23 ديسمبر، 2024 1:26 م

مـَشاهد عـراقية … بعيداً عن السياسة – 3

مـَشاهد عـراقية … بعيداً عن السياسة – 3

1- العراق أيها السادة أول بلد أخترع الكهرباء في العالم قبل 2000 سنة من أختراعها من قبل الأوربيين .. فقد أكتشف عالم الآثار الألماني konig Wilhelm  عام 1963 ما يــُعرف حالياً في أوروبا بـ ( بطارية بغداد ) في قرية قديمة قرب منطقة سلمان باك جنوب بغداد .. واعتـُبرَت أول بطارية في العالم ..! ورجـّح العالم الألماني أستخدام هذه البطارية للطلاء بالذهب والفــضـّة وكذلك للأغراض الطبية .. والرابط أدناه يــُريكم كيفية تركيب بطارية بغداد بنفس المكونات التي أكتشفها العالم الألماني وبأيدي الدكتور آرني أيجبريخت :
 http://www.youtube.com/watch?feature=endscreen&NR=1&v=dR2EsV4yGf8
    فهل نفرح لأن عقول أجدادنا المـُبدعة هي أول من أخترع الكهرباء قبل عقول الآخرين … أم نبكي لأن عقول أحفادهم المطركعة تستورد الكهرباء من دول الجوار لخاطـر عيون الآخــرين ..!        
2- في محافظة الديوانية / ناحية غـَـمـّاس .. يوجد مواطن عراقي هو أطول عراقي وثاني أطول رجل في العالم .. أسمه فيض العيساوي وعمرهُ 22 سنة .. يبلغ طوله 225 سم أي مترين وربع .. هذا المواطن المسكين يشكوا من الفقر والعوز لدرجة أنه لا يستطيع خياطة الملابس التي تـُناسب طوله ولا شراء الحذاء الذي يدخل رجلـهُ .. وقد دخل فيض في منافسة في أسطنبول عام 2010 وفاز بلقب أطول رجل عراقي وثاني أطول واحد في العالم … في باقي دول العالم تتسابق وسائل الأعلام والمنظمات المدنية والمسؤولين المحليين لأبراز حالات من هذا النوع واحتضانها ورعايتها لأنها تعتبرها من معالم بلدها  المميـّزة .. وتـُحوّلها الى وسيلة جذب سياحي أو على الأقل أبراز أسم البلد أعلامياً .. وتعمل على تسجيلها في موسوعة غينيس .. بينما لا يجد فيض العيساوي من يُعيـنه في حياته رغم عـَوَزه و معاناته الشديدة صحياً جرّاء طوله عند الجلوس وتناول الطعام وركوب السيارات ..والخ … أليس مـُعيباً على مسؤولي محافظة الديوانية وبرلمانيي الديوانية أن يوجد عندهم مواطن عنده هلـ ( الطول الحلو ) ولا يهتم به أحد أو يرعاه أو على الأقل يجد له عمل مناسب يـترزّق منه .. أو حتى الأستفادة من طوله لتبديل المصابيح الكهربائية العاطلة بدلاً من الكرينات المتنقلة والسلالم ولو بأجر يومــي ..!  لحين وصول وسائل الأعلام الدولية ..!!.
 
3- شهر رمضان الكريم على الأبواب.. رمضان الخير والتسامح والمحبة .. وأستطيع أن أعتبره ( فيسبوك ) المسلمين من ناحية التواصل الأجتماعي بين الأهل والأقارب والأصدقاء ، حيث كما نعلم لا تتفعـّل فـُرص هذا التواصل الجميل ألا في شهر رمضان الكريم  بسبب المشاغل والمعيشة والأزدحامات في الشوارع والتحسّب الأمني وما الى ذلك ..! ولكن رمضان وحده يكسر كل هذه الموانع .. ففي  رمضان تتسابق أمهاتنا وزوجاتنا وبناتنا الكريمات لأعداد الوجبات العراقية الشهيرة على سبيل المثال لا الحصر الدولمة والبرياني والتشريب والباجــة والكباب المشوي والطرشانة .. وما الى ذلك  وتقف على رأس القائمة بالطبع شوربة العدس التاريخية .. وتبدأ الدعوات بين الأهل والأحبة على طريقة فطوركم اليوم عدنا .. لا والله ميصير ألا عدنا .! وهذه أحدى مكرمات شهر رمضان .. ولكن المُفارقة أن رمضان هو شهر الصوم وكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام       🙁 سلامة الأبدان في قلـّة الطعام ) .. لكننا نأكل في رمضان أكثر من باقي أيام السنة ..  في جانب آخر ومنذ فترة بدأت القنوات الفضائية بسباق أعلاني محموم للدعاية عن مسلسلات وبرامج رمضان القادمة بغية كسب المـُشاهدين الى شاشاتها للتمتـّع بالمسلسلات والبرامج ثانياً وجذب الأعلانات والتمتع بمواردها أولاً ..! ومن بين مظاهر هذا السباق المحموم هو الأعلان عن مسلسلات تتناول شخصيات تاريخية مهمة .. في رمضان الفائت عـُرضَ مسلسل الحسن والحسين عليهما السلام .. وحصلت في حينها تجاذبات وطـُرحت تقييمات متضاربة عن المسلسل مما حدى بالبرلمان العراقي الى أصدار قرار بمنع عرض المسلسل في القنوات العراقية مـُتناسياً أن الفضاء مفتوح وأن المسلسل يـُعرض في قنوات غير عراقية … وهذه السنة يجري الأعلان حالياً عن مسلسل يتناول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأسم ( عــُمر ) .. ومسلسل يتناول الأمام جعفر الصادق عليه السلام بأسم ( أمام الفقهاء ) .. بالطبع ليس أجمل وأروع من أن نتناول سيرة خـُلفائنا وأئمتنا ورموزنا الأعلام .. لكي تـطـّلع الأجيال الحالية على سيرة وتاريخ شخصيات فـذة هي قـــدوّة للمسلمين في سيرتها الحـَسنة وحكمتها وعـدلها وأخلاقها وعـفـّتها وزُهدها عن متاع الدنيا ..! ولكن ما نخشاه أن تتحول المسألة الى ( حرب ) مسلسلات ذات بــُعد طائفي يعتمد على خلفية ورؤية المـُنتج والمموّل وربما المـُخرج .. من خلال تحوير الأحداث والحقائق وليّ عـُنق التاريخ باتجاه مـُغاير للوقائع التاريخية .. وهذا من شأنه أن يـُضيف عنصر فــُرقة وتشتت أجتماعي في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى نقيضــهما ..!!

 يقول الفيلسوف العراقي الكبير محروم المظلومـي : لم يَـعـُد في هذا البلد من يستحق أن نحملهُ على أكتافنا .. غير دبـّة الغاز ..!
 أمسك أحد المحششين بجريدة وبدأ بقراءتها .. فقرأ الخبر التالي : تقول الأحصائيات أنه في الصين يولد في كل دقيقة طفل جديد .. فــَهـزّ صاحبنا يدهُ وقال : هذا التطوّر .. مو أحنا بـَعدنا كل تسع تشهر..!

[email protected]