23 ديسمبر، 2024 8:47 ص

مـبـادئ وأخـلاقـيـات الـكـتـابـة ِ والـنـشـر

مـبـادئ وأخـلاقـيـات الـكـتـابـة ِ والـنـشـر

الـحـلـقـة الأولـى
( 1 )
مـن الـمـسـلــّـمـات والـبـديـهـيـات أن فـي الـبـلـدان والـمـجـتـمـعـات الــتي تـنـعـم فـي بـسـاتـيـن ( الـديـمـقـراطـيـة ) الـوارفـة الـضـلال ( قـوة الـكـلـمـة ) دون خـوف ٍ أو وجـل ٍ أو ريـاء .

لأن الـكـاتـب والـصـحـفـي والـفـنــّـان هـم ُ الـسـلـطـة الـرابـعـة بـعـد الـسـلـطـة الـتـشـريـعـيـة والـقـضـائـيـة والتـنـفـيـذيـة ، ولـكـنـهـا أقـواهـم لـجـمـلـة مـن الأسـبـاب ( سـأتـطـرق إلـيـهـا فـي الـحـلـقـات اللاحـقـة )

وقـد تـابـعـنـا عـبـر التـاريـخ الـقـريـب والـمـعـاصـر بـأن أعـمـدة صـحـفـيـة لـكـتــّاب مـغـمـوريـن وفـي صـحـف ومـجـلاّت قـرائـهـا مـحـدوديـن أسـقـطـت حـكـومـات ، وأطـاحـت بـرؤسـاء دول ، لـسـبـب بـسـيـط جـدا ً ، أنـهـم تـحـدثـوا عـن أخـطـائـهـم أو مـفـاسـدهـم بـالـدلـيـل الـقـاطـع والـبـرهـان الـسـاطـع ، والـوثـائـق الـدامـغـة الـتـي لا تـرقـى إلـى الـشـك ِ أو الـتـأويـل ، ومـنـهـا ( فـضـيـحـة وتـركَيـت ) الـتـي أسـقـطـت الـرئـيـس نـكـسـون !

ولـم يـك ُ بـيـن هـؤلاء ( الـنـاشـريـن ) ومـن كـتـبـوا عـن مـَـن انـتـقـدوهـم ضـغـائـن أو كـراهـيـة أو اسـتـئـثـار أو إيـثـار ، بـل لأن عـيـونـهـم عـلـى ( الـوطـن )

ومــَـن تـتـجـلـى بـيـن خـافـقـيـه مـحـبـة أبـنـاء جـلـدتـه الـذي اتـفـقـوا عـلـى أن يـسـمـوه وطـن ، والـوطـن بـالـنـسـبـة لـي ( خـرافـة ، ولـهـذا الـشـأن حـلـقـات ! )

أقـول : إن نـعـيـم الـديـمـقـراطـيـة الـذي ( غـزانـا ) دون أن نـتـسـلـسل فـي تـعـلـمـه بـريـاض الأطـفـال ، ومـن ثـم بـقـيـة مـراحـل الـدراسـة أسـاء إلـى مـجـتـمـعـنـا الـعـراقـي أيـمـا إسـاءة ، وجـعـل مـن ( الـبـعـض ) أن يـشتـم الأخـريـن فـقـط لأنـهـم نـاجـحـيـن ، ويتـجـنـى عـلـيـهـم ، ويـصـفـهـم بـصـفـات مـا أنـزل الله بـهـا مـن سـلـطـان ،مـن دون دلـيـل ولا وثـائـق ولا بـراهـيـن .

وقـد وصـل بـالـبـعـض الـحـقـد الأعـمـى والـبـغـض الـمـقـيـت والـكـراهـيـة والـجـحـود حـد الافـتـراء والـتـلـفـيـق وتـشـويـه الـسـيـرة والـمـسـار .

ومـن هـنـا ومـن هـذا الـمـنـبـر الـرصـيـن والـحـيـادي ، أنـاشـد وأبتـهـل لـزمـلائـي الـكـتــّـاب الـذيـن يـحـتـرمـون أقـلامـهـم وقـبـلـهـا ( عـقـل الـمتـلـقــّي ) والإنـسـان ، والإعـلامـيـيـن الـجـدد أن يـتـوخـوا الـحـذر فـيـمـا يـكتـبـون ، لأن الـكتـابـة أمـانـة وقـيـمـة أخـلاقـيـة ، قـبـل أن تـكـون مـحـض كـلـمـات .

وللـحـديـث صـلــة ، مـع اعـتـزازي ومـحـبـتـي للـجـمـيـع .