23 نوفمبر، 2024 3:28 ص
Search
Close this search box.

مــــن يستحـــق رفع راية النصـــر النهــــائي فــــي الموصـــــل ؟!!

مــــن يستحـــق رفع راية النصـــر النهــــائي فــــي الموصـــــل ؟!!

ونحن على أعتاب غلق صفحة مظلمة في تاريخ العراق الحديث ، وهي طرد عصابات داعش من الموصل ، تسابقت الأصوات المنادية بالنصر ، فكلاً يرى أن صاحب السبق في خطف النصر من الآخر ، فتسابق السياسيون من سكنة المنطقة الخضراء الى التصريح أنهم انتصروا على داعش بسواعد أجهزة التبريد والسيارات ذات الدفع الرباعي ، وتسابقوا في رفع راية النصر كلاً أعلى الآخر ، فقادة الشيعة يعتقدون أنهم هم أصحاب هذا النصر ، فتعالت أصواتهم فكلهم يدعي انه صاحب السبق بالنصر ، وانه قائد الجمع المؤمن ، وانه “مختار العصر” والذي فتح بلاد الهند والسند على يديه ، في حين أن العار والشنار سيلاحقه الى ابد الآبدين كون ثلث العراق سقط في عهده ، وتكالبت الوحوش الكواسر على قتل الإنسانية فيه ، وهذه الموصل خير شاهد على وحشية هذا التنظيم البربري الذي لم يبقي أخضر ولا يابس إلا احرقه ، فكيف اليوم وهو ينادي بأنه مؤسس الحشد الشعبي ، وهو صاحب لواء تحرير الموصل ؟!! .
المرجعية الدينية العليا ومن خلال خطبة الجمعة الأخيرة ، كانت تعلم علم اليقين انه سياسي العراق الجدد سيتصارعون على راية النصر ، فسارعت الى قطع الطريق أمام كل الادعاءات والأكاذيب ، لتعلن أن راية النصر يرفعها أهلها من مقاتلين مرابطين في ساحات العزل والشرف ، والأبطال الغيارى من الحشد الشعبي الذي قدموا أرواحهم فداءً للدين والوطن ، فهولاء هم الأحق برفع راية النصر من غيرهم ، لأنهم كانوا ثمن هذا النصر بدمائهم بتضحياتهم بإيثارهم بالنفس ، من أجل إدامة الحياة وإعادة البسمة على جبين المرأة والطفل والشيخ والشاب العراقي ، لذلك كان خطاب المرجعية واضحاً أن لا مزايدة على دماء الشهداء ، وان الأحق برفع راية النصر من كان ملامساً لجروحه ، مضمداً لها ، مرابطاً على سواتر العز والشرف ، حاملاً هموم شعبه ، وهو يصارع البرد القارس والحر اللاهب ، وهم يتصدون بصدورهم للسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة ، حاملين حماية شعبهم وأرضهم هدفاً عالياً ، آملين رضا الله ورسوله ، والمرجعية الدينية العليا التي هي الأخرى كانت الراعية والحامية والمدافعة عن العراق وشعبه ، في حين يتصارع السياسيون الجدد على مصالحهم ، وحفظ مكاسبهم الحزبية والسياسية .
التاريخ لن يرحم أحداً ، وسيكون شاهداً على حقبة مر بها العراق الحديث بسياسيه ورجاله ، وسيكتب المواقف ولن يغادر صغير ولا كبيرة إلا أحصاها ، لهذا على السياسيين في العراق الابتعاد عن النصر وأهله ، وأن يركزوا على حل خلافتهم والتي كانت نتاجها ” داعش ” ، وأن يسعوا الى محوا الآثار السلبية التي تركها الإرهاب الداعشي على أرضهم ، وان يعملوا أن امتلكوا الإرادة على توحيد الموقف ومنع تكرار حقبة داعش الإرهابية ، ووضع أولوية التعايش السلمي بين بنود أجندتهم الى جانب مصالحهم الحزبية أو الفئوية الضيقة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات