من منا لا يذكر كيف كان نظام خميني في ثمانينات القرن الماضي وهو يدفع بجنوده الى الهلاك والموت على يد الجنود العراقيين , فمنهم الغير مدرب ومنهم لم يبلغ السن القانوني , سوى انهم وقود لبقاء نظام وحكم الملالي , ومن منا لا يذكر كيف كان النظام يضحك على هؤلاء السذج في عقولهم , لان العراق واحتلاله والوصول الى كربلاء كان الطريق الى الجنة , وبالتالي كيف شاهدنا وتابعنا مئات الالاف تقتل بدون خطط عسكرية مدروسة وتدريب جيد , وكيف تهاوت الترسانة الايرانية امام الجيش العراقي والتي كانت تفتخر بها ايران بأنها خامس اكبر جيوش المنطقة والعالم . وبينما نعيد ذاكرتنا الماضية ونستحضر السلوك الهمجي والخائب في التعامل مع خطط الحرب والتعبئة العسكرية , ونربطه في الحالة التي تمر الحكومة في المنطقة الخضراء , فسنجدها صورة مستنسخة من سلوكيات وثقافات الايرانيين في حربهم مع العراق .
فبين نظام طهران ونظام المالكي مشتركات كثيرة , فحكومة المالكي بدأت تدفع بالمتطوعين بعربات الحمل ( اللوري ) في منظر الخاسر وصورة مشابه لما كان يفعله الملالي بحربه مع العراق , لا بل ذهبت اكثر من ذلك عندما يأتي الجندي الايراني يقود ( موطورسيكل ) . وبالتالي ما نشاهده اليوم هي ذات المدرسة الفقهية والسياسية في التعامل مع عقول الناس , فاليوم نشاهد التعبئة الطائفية ذاتها عندما افلست تماما حكومة المالكي من جيشها , لتعتمد على الجيوش الرديفة من المتطوعين وكأنهم مادة سريعة الاشتعال في جبهات القتال لفقرهم للعقيدة العسكرية والمهنية القتالية , فكان الايرانيون يريدون الوصول الى كربلاء وتحريرها كما يحشى برؤوسهم , والصورة نفسها مع حكومة المالكي عندما تحشد العاطلين عن العمل من اجل الحفاظ على ماء وجه من الانكسار المخزي الذي وقع به هو وجيشه , وبالتالي ترتكب نفس الخطأ الذي اتهمت به من قبل في معارك الانبار , عندما كانوا يقولون ان المتطوعين لهذا الجيش جاؤا من اجل الراتب فقط , اقول ان سامراء اوالمرقدين العسكريين التي يريد المالكي الدفاع عنهما بحجة داعش هي ذات الكذبة التي يشترك بها مع الايرانيين فيما يخص العتبات المقدسة في كربلاء . وبالتالي يبدو ان التاريخ يعيد نفسه , فالتحشيد والتطوع الذي يقوم به المالكي من حطب ووقود للحرب , وسيناريو الملالي والدجل والكذب تعود من جديد عندما تشاهد رجال الدين وهم يباركون المتطوعين ويمسحون على رؤوسهم قبل صعودهم الى حافلات التطوع , في صورة مشابه تماما لمفاتيح الجنة التي كانت توزع على الجنود الايرانيين , والسؤال : هل سلم الايرانيون مفاتيح الجنة الى المالكي ومن معه على شاكلة الحكيم والعامري وجلال الصغير وغيرهم , ام ان مفاتيح سامراء تختلف عن مفاتيح كربلاء ؟ ام ان جميعها من ساخت ايران ؟ .