهنَّ المفارقات , أنّ تسليم المنافذ الحدودية للأقليم وكذلك تسليم مطاري اربيل والسليمانية لإدارة الحكومة المركزية فيكاد يطغى على روح الأزمة في اجراء الأستفتاء , ويظهر هنا تأثير دور العاملين النفسي والغريزي في عدم التقبّل الكردي لحلول كوادر السلطة المركزية محلّ الملاكات الكردستانية في تولّي ادارة هذه المنافذ والمطارات وفق الدستور , وكأنّ الأزمة المندلعة متوقّفة عليهما .! , والى ذلك , فحتى لو لمْ يجرِ الأستفتاء فيتوجّب أنْ يغدو للحكومة المركزية حضور فاعل وادارة مشتركة في مطاري اربيل والسليمانية بغية منع رجال المخابرات الأسرائيلية من دخول الأقليم بذريعة يهود اكراد لأغراض التمويه , وكذلك لعدم السماح لدخول أسماء ما ممنوعة من دخول العراق عن طريق الأقليم .

من المفارقات الأخريات , فلو إفترضنا جدلاً امكانية حدوث مفاوضات مفترضة ” في ظلّ الأستفتاء ” بين الحكومة المركزية ووفد من الأقليم , فهذا الوفد يفتقد الشرعية بالكامل , حيث يجب إشراك القوميات الأخرى في الأقليم في عضوية الوفد , من تركمان وعرب ويزيديين وكذلك من الأحزاب والقوى المعارضة للأستفتاء , فالحزبين الئيسيين لا يمتلكان الأقليم لعائليتهما .

من جانبٍ آخرٍ وستراتيجي ويمثل الموضوعية بأبهى صورها , فطالما هنالك وحدات عسكرية من البيشمركة في بغداد وداخل وحول المنطقة الخضراء , بالأضافة لوجود هذه البيشمركة في العديد من نقاط السيطرة في العاصمة , فيتطلّب الأمر وجود وحضور للشرطة الأتحادية في بعض مناطق الأقليم ولحماية الأقليات غير الكردية ايضاً , وإلاّ فما معنى وجود محكمة اتحادية للأقليم والمركز , ولماذا هنالك فدرالية بين الأقليم والعراق , بينما غير مسموحٍ دخول الشرطة الأتحادية في اراضي الأقليم .! فهل قادة الكرد يحتلّون العراق ! ولماذا الأنصياع لهم , وكلّ دول العالم تقف بالضد من استفتائهم , والذي إبتدأ ينقلبُ وبالاً عليهم .!