مُــــــــــذ أسابيع .. يتظاهر ابناء العراق في الساحات وفي المحافل العامة مطّالبّين بالاصلاح ومحاسبة المفسدين وتفعيل دور القضاء كيما ينال هؤلاء المفسدون العقاب العادل على ما إقترفت ايديهم من خراب وسلب وعبث في الممتلكات العامة والمال العام .. وحتى في مسيرات المواكب الحسينية في عاشوراء هذا العام كانت مطالب الاصلاح حاضرة بقوة في منابرها , وكذا في خُطب الجمعة , وفي الاعلام المرئي والمقروء .. وحتى المتهمّون بالفساد من أمراء وحواشي السلطة ( المنتفعين ) ينادّون بالاصلاح , وتبعهم بهذا الموقف الغريب البرلمان العراقي – عين الشعب الساهرة على مصالحه كما هو المفروض – فالجميع ( سلطة حاكمة باحزابها وكتلها , وبرلمان يُمّثلّها ) يلعن الفساد والمفسدين .. لكن الحال كما هو لم يتّغّير مع مرور الايام الاّ الى المزيد من ضيق الحال على غالبية ابناء الشعب , والى المزيد من اعداد الارامل واليتامى والجرحى والشهداء الابرار مُضحّين في سوح الجهاد – يُقاتلون قوى الشر والرهاب الداعشي المدعوم اميركيا وبدويا من عربان الوهابية !
لوحة المأساة هذه في طرف المحكومين المُضطهدين , يقابلها في طرف آخر احزاب وكيانات حاكمة تتصرف وكأّن الامر لايعنيها او كأّن الخراب والدمار قد نزل على العراق من كوكب آخر .. وان المصائب والمعاناة لدى الغالبية يفتعلها اشرار مُتوّهمون مُعادون (للتجربة الديمقراطية ) التي تقودها احزاب السلطة .. ديمقراطية توافقية ( محاصصية ) سخيفة .. هذه التبريرات السمجة تظهر بوضوح سفاهة عقول المبررّين من على منابر وسائل اعلام السلطة الكثيرة جدا , والتي تشير بقوة الى حجم فسادها واستحواذها على المال العام .. اضافة الى الكثير من المكاتب في الداخل والخارج وحراسات ومريدين وقوة وسلاح لكل كيان صغيرا وكبيرا والطامّة الاكبر مكاتبها المالية التي من مهامها توفير المال السياسي لادامة وجود هذه الكيانات !
وزبدة القول بعد هذه المقدمة : ان الاحزاب الحاكمة متاقسمة غنيمة ( العراق) وكل حسب نقاطه ( عدد نوابه ) وليس في حسابها شيء اسمه مصالح وطن او بناء تجربة دولة .. فغاية الجميع سلب ما امكن سلبه من ثروة وليذهب الشعب الى الجحيم , وإزاء هذه الحقيقة يبقى مصير العراق الى المجهول !
لك الله ياعراق الخير