23 ديسمبر، 2024 3:52 ص

مرة اخرى فاجئنا سماحة السيد عمار الحكيم بقرار لطالما تعودنا ان يفاجئنا بمثل تلك القرارات ولكنه هذه المرة اتخذ قرارا قد يكون هو الاصعب  وذلك من خلال  تشكيله لتيار الحكمة الوطني وتركه المجلس الاعلى الى قياداته المخضرمة انا من وجهة نظري اختلف مع جميع الاخوة في رؤيتهم للموضوع فمنهم من طبل لهذا القرار ومنهم من انتقده ومنهم من ابتعد لكيلا يقع في احدى الامرين  ….. فمن خلال قرائتي للمشهد السياسي ومن كل جوانبه وخصوصا بعد معركة تحرير الموصل يمكن ان اوضح عدة نقاط

١- سؤالي للاخوة في قيادة المجلس الاعلى…… منذ متى لم تعقد الهيئة المركزية اجتماعاتها الدورية …… حتما منذ مدة طويلة ولا اريد ان ادخل في اسباب عدم انعقادها لذا فان القائد اراد ان يصعق اعضائها لكي يقوموا بادوارهم التي لطالما اثقلت كاهله وذلك بسبب تركهم لها وها هو اليوم يلقي بالتكليف عليهم للقيام بواجباتهم الشرعية والوطنيةوالقانونية التي اوجبها النظام الداخلي للمجلس الاعلى عليهم فما الفائدة ان يحمل العضو  اسم عضو الهيئة المركزية ولا يمارس واجباته وها هم اليوم يجتمعون ويخططون ويعملون وينافسون للحفاظ على كيانهم ووجودهم

٢- ان سماحة السيد الحكيم هو الشخص الوحيد القادر على ادارة ملف الجيل الصاعد حيث استطاع وبحنكته السياسية على ان يجمعوا على ان  ينصبوه قائدا لا يخالفون له رايا وهذا ما سمعناه من السنتهم وعلى مدى السنين المنصرمةوخاصة بعد تشكيل تجمع الامل وذلك من خلال تصريحات قياداته الشابه والتي اخذت في الاونة الاخيرة تطرح نفسها كقيادات تنافس شخوص وشيوخ المجلس الاعلى حتى على مناصبهم القيادية والحكومية مما حدى بالسيد الحكيم الى ان يوسع رقعة تلك المناصب باستحداث تيار جديد يكون له القابلية على احتواء جيل الشباب دون المساس بقدسية الكهول وبهذا الامر استطاع ان يضرب عصفورين بحجر حافظ على الكيان القديم واوجد له مساحة ان ينظم صفوفة باعادة بعض المغبونين والمبعدين والمنسحبين وفتح الباب على مصراعيه للجيل الشاب بان ياخذ دوره بتنظيم صفوفه وتشكيل كيانه والتوسع بلا حدود ليشمل جميع اطياف الشعب العراقي ونحن على ثقة بقدرة السيد الحكيم على ادارة هذا المشروع وبكل تقنية وثبات واصرار واقدام اذ لولا تصديه لهذا الامر لعشنا في القريب العاجل الكثير من المشاكل التي لا يمكن حلها بسهوله

٣- من باب اجعل لنفسك عليك رقيبا ومن اقدر من سماحته ان يكون رقيبا لخطوات المجلس الاعلى فهو بهذا القرار فتح باب المنافسة بين الجيلين وامسك بالعصى من الوسط هذه هي الحكمة وهذه هي القدرة الفذه على ان تجعل طرفي النزاع من جسد واحد كل يراقب تحركات وقرارات الاخر وينبهه عليها فهو بهذا قد اوجد طرفي النزاع اليسار واليمين  من رحم واحد وتحت مظلة واحدة وهي المرجعيه والتي كانت تقاتل بيد واحد وها هي الان تقاتل بكلتا اليدين هنا تظهر عظمة فكر الحكيم وعمقه الفكري والفلسفي في فهم مجريات الامور والتفكير في المستقبل وذلك بانعاش جسد المجلس الاعلى وتحريكه وتفعيله واستخدام شخوصه لكي يعيد الروح اليه بعد ان وصفه البعض بالميت سريريا لقد لاحضت نشاط اعضائه وهمتم التي اشتقنا لرؤيتها ايام شهيد المحراب وعزيز العراق يشرق من جديد لينير الطريق نحو غد جديد

٤- ان تلويح بعض قيادات المجلس الاعلى بالانسحاب وتشكيل كتل جديدة كان سيؤدي الى تشظي المجلس الاعلى وتفكك قواعده الجماهيرية والتي ستؤدي في المستقبل للتصادم وحملات التسقيط والتشهير وهذا مما سيؤدي الى افلاس المجلس وعدم جلب الاصوات في الانتخابات المقبله ومن خلال قرار سماحته حافظ على كيان المجلس بشخوصة القديمة وخرج لكي يحافظ على جسد المجلس سالما كاملا نصيحا

٥ – لم يكن للمجلس الاعلى اي حظوظ في المناطق الغربية واقليم كردستان في تشكيلة مجلس النواب ومجالس المحافظات الا الشئ اليسير اما الان ومن خلال تشكيله لتياره الذي وفتح المجال امام جميع اطياف الشعب العراقي للانخراط بصفوفه فهو يبني لمستقبل قريب ولادة شخصيات مؤثرة في تلك المناطق للترشيح والفوز في الانتخابات النيابية والمحليه وذلك لزيادة رصيد اتباعه في تلك المناطق مع كل هذه الامور فان هناك الكثير والكثير مما قد يخفى على اذهاننا من فوائد ومردودات ايجابية لحركة سماحته فنحن كلنا ثقة بصواب قراره وصحته وملائمته لواقع العراق الحديث ونسال الله التوفيق للجميع وعليه نتوكل واليه ننيب