كشفت أحداث ألانبار المؤلمة كثيرا من الحقائق للشعب العراقي , وكان حديث الدكتور رافع العيساوي في أستوديو التاسعة الذي تبثه قناة االبغدادية حديثا يمثل نموذجا للتهافت السياسي الذي ضيع على العراقيين تجربة عقد من الزمان هو في عمر الشعوب التي تبحث عن التغيير وتنشد ألاصلاح شيئ كبير .
فالمغالطات التي صدرت عن الدكتور العيساوي لاتمنحه فرصة الجدارة في العمل السياسي الوطني حاله حال الكثيرين ممن قدمتهم لنا أحزاب المحاصصة وكتلها التي تعرف تجميع الوجوه ولاتعرف مضامين الرجال , ويبدو أن الجميع من شيعة وسنة لم يغيروا من طريقتهم في الترشيحات للانتخابات القادمة .
من مغالطات الدكتور رافع العيساوي والتي لم يركز عليها السيد أنور الحمداني : قوله : أن عدد أفراد القاعدة الذين دخلوا ” الفلوجة ” هم عشرون مسلحا ؟ ولا أدري كيف سمح الدكتور العيساوي لنفسه أن يقدم هذا الرقم ونحن نتحدث عن مدينة كبيرة أصبحت تحت سيطرة هذه المجموعات المسلحة مما جعل العشئر العربية الغيورة تهب لمؤازرة جيش العراق وشرطته الوطنية , ثم أن البيانات الرسمية لقيادة العمليات في الجيش العراقي ذكرت قتل ” 55″ أرهابيا , ثم ماذا يقول العيساوي لرؤساء عشائر ألانبار الذين ذكروا سيطرة المجموعات ألاهابية على مدينة الفلوجة وطلبوا المساعدة لتحرير المدينة ومنهم رافع عبد الكريم الفهداوي وأحمد أبو ريشة .
ومن مغالطات الدكتور رافع العيساوي أدعائه بأن القوات العراقية قامت بأعدام شقيق النائب أحمد العلواني وأعتقال النائب أحمد العلواني الذي طالب بأطلاق سراحه , فأنتصر للعلواني ولم ينتصر للوطن , والتقارير الرسمية والصحفية أفادت بأن هناك مذكرة قضائية بالقاء القبض على علي العلواني الذي قاوم بالسلاح واشترك معه أحمد العلواني بأطلاق النار حتى أن قائد القوات البرية قد قال لوكالات ألانباء أن النائب العلواني قاوم القوة العسكرية حتى نفدت ذخيرة سلاحه فأستسلم وهذا يعني أنه مسك بالجرم المشهود الذي تسقط معه الحصانة ومن مغالطات العيساوي تكراره القول : هؤلاء لايعرفون قيادة الجيش فليعطوها للضباط السابقين ؟ ولاندري ماذا يقصد بالضباط السابقين ؟ ثم اليس قائد القوات البرية وبقية القادة هم من الضباط السابقين , ثم الم يسمع العيساوي التقارير التي أفادت بوجود ضباط القصر الجمهوري القدماء هم من يديرون المجموعات ألارهابية المسلحة في الفلوجة , ولماذا لم يعترف العيساوي بتصريحات محافظ ألانبار وهو من قائمة متحدون بوجود ” 36″ أرهابيا من تنظيم القاعدة في صفوف المسلحين في الفلوجة وأيد تواجد القاعدة الشيخ أحمد أبو ريشة , وماذا يقصد العيساوي بمجموعات المقاومة التي كرر ذكرها في المقابلة ولم يفصح عن معنى ذلك حتى كاد ينطبق عليه قول ” يكاد المريب يقول خذوني ” ومن مغالطات الدكتور العيساوي أنه لم يصارح شعبه العراقي وقواه الوطنية ويعترف بوجود تنظيم القاعدة في ساحات ألاعتصام الذي صادر وجود أحزاب المنطقة وأعتدى على البعض منهم حتى أصبحوا خائفين مما أفقدهم شعبيتهم فراحوا يعزفون على الوتر الطائفي لاستدرار عواطف البعض والتقارب مع تنظيم القاعدة في هذه النبرة الطائفية حتى أصبحوا ناطقين بأسم المجموعات ألارهابية من حيث يعلمون او لايعلمون ؟
ومن مغالطات الدكتور رافع العيساوي والتي تخدش وطنيته تكراره القول عن أفراد الجيش العراقي بأن بعضهم خلع الزي العسكري وأرتدى الدشداشة وهرب , وهذا تشهير وتسقيط بحق الجيش العراقي لايتورط به من عنده غيرة على وطنه وجيشه الذي يعتبر عماد الوطن , ثم أن اللهجة التي تناول بها العيساوي رئيس الحكومة المالكي هي لهجة مزاجية شخصية تخلو من النقد السياسي الناضج الذي يمتلك مشروعا للاصلاح , فنحن كلنا ننتقد السيد المالكي ولكن من منطلق الحرص على الوطن والوقوف مع الشعب ومطالبه , بينما ظهر الدكتور رافع العيساوي في مغالطاته بعيدا عن الهم الشعبي الوطني منحازا لمن يريد زرع الفرقة والطائفية وتدمير الوطن والذي أصبحت الفلوجة من ضحايا ذلك التوجه الذي لايريد سوى خروج الجيش من المدن لفسح المجال لعصابات ألارهاب التكفيري ولا ينادي الا باستقالة رئيس الحكومة في ظرف يتعرض فيه الوطن لانتهاك السيادة من قبل العصابات الارهابية الممولة بالمال الخليجي , وكل سياسي فطن وغيور على وطنه يبتعد عن تصفية الحسابات الشخصية عندما يكون الوطن مهددا , اللهم ألا أن يكون الدكتور رافع العيساوي ممن يرى ولاية أمراء القاعدة الجهلة وعندها تصبح المعلومة التي تتحدث عن طبيب الزرقاوي صحيحة ,نصيحتنا أن ينتصر رافع العيساوي لمدينته الفلوجة التي دنستها العصابات التكفيرية ألارهابية وينتصر لوطنه الذي لايسكت على الضيم من أي جهة كان .