اقل من 72 ساعة مضت على الوعكة الصحية التي آلمت برئيس الجمهورية جلال طالباني وبدأت معها الترجيحات والتوقعات بمن سيخلفه بالمنصب في حالة عدم استمراره بأي شكلا من الأشكال..؟
المواقع الالكترونية والصحف والفضائيات استعرضت يوم الاربعاء السيرة الذاتية لزعيم الاتحاد الوطني ورئيس الجمهورية ولكنها أنهت تقاريرها و تغطياتها الاعلامية ب قاسم مشترك واحد مثل تساؤلا مشروعا : من سيخلف طالباني بالمنصب.؟.
على ارض الواقع يبدو ان هناك بوادر أزمة ستحدث في داخل التحالف الكردستاني على منصب رئيس الجمهورية وربما ستسبقها مطالبات عربية(ســُنية) بضرورة تبادل الأدوار مع الكرد ومنح منصب رئيس مجلس النواب للتحالف الكردستاني بغية الحصول على منصب رئيس الجمهورية ولكن يبدو ذلك صعبا بعض الشيء ولكنها تبقى ايضا تكهنات قد نسمع بها خلال الايام اللاحقة ..
ويبدو ان مؤشرات وجود الصراع بين التحالف الكردستاني على المنصب قد ظهرت حال ان سارع الاتحاد الوطني الى الاجتماع الاول الذي عقده امس الاول وكان برئاسة كورست رسول والذي يعد نائب طالباني في الحزب الذي تخلى على منصب رئاسة الاقليم بعد عام 2010 لصالح السيد مسعود برزاني لقاء الاحتفاظ برئاسة الجمهورية الاتحادية..
تشير التوقعات الاولية الى ان هناك 3 اسماء ستتنافس خلف الكواليس على منصب طالباني باي شكل من الاشكال .
الاول نائب رئيس الاتحاد الوطني كورست رسول وهو الذي يحضى بدعم كبير داخل صفوف الحزب والكفة تميل لصالح مادام المنصب يعود للتحالف الكوردستاني ولكن صغر سنه ربما يجعل صيحات الرفض تنطلق من الزعماء السياسيين في بغداد أو ربما سيكون للشركاء السياسيين في الحكومة الاتحادية موقف مغاير تماما وتبقى كلها تكهنات تخضع للتوافقات السياسية.
اما المرشح الثاني لرئاسة الجمهورية ربما سيكون برهم صالح نائب الرئيس وزراء الحكومة الاتحادية السابق ورئيس حكومة الإقليم للعاميين الماضيين ولكنه قد يجابه بفيتو من الاتحاد الوطني الذي يعتبر المنصب وفقا لنظام المحاصصة من حصته حصريا وهنا ايضا سيكون هناك دور للشركاء السياسيين في بغداد الذين ستكون لهم الكلمة الفصل وبالتالي فان ترشيح صالح من قبل زعيم الاقليم ربما سيكون نهاية التوافق والوائم بين الاحزاب الكردية .
ويعتقد على نطاق واسع انه حتى في حالة ان يكون الرئيس المرشح كرديا فان الاختلاف المتوقع هو انتماء المرشح، ذلك ان هذا المنصب من حصة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني حسب اتفاق بينه وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تولى زعيمه مسعود بارزاني رئاسة اقليم كردستان بينما تولى زعيم الاتحاد جلال طالباني رئاسة الجمهورية العراقية واذا كان بارزاني قد قبل بان يكون طالباني في هذا المنصب الرفيع فقد لا يقبل ان يكون من نصيب احد من اعضاء الاتحاد.
ولكن من الصعب ان يرشح بارزاني نفسه لرئاسة الجمهورية لسببين احدهما انه اعد نفسه زعيما للاكراد ككل وطامحا لان يكون على راس الدولة الكردية المستقلة التي تضم اجزاء من العراق وسووريا وتركيا وايران وثانيهما انه اذا تولى رئاسة الجمهورية فان رئاسة الاقليم ستؤول الى عضو في الاتحاد الوطني ياتي من السليمانية ليتربع على كرسي الرئاسة في اربيل وهذا غير مقبول في السياسة الكردية.
ووردت تكهنات عن حل وسطي بان يتم ترشيح عقيلة الرئيس طالباني السيدة الاولى هيرو ابراهيم احمد التي تتمتع باحترام جميع رموز الحزب ويقال انها تتمتع بنفوذ ودور خفي في تنظيمات الحزب ولكن يبدو ذلك شبه مستحل ان توافق الكتل السياسية في بغداد على السيده هير و .
وبالمقابل يسعى السياسيون العرب السنة الى تولي هذا المنصب الذي ظل حكرا عليهم منذ تاسيس الدولة العراقية اوائل القرن الماضي ويرى المراقبون ان من الخيارات المطروحة في المشاورات المغلقة ان يكون منصب رئيس مجلس النواب للاكراد ليصعد الى منصة الرئاسة عربي سني قد يكون رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الذي قطع زيارة رسمية للهند ليكون قريبا من تطورات الاحداث او حتى قد يكون صالح المطلك زعيم جبهة الحوار الوطني او ربما محمود المشهداني القريب من التحالف الوطني والشخص الذي يحظى بمقبولية واسعة من جميع الكتل السياسية ولكن كلها ما تزال ترجيحات وتكهنات خاضعة للنقاش …