12 أبريل، 2024 7:14 م
Search
Close this search box.

مفاتيح قناة البغدادية

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع حلول يوم الاول من حزيران عام 2017 يكون قد مر عام على اغلاق قناة البغدادية الفضائية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس باسبقيتها وجرأة مضامين برامجها و منهجها الاعلامي العام الذي جعل معنى المهنية مرادفا للوطنية والمراقبة والمحاسبة وكشف المستور والاعلان عن تفاصيل المسكوت عنه في السياسة والحياة العامة في العراق .

لانريد اليوم ان نعيد التذكير بالمراحل التي مرت بها هذه القناة والمواجهات التي حدثت بينها كمؤسسة حرة تعمل وفق ضوابط الديمقراطية وحرية الراي والحق الشعبي العام في الوصول الى المعلومة ومراقبة اداء السلطات الاخرى . وحيتان الفساد التي عجزت حتى المرجعية الدينية الرشيدة عن ايقاف فسادهم ومحاكمتهم . فالشعب العراقي يعرف وسيعرف اكثر حجم الاذى الذي تعرضت له هذه القناة مؤسسها والعاملون معه طوال سنوات بثها. حتى تكالب عليها الفاسدون ودفعوا مادفعوا من اموال السحت الحرام محاولين ايقاف صوتها .

مؤسس البغدادية الدكتور عون حسين الخشلوك والعاملون معه كانوا يعرفون ان حيتان الفساد لن يظلوا مكتوفي الايدي وهم يرون صورهم تداس تحت اقدام الجماهير بفعل خطابها وتثقيفها وفضحها للفاسدين، وبعد ان فشلت محاولات الرشاوى وشراء الذمم لحرف مسارها عن سكة الحق ، مضوا الى اغلاقها .. ولذلك قالت كلمة الحق بقوة وزرعت في ضمائر الناس نهج الرفض والتمرد على الباطل ومواجهة الكاذبين المتاجرين باسم الوطن والدين . حتى اصبح الوقوف الى جانب معيارا للشجاعة …. من يقف معها شجاع ومن يخشى من الفاسدين يصمت .. اذا رايت الناس كتبوا عن البغدادية وطالبوا بفتحها هذا يعني ان هناك شجعانا واذا شهدت سكوتا وصمتا فان ذلك يدل على الخوف من سياط الفاسدين .ودليل ذلك مايصلنا من اتصالات من سياسيين واعلاميين وعسكريين ومدنيين يشيدون بالقناة ويتاسفون على اغلاقها ويسالون عن عودتها لكنهم لايجرؤن على كتابة مقال او اصدار بيان او تنديد او التصريح علنا بولائهم لها .

عرفتم اذ ماهي مناسبة رسالة اليوم ، انها هذا العدد الكبير من الرسائل والاسئلة التي تصلنا او ينشرها المواطنون على وسائل التواصل المختلفة ، ومايدور من احاديث بين الناس وافكار واشاعات وتحديد مواقيت ، بل ان بعض مندوبي الفاسدين يتعقبون اخبار اعادتها خوفا من يوم موعود لعودتها ومواجهتم ..نقول :

البغدادية ليست اعلاما ، خرجت من هذا الاطار من زمن طويل ، حين اكتشفت ان السياسيين يامنون جانب الاعلام اما بتخويفه او بشراء ذمته .. وانهم مثل صدام يضعون فوق كل اعلامي سيفا مسلطا كي لايقول الحقيقة.. البغدادية خرجت من قوائم الفضائيات والصحف الى ساحات التظاهر تفضح الفاسدين وتطالب باصلاح القضاء وانصاف ذوي الضحايا والمساواة بين ابناء الشعب والحافظ على استقلال البلد من التدخلات الخارجية . لا تسعى للربح ولا يمكن ان يؤثر احد عليها فيسكت صوتها وقد طبقت صدقا وفعلا وقولا ، انها طريق الحق “لاتاخذها في الحق لومة لائم”. البغدادية وقفت الى جانب شعبها ضد الارهاب والفساد وحملت هموم ابناء شعبها ، ونصرت جيشه في معاركه المقدسة . ولذلك وبعد ان قرروا اغلاقها في بغداد ثم في مصر زورا وزورا وظلما .اتخذت ادارتها قرارا بانها تتواصل مع الناس ويعلن موافها مما يدور في البلاد وتواصل رسالتها ضد الظلم والفساد والارهاب لكن صوتها لن يعود الا من بغداد .. اليوم او غدا .. والذين يسالون عن افتتاحها او يريدون عودتها مواطنين كانوا ام سياسيين واعلاميين .. البغدادية لهم ، وسنسلمهم بايديهم مفاتيح بناياتها الضخمة ، بنايات بنيت خصيصا لمؤسسة كبرى ملكا صرفا لمؤسسها دون مساعدة من احد . هذه قناة الشعب اذا اطلقوا سراحه فتحت البغدادية ، واذا ثار وحطم قيده بنفسه فتحت البغدادية ، واذا صحت الدولة المضطربة على نفسها يوما ورات كيف ترك خطاب البغدادية فراغا شعبيا ـ فتحت البغدادية ، صوتها صوت العراقيين جميعهم، ومفاتيحها وقْفٌ للراي العام وللناس الشرفاء في وطننا الحبيب طالما بقي فينا عرق ينبض .

والله من وراء القصد

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب