22 ديسمبر، 2024 7:02 م

( مـربّون في الذاكرة) رحلة مع بناة الأنسان العراقي/ الحلقة17

( مـربّون في الذاكرة) رحلة مع بناة الأنسان العراقي/ الحلقة17

في لجّة الحياة وتداعياتها يحاول (البعض) التصيد في الماء العكر كلما توفرت له الفرصة، وهذه المرة عبر توجيه اللوم (لي) بأني أكتب كثيرا عن المربين من ابناء (تلكيف و ألقوش) وأتجاهل باقي المكونات الأخرى، ولعلي أشم رائحة نتنة في كلام هذا (النفر) حينما يتحدثوا عن المكون المسيحي ويشخصوه بهذه الطريقة. ولست قاصرا في مكان ان اردهم الى جحورهم كما يقول المثل، بل كنت اتمنى على من حمل او يحمل مثل هذه الفكرة المخطوئة ان يعي اولا غاية رسالتي ويفهم معانيها ثم ان يحكم عليها. هذه المقابلات آثرت تقديمها لجيل المربيات والمربين الذين خدموا في العراق وأنتهى بهم المطاف مهاجرين للولايات المتحدة وبالذات في مدينة ديترويت، هذا أولا، اما للذي يعرف تركيبة هذه المدينة فسيفهم لماذا هذا العدد الكبير منهم، وثانيا، الم يكونوا هؤلاء المربين خريجوا المؤسسات العراقية، و ألم يدرسوا في مدارس العراق ولكل طلاب العراق دون تمييز (طائفي او ديني مقيت) ، فلماذا نسميهم هم بالذات ولا نسمي غيرهم؟ الرسالة الأخرى هي، موقفي انا شخصيا ومن خلال أخواتي وأخوتي القراء، في توجيه الشكر والمحبة والثناء لكل من خدم الوطن وخاصة من ابناء تلكيف وألقوش وكل مدن وقرى وقصبات (سهل نينوى) المباركة ، والمحتلة والمغتصبة اليوم من مجرمي داعش امام فشل وعجز الحكومة في حمايتها وتوفير الأمن لأهلها، اقول، هناك من يحبكم ويعرف وزنكم في هذه الحياة. انتم الذهب الصافي في بلاد الرافدين، قدمتم ومعكم الكثير من المخلصين من ابناء الطائفة المندائية واليزيدية والتركمان والأكراد والعرب، انتم ابناء العراق النجباء ونحن نعرف قيمتكم اكثر من الحكومات أو من حملة الأفكار العنصرية المهزومة!

****** *********** ********** ******

المربي وديع بحـو باكوس

من مواليد العام 1940 في مدينة قرقوش (الحمدانية) في المحلة الواقعة قرب كنيسة الطاهرة. متزوج من السيدة أميرة عازر الطوني، ولهم 4 بنين و 3 بنات و 15 حفيد لحد الآن.

كانت اولى خطواته برحلة التعلم والمعرفة في،

1- (مدرسة قرقوش الأبتدائية) وبعد ان انهاها انتقل الى

2- (ثانوية المشرق المسائية الأهلية) بمنطقة رأس القرية في العاصمة بغداد، ثم انتقلت العائلة الى الموصل وأكمل في

3- (كلية الموصل الأهلية) وهي ثانوية تابعة للآباء اليسوعيين، بعدها عاد الى بغداد وأكمل في ،

4- (ثانوية النضال المسـائية) بمنطقة السنك في بغداد. وبعدها انتسـب الى،

5- (دار المعلمين الأبتدائية) التي كانت كائنة في منطقة أبو غريب، ولم يمض وقت طويل حتى اكمل الدراسة في

6- (دار المعلمين الأبتدائية) في منطقة الأعظمية، حيث تخرج منها عام 9621.

