23 ديسمبر، 2024 1:30 م

أعلن السيد عمار الحكيم يوم الاثنين 24/7/2017, عن تشكيلة كيان سياسي جديد تحت اسم تيار الحكمة الوطني.
شكل قرار السيد الحكيم مفاجأة سياسية كبرى, تُمَثِّل انعطافة كبيرة في الحراك السياسي العراقي, كونه يعد الاول من نوعه, حيث يقوم زعيم كيان سياسي, وابن المؤسس, ويملك رمزية وجود الكيان, بالابتعاد عن الكيان الأصل, الذي انشأه آباءه وتكاد تكون هذه الخطوة بصمة خاصة بالسيد عمار الحكيم.
اسم الحكيم يمثل الرمزية التي يعمل تحت مظلتها ابناء تيار شهيد المحراب, وخصوصا المجلس الأعلى, وبخروج الحكيم من هذا الكيان, فهو ينقبل هذا الارث وهذه الرمزية إلى تيار جديد, ومولود حديث, سينافس حتما بقية الكيانات السياسية العراقية.
شرق المحللون وغربوا في تحليلاتهم لهذه الخطوة, والاتباع انقسموا ما بين مؤيد وساخط, ومندهش وواجم, وبين مترقب لما ستؤول إليه الأمور, ولن ندخل في نقاش هذه الأمور لأن الأيام كفيلة بإيضاحها, ولكن ما يهمنا هو ما هو الهدف من هذا الكيان؟ وما الغاية منه؟ وما هو السبب الذي جعل الحكيم ينشئ كيانه الجديد؟!!
لقد اوضح السيد عمار الحكيم هذه الإشكالية والغاية في خطابه, وتطرق إلى نقطتين مهمتين, يمكننا أن نقتنص منهما السبب الرئيس وراء هذا التغيير الدراماتيكي في المسير السياسي لتيار شهيد المحراب.
في خطابه قال الحكيم “إن عراق 2017 يختلف عن عراق 2003, وعلى القوى السياسية الفاعلة والمخلصة أن تعي هذا الاختلاف, مثلما وعيناه نحن في تيار الحكمة” هذا العبارة تلخص جوهر الاختلاف, وتؤكد الحقيقة المهمة! وهي ان العقلية السياسة المعارِضة, والتي قد تكون نجحت ولها مقبولية في عام 2003, لم تعد كذلك, مع حجم المتغيرات التي تشهداها الساحة العراقية خصوصا, والمنطقة الاقليمية عموما, فعراق 2017 اذن يحتاج رؤية شاملة وفاعلة, لا يمكن لمن لم يعيها أن ينجح فيها.
النقطة الأخرى التي اقتصناها من خطاب الحكيم ايضا هي قوله: “وفي المحيط الاقليمي فان تيار الحكمة يرفع شعار (ان العراق جسر للتواصل وليس ساحة للصراع), واننا نؤمن ان قضايا الأمة الكبيرة يجب أن تتفاهم عليها الدول الشقيقة والصديقة, الفاعلة والمؤثرة, فلقد كنا وسنبقى دائما من دعاة حوار الشجعان وتفاهمات الكبار” هذا الكلام يبرز جليا وطنية تيار الحكيم الجديد وأنه تيار يبتعد عن سياسة المحاور والتي كلفت العراق الكثير -والتي قد يكون بعضا من صقور المجلس الأعلى معها- وتؤكد على أن الحكيم كان سباقا للدعوة إلى الحوار وجعل العراق ساحة لقاء لا ساحة تقاتل, وقد تعرض الحكيم لأجل ذلك الكثير من التخوين والتسقيط واُتِهِم بالانبطاح من الاخوة قبل الأعداء.