23 ديسمبر، 2024 7:26 ص

مفاتيح العراق على طاولة المقامرة

مفاتيح العراق على طاولة المقامرة

أصابتني الصدمة عند جواب أحد أصدقائي الكتاب، بعد سؤاله عن سبب عطلة الأثنين بعد العيد، وشعرت أن الشعب مجرد بضاعة على رفوف ساسة قمّارة، لا يأبهون بقيمة مسؤوليتهم.
أجابني صديقي بجملة موجزة دلالاتها كبيرة: ” أن العبادي أقفل الدكاكين، وسيفتحها عند عودته من السفر”؟!
إعتقد صاحبي أن العبادي تصرف كصاحب دكاكين، وقام بإغلاقها بعدّة مفاتيح قبل سفره، وحملها في جيبه لأنه لا يثق بشركاءه ومقربيه، صديق آخر قال لي أن السادة المسؤولين، لم تكفيهم عطلة أربعة أيام، وقد عادوا متأخرين الى البيوت من حفلات الأنس منتشين، وعوائلهم خارج البيوت، فوجدوا أنفسهم متعبين لا يستطيعون رفع أجسادهم، وقرروا في حالة لا وعي إتخاذ هذا القرار؟!
لم يعد بعض الساسة في خانة اللاوعي الشعوري؛ بل الى غياب الوعي الوطني والقانوني؛ وإلاّ كيف يحق للأمانة العامة لمجلس الوزراء أن تعطي عطلة وهي ليست سلطة تشريعية أو تنفيذية؟! وكيف يستطيع بلد أن يبني نفسه وأكثر من ثلث السنة عطل رسمية ومزاجية؟! وروتين إداري معقد يضيع معظم الوقت في توقيع فلان وتهميش علان، وتدقيق من لا يقرأ ولا يكتب، ولجان وهيئات حامية للفساد لم تزيد من الإنتاج ديناراً، ومعدل عمل 17 دقيقة في اليوم، وربما حسبوا على هذا الرقم ولا أهمية لضياع 17 دقيقة في بلد ضاع من عمره 13 عام؟!
أجزم كما معظم العراقيين أكدوا؛ بخطأ إعطاء عطلة بلا أسباب، وقد قررت الحكومة في وقت سابق وبعد الدراسة المفترضة؛ بأن تكون العطلة أربعة أيام، والغريب إعلان العطلة بعد منتصف الليل، وهذا دليل عدم إعارة أهمية للوقت وجهل في حساب يوم بدأ عمله؟!
ليست صدفة إعلان العطلة، بعد سفر العبادي بساعة أو ساعتين، ومن الواضح أن الأيادي التي خططت، تملك مفاتيح القرار، وتعمل بالضد من العبادي؟!
ماذنب مواطن نام قبل منتصف الليل، وآخر لا يُتابع قناة العراقية؟! ومَنْ يُجيب شيخ كبير يقف على أبواب دائرة التقاعد؟! ومَنْ يُعالج مريض ينتظر موعد فحص طبي، وإذا كان العبادي فعلها قبل أن يُسافر؛ فكيف يستطيع الإصلاح والعراق بحاجة الى الدقيقة، وإذا كان لا يعلم؛ فهل يعاقب من أشار للتعطيل، ويحمله مسؤولية يوم عمل، ومعاناة مواطن تجشم العناء من محافظة لآخرى، أو هل يطلب من السيسي صناديق قارون، ويشتري أخرى من نيويورك؛ حتى يضع مفاتيح مؤسسات لا يًعرف لماذا تم إستحادثها، ويقفل دكاكين سياسية للمتاجرة بالمواطن، ونسخت مفاتيحها ولها قوانين شرعت بنهب البلاد والإستهزاء بشعبه، ووضعت مواطنه على طاولة مقامرة يتقاذفه السُكارى؟!