17 نوفمبر، 2024 6:31 م
Search
Close this search box.

مفارقات الجواهري ….وطعنة الطائفيين ….

مفارقات الجواهري ….وطعنة الطائفيين ….

الطائفيون في زماننا العراقي الجديد صاروا لعنة ونقمة على العراقيين جميعا بكل أنتماءاتهم الدينية والمذهبية والطائفية والعرقية وما الى ذلك من تسميمات سياسية مجتمعية مزقت اللحمة الوطنية التي كانت مضربا للوحدة والحب والتسامح والأخوة والشيمة العراقية المعروفة للقريب والبعيد وما نراه اليوم عبر توجهات سياسيوا الصدفة المشؤومة التي تخدم مصالحهم وبقائهم وتنطعهم كأصحاب قرار وتأثير وصل ببعضهم لأستغلال الثقافة وطبعا ليس لهم في توجههم سوى المتثقاف الانتهازي والهتاف بكل زمان ومكان وهم كثر وهذا النفر الضال بدأ بالترويج لهذه البضاعة النتنة بالبحث في طائفة الشاعر الفلاني والقاص العلاني والناقد والراوي والكاتب والرسام والنحات والمطرب وحتى الرياضي ولا أدري ان كنت نسيت بعض المجالات الاخرى لأنه مجال اطلاعي وبحثي ….

لكن رد اغلب المثقفين بأنهم أثر من تراث وثقافة الوطن من شماله الى اقصى جنوبه واثره العربي معروف بجمالية انتمائه الأنساني الخالد النبيل ولم يتوقف البعض من متثاقفي الصدفة السيئة ليبحث في هويات الميتين التي من الصعوبة تغييب وثيقة انتمائها لوطن مزقته دناءاتهم …وأنا اقف خارج الأسماء لأنها نكرات ومبدعونا يبقون أعلاما ترفرف في سماء الوطن الواحد الموحد رغم انف الجهل والتخلف والطائفية …..

وهذا هو الجواهري …شاعر العراق… وشاعر العرب الأكبر يتحدث بصدق وعفوية في مذكراته التي حقيقة المجتمع العراقي النبيل المعروف بوطنيته وألتزامه بمبادئه ووحدته وارتباطه المصيري وأحترامه لرموزه الوطنية المبدعة فبعد خروجه من التوقيف بالأمن العامة في عام ((1949)) قبل يوم من عيد الفطر وقد قضى حوالي الشهر رهن الأعتقال بسبب ألقائه قصيدة في مدح الدكتور هاشم الوتري عميد كلية الطب حينها بمناسبة قبوله عضوا في الجمعية الملكية البريطانية القصيدة المعروفة والتي اثارت زوبعة وعاصفة شديدتين عبر خلالها عما كان يجول في نفسه من مشاعر أستياء وغضب وحنق على الأستعمار البريطاني وأعوانه في العراق حكاما ورجال سلطة وسياسيين ومسوؤلين وبأقسى وأعنف هجوم وثورة في شعر الجواهري الكبير وكانت تلك الفترة المضطربة تحتاج الى أثارة هذه المشاعر الوطنية وتفجر الغضب العارم وحوادث أخرى متصلة كان لها أنعكاسها في قريحته العظيمة منها أعتقال ابنه الكبير فرات وأستشهاد اخيه جعفر في معركة جسر الشهداء.المعروفة وصدى قصيدته المعروفة بهذه الحادثة أضافة الى أعدام قادة الحزب الشيوعي وما الى ذلك من تاثيرات في نفسه جسدها بتلك القصيدة العصماء التي كانت سببا في زجه بالسجن..

كانت عائلته في النجف حيث سافرت قبل يوم من الأحتفال المذكور وحين خروجه من السجن أقام في بيت صديق له حتى وجد دارا في منطقة الأعظمية وعلى نهر دجلة وقد كان يسكن في العيواضية حينها بعث الى عائلته للعودة الى بغداد وفي الأعظمية احس الشاعر الكبير بدفيء الجيرة والصلة الوطنية الصادقة والأنسانية الحميمية في ماحوله من الناس مشاعر خالية من اية شائبة ومرض أجتماعي أو من أختلاف مذهبي أو سياسي أذ أغدق أهل الأعظمية كل مشاعر الأحترام وألأعتزاز المقرونة بألود والمحبة والأمن ….يقول في مذكراته ….

(( لقد أمضينا في هذا العش الجديد في الأعظمية وبعد تلك الآلام والمكابدة خمس سنوات بين أهل الأعظمية وبيوتها وشبابها لم نسمع خلالها ولا كلمة نابية بل حبا ومودة متبادلين …)) المذكرات ج2ص67

(( وبعد عقد من الزمن في الكرادة الشرقية وهنا المفارقة التي أريد أ شدد عليها لم نكتف بأن نسمع مالا يجوز أن يسمع فحسب من البذاءات والمضايقات بل أن أرمى بسهم نشاب باق جرحه حتى الآن على جفني الأيمن ولا ادري كيف كان من حظي لو صح هذا التعبير مع الدم الذي صبغ ثيابي كيف تخطى هذه النشابة مقلة عيني ولا اريد أن أزيد على هذه المفارقة لأن الأعظمية مقر الأمام ابي حنيفة والكرادة الشرقية مقر أمام هاشمي جعفري ومع هذا وقد دخلنا العشرة الأخيرة لنكون في القرن الواحد والعشرين فما ينفك النابحون في العراق والمستغلون خارجه ينبحون بالنعرة الطائفية مستغلينها ومتاجرين بها …))

فلنعبر بشاعرية الجواهري العظيم شاعر العرب الأكبر وهو هنا في صدق مذكراته يؤكد ان الوطنية الصادقة تعبر حدود وحواجز الانتماءات العرقية التي يتكأ عليها البعض وهو حقا وصفهم وأعطاهم منزلتهم ودناءتهم وصراخهم كنباح الكلاب المسعورة وتجارتهم القذرة وهي حتما بائرة وحائلة وزائلة لانها فاسدة وهاهي نتائجها وانعكاساتها نعيشها مع هذا النفر الضال من سياسي الصدفة السوداء….تحية لأهالي الاعظمية والكرادة ولكل اهالي بغداد الحققيين الوطنيين الصادقيين ولأبناء العراق الغيارى في كل بقاعة واللعنة للطائفيين في الدنيا والآخرة وتحية لذكرى شاعر العرب الأكبر ولمذكراته الجميلة الصادقة ….

أحدث المقالات