بعد رحلة الدراسة تلك، حان الآن وقت التوظيف فكانت اولى المحطات،

1) معلم في (مدرسة الأمل) بمنطقة سـيد دخيل – محافظة الناصرية – ولمدة سنة واحدة ثم،

2) مدير في (مدرسة الأمل) ولمدة سنة واحدة، بعدها نقل الى

3) (مدرسـة المستنطق) في محافظة نينوى وبمنطقة الجزيرة ولمدة سنتين، ثم

4) (مدرسة الأبوير البو حمد) في منطقة حمام العليل ولمدة سنة، بعدها الى

5) (مدرسة العباس والنجفية) في منطقة تابعة لقضاء الحمدانية ولمدة خمسة سنوات، ثم

6) معلم في (مدرسة العزة) في مركز مدينة كركوك، بعدها انتسـب الى

7) (دورة الأشغال اليدوية) التي اقيمت في محافظة نينوى، وعقب تخرجه منها اصبح،

8) المشرف الفني في (مركز الأشغال اليدوية في كركوك) وبعد فترة من ذلك اصبح

9) المشرف الفني في (مركز الأشغال اليدوية في نينوى) ، وتمضي عدة سنوات على التعين الأخير حتى يحل العام 1995، ويحل معه كتاب التقاعد، بعد خدمة في السلك التعليمي استمرت ل (33) سنة. انصرفت بعدها (يقول الأستاذ وديع) للأعمال الحرة في مدينت (قرقوش) مابين الأعوام 1995 – 2005، وهي السنة التي غادرت فيها العراق انا وعائلتي للهجرة الى أمريكا والأستقرار في مدينة ديترويت.

لقد اجتمعت صفتان في اختياري سلك التعليم كمهنة، اولهما تأثير من خلال عائلتنا التي كان فيها عدد جيد من المعلمين، وثانيهما رغبتي الملحة في نشر العلم والمعرفة والثقافة بين الناس وبخاصة ، جيل التلاميذ الناشئ،علما ان امنيتي اول الأمر كانت دخول (كلية القانون والسياسة) لكن ظروف عائلتي المادية المتواضعة دفعتني لأختيار اقصر الطرق لتوفير المصدر المالي لأعالتهم. ان اخلاصي وأجتهادي في عملي الوظيفي دفع المسؤلين في مديرية التربية لترشيحي الى (دورة فنية) لمدة 3 أشهر في (محافظة كركوك) بمواد أشغال السيراميك/ المعادن/ الحياكة والسجاد/ الأشغال الجلدية والنجارة. وبعد انجازي لها ونجاحي بها جرى نقل ملاكي من سلك التعليم الأبتدائي الى الثانوي والتي تضمنت مخصصات مالية اضافية ايضا. وقد بليت بلاءا حسنا بالمسابقات التي كانت تجري في (مهرجان الربيع، مسابقات على صعيد مدارس محافظة نينوى وفي معرض بغداد الدولي ايضا) وليس سرا اذيعه لو قلت بأن نسبة 40% من ارباح مبيعاتنا كانت تذهب للعاملين مما كان عاملا مشجعا للعمل والعطاء اكثر. علما ان المواد التي كنت أدرسها لصفوف مرحلتي (الخامس والسادس ابتدائي) كانتا اللغة الأنكليزية والرياضيات ويسعدني القول بأني حققت نسبا عالية ومشرفة عكستها كتب الشكر والتقدير (اكثر من 10) التي تلقيتها في مسيرتي. لقد دفعتني هوايتي في المتابعة والقرأة السياسية الى النشاط في (حركة تجمع السريان – تأسست في بغديدا) والتي احتل فيها اليوم منصب الرئيس، اذ تنشط في ازالة الفوارق بين كل مكونات الشعب والتأكيد على حقوقهم المشروعة، اما في هذه البلاد فنعمل على مساعدة الوافدين الجدد وتقديم الخدمات لهم في متابعة معاملاتهم او انجازها وما يرتبط بذلك ايضا.

امنيتي للعراق اختصرها بشئ صار اقرب للحلم منه للواقع: ان يعم السلام والخير ، ويعود الأصلاء ويحتلوا مكانهم الصحيح ، من اجل ان يتكاتفوا في خدمة الشعب وتحقيق امانية في الحياة الكريمة، وأن يعش العراقيون اخوة في العمل والوظيفة والطموح المشترك.

****** *********** ********** ******

المدرسـة سـهى يوسف منصور ميري – عتو

ولادة مدينة الموصل في العام 1945. متزوجة من د.أمير عتـو ولهم 3 اولاد وبنت واحدة مع 7 أحفاد.

أرسلتها العائلة أول الأمر لتبدء رحلتها المدرسية الى

1- مدرسة راهبات اللاتين في منطقة رأس القرية في بغداد لدراسة الأبتدائية ثم،

2- المتوسطة والأعدادية الشرقية في منطقة الكرادة حيث انهت الثانوية في العام 1962، دخلت بعدها الى

3- كلية التربية/ جامعة بغداد – قسم البايولوجي وتخرجت في العام 1968.

كان حصولها على الشهادة الجامعية مفتاح تملكها لوظيفة التدريس في مادتي (النبات والحيوان) وكان تعينها الأول في

1- (ثانوية أربيل للبنات) في محافظة أربيل ولمدة عام واحد، اعقبها طلبها النقل الى البصرة والتعين في

2- (ثانوية العشـار للبنات) في منطقة العشار بمحافظة البصرة بين الأعوام 69-1981 ثم الى

3- (ثانوية النهضة للبنات) في منطقة الدورة بمحافظة بغداد ولمدة عام، بعدها الى

4- (ثانوية دمشق للبنين) وفي منطقة الدورة ايضا – محلة الآثوريين لغاية العام 1983 حيث أحيلت على التقاعد وتفرغت بعدها لتربية الأبناء الذين صاروا يكبروا وبحاجة الى رعاية وخاصة من قبل الأم.

كان لبيئتها المنزلية الأثر في ولوجها سلك التعليم والبداية مع والدها المرحوم المعلم (يوسف ميري)، ثم شقيقها الأكبر (مالك) وشقيقتها الراحلة (أمل) الذين سبقوها لهذا الدرب، هذا اضافة لطموحها الشخصي في التوظيف اولا وثانيا في التقرب من (الطلبة) ومساعدتهم لأستكشاف آفاق الحياة ودروب العلم والمعرفة، على ان تأثيرا آخرا يضاف الى شخصيتها (كما تقول ست سهى) وهو دور – حكيمة البيت – والدتها الراحلة (حياة ناظر) التي اسهمت مواصفاتها في ترك بصمات كبيرة في شخصيتها ، ومنها الطبع الهادئ والمسالم والصبر والتأني، هذه الوداعة وجدت صداها في علاقاتها الطيبة مع كل المدرسات اللواتي تقاسمن معها سني التدريس في اربيل والبصرة وبغداد، اذ تطورت علاقاتنا وتخللتها الزيارات والسفرات العائلية، ودخلت معها علاقات دافئة مع عوائل التلميذات ايضا، حيث ساهم ذلك في تطوير دور التلميذات والعوائل في مجمل العملية التدريسية وخاصة في النشاطات المهمة. ان اروع ما يضئ ايامها هي تلك اللحظات التي تجمعها بطالباتها اللواتي يغدقـن عليها كلمات المحبة والترحيب ، وهنّ كثيرات، فيما تصدرت العديد منهن رتبا ومناصبا ومنزلة راقية في المجتمع، وهذا لم يكن بعيدا عن الجهد المتميز الذي بذلته (ست سهى) مع طالباتها ، ان كان بالشرح الوافي وتقريب مادتي (الحيوان والنبات) من ذهنهن، او بأستخدام كل وسائل الأيضاح المتوفرة، وخاصة المختبرات بغية منح الطالب فرصة افضل للتعلم والفهم وهذا ما ساعد الكثير في حياتهم

العملية او الجامعية اللاحقة، وكانت النتائج التي كنت احصل عليها في نهاية السنة ، ارفع وسام اتقلده وأكبر تثمين لجهودي وأسلوبي الخاص في التدريس.

وتخطف من الذاكرة شريطا صغيرا يعود بها للعشار وشوارعها وأهلها، وكيف كانوا يحيوها كلما مرت بينهم!.

بعد تلك الرحلة وسنوات العمل، تقضي الست (سهى) وقتها في خدمة (الأبناء) والأحفاد ، اضافة للقرأة ، وبخاصة الكتب الروحية والدينية، مضافا لها السفر كلما توفرت الفرصة، هذا اضافة للهواية رقم واحد في الطبخ وفنونه!

للوطن الحبيب تتمنى: السلام لبلدي الغالي العراق، وادي الرافدين، ولكل اطيافه وقومياته وأديانه، وأرفع يدي متضرعة ان يحمي الله اهلنا في الشمال، وخاصة المسيحين واليزيدية لما يعانوه من ظلم مزدوج هذه الأيام، وأتوق ان اشهد (انا وعائلتي) وقد عادت الأمور الى طبيعتها في وطني.

****** *********** ********** *******

المدرس صباح توما مراد كسـاب

من مواليد مدينة (تلكيف) التابعة لمحافظة نينوى وفي محلة (كيزي) في العام 9451، متزوج من السيدة رجاء منصور شكوانا ولهم 4 أبناء وبنتان مع 5 أحفاد.

درس الأبتدائية في (مدرسة العرفان) بنفس مدينته، ثم اكمل المتوسطة والثانوية فيها ايضا عام 1964، وبعدها تقدم للتسجيل في كلية التربية، جامعة بغداد وانتسب الى قسـم الرياضيات وتخرج منها مدرسا في العام 1968.

لم ينتظر طويلا كي يحث السير في العمل والأنتاج ووضع ما تعلمه في الكلية موضع التطبيق فكان اول تعينه في

1- (متوسطة التحرير) في محافظة الديوانية، مركز المدينة حتى العام 1971، ثم نقل الى

2- (ثانوية طارق بن زياد) في مدينة الضباط بالعاصمة بغداد، وبعد فترة قصيرة الى

3- (ثانوية سلمان باك) في مدينة سلمان باك، ولفترة قصيرة الى

4- (مدرسة متوسطة في منطقة بغداد الجديدة) ثم نقل الى

5- (اعدادية الجمهورية) في منطقة المشتل الواقعة على اطراف مدينة بغداد الجديدة مابين الأعوام 1972-1993 اي لمدى (21)عام بعدها طلب الأحالة على التقاعد.

أشـعر بالرضى وبراحة الضمير، يقول الأستاذ (صباح كساب) واصفا ســني خدمته تلك ورحتله مع التلاميذ والهيئات التدريسية، اذ لم تكن حياتنا سهلة، لكني كنت موفقا في تحقيق نسبة نجاح تصل ال 95% لمراحل الرابع والخامس والسادس ثانوي / القسم العلمي، و 80% لمراحل الفرع الأدبي، وهذه نسب مشرفة وقد حصلت أثرها على كتب تثمين وشرف من الأدارة ومن مديرية التربية، ومن تلاميذي ايضا.ويكمل الأستاذ (صباح) قائلا: ان تدريس مادة الرياضيات لم تكن سهلة، خاصة في ظل انعدام وسائل الأيضاح المطلوبة، فكان علينا ابتداع الوسائل والطرق لتقريبها الى ذهنية الطالب، وأخص منها مادة (الهندسة المجسمة) تلك المادة الخيالية، التي اصبحت اليوم بفضل التطور التقني ووفرة الكومبيوتر اسهل من (الماء) على عقول التلاميذ!

وعلى ذكر تلك الأيام، لاينسى ابدا المربين والأساتذة الذين اخذوا بيده ، او الذين تقاسم معهم العمل المهني لأنها ارتبطت بأجمل الأيام والذكريات (كما يقول) اذ وجدت الألفة طريقها الى قلوبنا وعلاقاتنا نحن معشر الأساتذة، فقد تطورت علاقاتنا لتصبح عائلية، وصرنا (نتزاور) ونقوم بالسفرات والرحلات والزيارات العائلية، وكنا على درجة طيبة من التفاهم، اما ان كان هناك همّ يجمعنا ، فقد كان همنّا، انهاء المنهج والخروج بنتائج طيبة مع التلاميذ

