23 ديسمبر، 2024 9:51 ص

مفاتيح الجنة من الخميني الى المالكي

مفاتيح الجنة من الخميني الى المالكي

من منا لا يذكر كيف كان نظام خميني في ثمانينات القرن الماضي وهو يدفع بجنوده الى الهلاك والموت على يد الجنود العراقيين , فمنهم الغير مدرب ومنهم لم يبلغ السن القانوني , سوى انهم وقود لبقاء نظام وحكم الملالي , ومن منا لا يذكر كيف كان النظام يضحك على هؤلاء السذج في عقولهم , لان العراق واحتلاله والوصول الى كربلاء كان الطريق الى الجنة , وبالتالي كيف شاهدنا وتابعنا مئات الالاف تقتل بدون خطط عسكرية مدروسة وتدريب جيد , وكيف تهاوت الترسانة الايرانية امام الجيش العراقي والتي كانت تفتخر بها ايران بأنها خامس اكبر جيوش المنطقة والعالم . وبينما نعيد ذاكرتنا الماضية ونستحضر السلوك الهمجي والخائب في التعامل مع خطط الحرب والتعبئة العسكرية , ونربطه في الحالة التي تمر الحكومة في المنطقة الخضراء , فسنجدها صورة مستنسخة من سلوكيات وثقافات الايرانيين في حربهم مع العراق .

فبين نظام طهران ونظام المالكي مشتركات كثيرة , فحكومة المالكي بدأت تدفع بالمتطوعين بعربات الحمل ( اللوري ) في منظر الخاسر وصورة مشابه لما كان يفعله الملالي بحربه مع العراق , لا بل ذهبت اكثر من ذلك عندما يأتي الجندي الايراني يقود ( موطورسيكل ) . وبالتالي ما نشاهده اليوم هي ذات المدرسة الفقهية والسياسية في التعامل مع عقول الناس , فاليوم نشاهد التعبئة الطائفية ذاتها عندما افلست تماما حكومة المالكي من جيشها , لتعتمد على الجيوش الرديفة من المتطوعين وكأنهم مادة سريعة الاشتعال في جبهات القتال لفقرهم للعقيدة العسكرية والمهنية القتالية , فكان الايرانيون يريدون الوصول الى كربلاء وتحريرها كما يحشى برؤوسهم , والصورة نفسها مع حكومة المالكي عندما تحشد العاطلين عن العمل من اجل الحفاظ على ماء وجه من الانكسار المخزي الذي وقع به هو وجيشه , وبالتالي ترتكب نفس الخطأ الذي اتهمت به من قبل في معارك الانبار , عندما كانوا يقولون ان المتطوعين لهذا الجيش جاؤا من اجل الراتب فقط , اقول ان سامراء اوالمرقدين العسكريين التي يريد المالكي الدفاع عنهما بحجة داعش هي ذات الكذبة التي يشترك بها مع الايرانيين فيما يخص العتبات المقدسة في كربلاء . وبالتالي يبدو ان التاريخ يعيد نفسه , فالتحشيد والتطوع الذي يقوم به المالكي من حطب ووقود للحرب , وسيناريو الملالي والدجل والكذب تعود من جديد عندما تشاهد رجال الدين وهم يباركون المتطوعين ويمسحون على رؤوسهم قبل صعودهم الى حافلات التطوع , في صورة مشابه تماما لمفاتيح الجنة التي كانت توزع على الجنود الايرانيين , والسؤال : هل سلم الايرانيون مفاتيح الجنة الى المالكي ومن معه على شاكلة الحكيم والعامري وجلال الصغير وغيرهم , ام ان مفاتيح سامراء تختلف عن مفاتيح كربلاء ؟ ام ان جميعها من ساخت ايران ؟ .