23 ديسمبر، 2024 6:54 ص

مفاجأة سقوط الموصل بين إيران و السيستاني و أسامة النجيفي ومهدي الغراوي

مفاجأة سقوط الموصل بين إيران و السيستاني و أسامة النجيفي ومهدي الغراوي

بغض النظر عن الاختلاف حول هوية تنظيم داعش التكفيري التأسيسية و التمويلية ومن يقف وراءها لكن هناك حقيقة ثابتة لا يمكن إنكارها و هي أن جميع الأطراف المتصارعة في المحورين (الأمريكي – العربي ) و (الروسي – الإيراني) و من يرتبط بهما من حكومات و جماعات و تنظيمات و مليشيات مسلحة مستفيدة من وجود هذا التنظيم و استمرار بقائه كونها توفر لكل من أطراف المحورين أسباب و مبررات التواجد و التدخل في منطقة الصراع تحت مظلة محاربة الإرهاب و كسب التأييد الشعبي على أساس قومي أو مذهبي . و انطلاقا” من هذه الحقيقة جاءت التصريحات المفاجئة لرئيس البرلمان العراقي السابق و نائب رئيس الجمهورية الحالي ((المقال ؟!)) أسامة النجيفي في لقاء له مع قناة سكاي نيوز العربية مؤخرا” و الذي أوضح فيها انه و خلال زيارته إلى طهران في شهر شباط 2014 بصفته رئيساً للبرلمان العراقي في وقتها و التي سبقت سقوط الموصل بأربعة أشهر زاره إلى محل إقامته بطهران مسئول إيراني كبير لم يكشف عن إسمه و أن هذا المسئول قال للنجيفي بالحرف الواحد(( ..إذا لم تتعاون مع المالكي ستسقط الموصل )) و قال النجيفي إن هذا التصريح الإيراني لم يكن من باب النصيحة بل هو تهديد .و كما هو معروف فان النجيفي بصفته الرسمية هو رئيس السلطة التشريعية والتي لا دور لها في الجانب التنفيذي خصوصا الأمني و العسكري في حين إن المالكي كان هو رئيس الحكومة و القائد العام للقوات المسلحة و وزيراً للدفاع و الداخلية و الأمن الوطني مما يعني لا قيمة لتعاون النجيفي مع المالكي على أساس تنفيذي أمني أو عسكري , وحقيقة التعاون الذي طلبته طهران من النجيفي و بحكم كون أخيه أثيل النجيفي محافظاً للموصل فالمطلوب منه جعل الموصل ممراً آمناً” لمرور مقاتلي المليشيات العراقية المرتبطة بإيران و كذلك الأسلحة إلى نظام بشار الأسد حليف إيران دون تدخل أثيل النجيفي ميدانياً أو إعلامياً”, و طبيعة هذا التعاون و الذي أرادته طهران يبدو انه أخذ مدىً واسعاً” من الناحية التكتيكية و واجه معارضة آل النجيفي قبل سقوط الموصل وهو ما كشف عنه ضمناً قائد عمليات الموصل الفريق مهدي الغراوي حين صرح انه و بنفس تاريخ تواجد النجيفي في طهران و هو شهر شباط 2014 انه إلتقى عبدالمهدي الكربلائي معتمد السيستاني و أطلعه على التفاصيل و أبلغه بخطورة الوضع في الموصل و قرب سقوطها و من المؤكد أن الغراوي بصفته قائداً عسكرياً لا يمكن أن نتصور انه طلب الدعم العسكري من السيستاني بل انه و بحكم قربه من المالكي و تواجده في الموصل فانه مطلع على حقيقة ما يدور من خلاف بين المالكي و آل النجيفي بسبب ما تريده إيران و انه على علم أن إيران استخدمت ورقة التهديد بسقوط الموصل إن لم يتعاون النجيفي مع المالكي وفق الرؤية الإيرانية مما إضطر الغراوي إلى اللجوء إلى السيستاني لاستخدام ثقله الديني للضغط على المالكي و إيران لمنعهم من مساومة مصير الموصل بل و العراق على حساب مصلحة إيران و حليفها نظام بشار. و مع هذه الحقائق الصريحة و الدامغة فان السيستاني لم يتخذ الإجراء المناسب حيث كان بإمكانه و من اجل ردع إيران و ذراعها المالكي عن خطوتهم المتهورة من خلال طرح الموضوع إعلامياً و من منبر الجمعة ليضعهم أمام مواجهة الشارع العراقي .لكن الغريب هو إبتعاد السيستاني عن الموضوع و لم يكن له تدخل إلا بإصدار فتوى الجهاد بعد سقوط الموصل و التي أيضاً بحقيقتها قدمت المبرر للتدخل الإيراني العلني المباشر بالعراق و من خلال تشكيلها لأكثر من خمسين مليشيا عراقية تحت مظلة الحشد .وهنا تبقى علامات الاستفهام حول سقوط الموصل مثبته على إيران و السيستاني و المالكي و آل النجيفي لأن الجميع على علم بالسقوط و مبرراته قبل حدوثه بأربعة أشهر.

رابط تصريحات النجيفي 8998216555/videos/1497333717243221/?__mref=message_bubblehttps://www.facebook.com/10000