يقول الأستاذ (صباح كساب): ان الظروف الصعبة التي عشناها لم تفقدنا انسانيتنا. فبعد العام 1993 وأحالتي على التقاعد، كانت الحياة الأقتصادية صعبة لسكنة بغداد، وهذه يتذكرها جيدا كل من عاش تلك المرحلة، ولم يعد الراتب التقاعدي الشهري يكفي (7000 دينار = 3 دولارات ونصف آنذاك)، على اننا كنا نعتاش على ما نحققه نتيجة التدريس الخصوصي. وحتى بالعودة لسني التدريس، فقد قمت بتدريس مادة الرياضيات في مدرسة كانت ذات دوامين، وبملاك حوالي 3000 آلاف طالب وبطاقم تدريس من حوالي 65 مدرس، ب 24 شعبة، وفي كل شعبة حوالي 60 طالب، ولكم ان تتخيلوا عقل المدرس بعد انتهاء الدوام في ذلك اليوم!! ان كل ذلك لم يمنعني من ان اكون (انا ونخبة طيبة من زملائي التدريسين)حريصون ومخلصون في عملنا، وكنا نبذل قصارى جهنا للتلاميذ، ولم نبخل عليهم بأوقاتنا حتى بعد انتهاء الدوام وبتقديم المشورة والنصيحة او بالتدريس الأضافي للطلاب الضعفاء (مجانا) خاصة عند اقتراب السنة الدراسية من نهايتها.

بعد العام 1993 انصرفت للأعمال الحرة بغية اعالة عائلتي التي كانت تكبر يوما بعد يوم حتى العام 2002 حينما قررنا انا وزوجتي الهجرة من العراق والألتحاق بباقي الأهل والأقرباء في الولايات المتحدة، اذ عملت لفترة قصيرة

بعد وصولي، لكني متفرغ عن العمل الآن وأستمتع بحياتي مع الأبناء والأحفاد والزوجة، ناهيك عن ممارسة هواياتي الشخصية في اقرأة ، وخاصة الروايات العربية والعالمية، اضافة لمتابعة الأخبار، التي يبدو انني قد ورثتها من العائلة، اذ ما زلت اذكر المرحوم عمي الذي كان يملك كشكا لبيع والصحف اليومية في منطقة السنك، حيث كنت اقصده يوميا بعد ان اغادر الكلية لقرأة ابرز المجلات والجرائد مجانا (مال بلاش) قبل عودتي للبيت، وهذه ساهمت كثيرا في بناء القاعدة الفكرية والمعرفية عندي للسنين القادمة.

يبقى لبعض الأسماء عند الأستاذ (صباح) عطرا وأريجا لم يتمكن الدهر من محوه او التأثير عليه، وتأتي في المقدمة من هذه الأسماء شـقيقتي الغالية (ماسـير باعوث) والتي اعتبرها، اضافة كأخت، فهي النبراس والقنديل الذي يضيئ كل زوايا روحي العاشقة للحياة والخير والمحبة، فهي التي اخذت بيدي دائما، وبها تأثرت حينما اخترت سلك التعليم، وهي التي ساهمت على تعريفي بالكثير من الوجوه الأجتماعية والتعليمية البارزة في بغداد آنذاك، ولا انسى (فضلها ) عليّ ابدا، اما الثانية فيحتلها ابن عمي الغالي (هرمز كساب) الذي ساعدني هو وعائلته الكريمة حينما قدمت الى بغداد لأكمال تعليمي الجامعي، فهو لم يكن ابن عم فقط، بل اخا وحبيبا وصديق كريما، فيما الشخصية الثالثة، اقف امامها بمحبة و وداد، وأترحم عليها ان كانت قد غادرتنا بسلام، واطلب لها الصحة ان كانت حاضرة، وللعائلة الكريمة كل الخير والمحبة والتقدم، انها شخصية الدكتور الرائع (د.خالد القصاب) الذي عاملني معاملة انسانية متميزة، ولم يكن طامعا بالمال معي بقدر ما كان يرغب بمساعدتي في علاجي من (مرض نادر اصابني، ويصيب حوالي 100 شخص في كل العالم)، فقد وجهني ونصحني وساعدني وشد من ازري وعزمي، فكيف انساه، وكيف للحر ان ينسى مثل هؤلاء الأبطال!
اما لوطني الغالي وأهله فأتمنى: ان ينعموا بالسلام والأمان، وأن يعيشوا بفرح.