23 ديسمبر، 2024 9:32 ص

مفاتيح السلطة في بغداد

مفاتيح السلطة في بغداد

لا ريب أنّ ” سويجات ” تشغيل عجلات الهمر والهمفي العائدة الى قيادة عمليات بغداد , ومعها مركبات الأفواج الرئاسية التي تتبع السيد المالكي شخصيا , بالأضافة الى ” سويجات ” تشغيل السمتيات ومجموعة السوخوي القديمة والجديدة , فضلاً عن مفاتيح ” قاصة ” البنك المركزي العراقي , كلها لا تعمل إلاّ بأيعاز من دولة رئيس الوزراء , فكيف اذن سيتسنّى لحكومة السيد حيدر العبادي التي قيد التشكيل من ممارسة مهامّها وعملها في ادارة دفّة الدولة .!؟ , ومن الواضح انّ العبادي سيحاول ما بوسعه من الأسراع في تشكيل حكومته الجديدة , ولابدّ انّ عددا من وزراء الكتل والأحزاب اللائي صوّتت للعبادي سينسحبون من وزارة المالكي الحالية بغية تسهيل عملية نقل السلطة لرئيس الوزراء الجديد , لكنه مع ذلك فما اسهل على السيد المالكي من تكليف بعض الوزراء الحاليين المؤيدين له وبعض عشّاق المناصب من ايّ فئةٍ كانت لأن يُشغلوا مناصب وزراءٍ بالوكالة بدلاً عن الوزراء الذين من المفترض ان ينسحبوا , وبالتالي فأنّ الحال باقٍ كما هو الآن , ثمّ : مَن ذا الذي سيمنح الوزراء الجدد لحكومة العبادي ” باجات ” الدخول الى المنطقة الخضراء حيث تقع معظم الوزارات فيها , أمّا بعض الوزارات الأخرى التي تقع خارج المنطقة الخضراء , فليس من المستبعد بتاتاً أنْ تقوم القوة العسكرية المكلفة بحمايات تلك الوزارات والتي تتبع القائد العام للقوات المسلحة , بمنع دخول وزراء العبادي من الدخول اليها .! وبالتالي فكأنّ شيئاً لم يكن , ولا رئيسَ وزراءٍ جديد ولا حكومة جديدة .! , ثم ” وعلى سبيل الأمثلة ” فلو افترضنا انّ وزراء حكومة العبادي قد تمكّنوا ” بشكلٍ او بآخر ” من الولوج الى وزاراتهم ودخول مكاتبهم , فأنهم ربما سيصدمون بواحدةٍ منْ عقبتين او كلتيهما : – فأمّا أنّ وزراء حكومة المالكي سيرفضون إخلاء مكاتبهم ” وهذا هو الأرجح ” , او انّ السيد المالكي سيصدر اوامره الى وزارة المالية والبنك المركزي بعدم صرف قرشٍ واحد لميزانية صرفيات وزارات حيدر العبادي , فتغدو مشلولة ومعطّلة وليس بوسعها عمل ايّ شيء . ومن

خلال ذلك – وغير ذلك – فأنّ البلد يواجه اخطاراً سياسية واقتصادية لا تقلّ عن خطر داعش , ونحن هنا لم نتعرّض الى الأحتمالات القائمة لتردّي الوضع الأمني ولا حتى لأحتمالات التداخل في عمل الميليشيات والتي تبدو وكأنها سيدة الموقف في الساحة السياسية …

وممّا لاشكّ فيه انّ السيد نوري المالكي لمْ يواجه ايّة ضغوطاتٍ عملية لترغمه عن التنحّي عن منصبه , عدا التصريحات الدولية والداخلية التي تدعم حيدر العبادي , أمّا الأفتراضات الممكنة عن ضغوطٍ خارجية قد تتمثّل بسحبِ سفراءِ بعض الدول من العراق او حتى عقوباتٍ اقتصادية فأنه حديثٌ سابقٌ لأوانه كثيرا , وعلينا التمعّنُ اكثر بأنَّ الضربات الجوية ضد داعش محدودة للغاية ومخففة جدا , بل أنّ آخر واحدث التصريحات الأمريكية بهذا الشأن تقول ” علنا وجهاراً ” بأنّ غاراتهم الجوية هي فقط لحماية الدبلوماسيين الأمريكان في اربيل ..!!! وواضحٌ أنه طالما كان هؤلاء البلوماسيين في أمانٍ فأنّ داعش في أمان ايضا … إنّ اكثرَ واشدّ ما يُخشى على العراق في هذه المرحلة من ازدواجية السلطة هو ان يكون ذلك هو الهدف المرسوم له , كحلقةٍ من سلسلةِ مسلسل الأحداث الجارية الآن في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها , ولكلٍّ منها بسيناريو خاص ونكهةٍ تتباينُ شدّة مرارتها بين دولةٍ عربيةٍ واخرى ..!!